المنطقة مقبلة على شلالات من الدماء

 ما يجري حاليا في المنطقة من تهديدات وتحريك أساطيل تجوب البحار، والطلعات المكثفة للطائرات استعدادا لحرب عسكرية غير مبررة على سوريا ، إنها الحلقة الأولى من مسلسل حلقات ضرب ايران أن المنطقة مقبلة على شلالات من الدماء في حال أقدمت أمريكا على تنفيذ خططها التي لن تتوقف بتوجيه ضربات محددة ومحدودة لمواقع عسكرية سورية؛فالخطة الأمريكية ليست محدودة في هذا المجال، وواشنطن تدرك تماما أن جميع السيناريوهات والاحتمالات قائمة وأن الحرب تقترب وتستعد أمريكا على لخراجه من قمقمه قد لا تتمكن من اعادته مهما كان حذرها.

ما يجري حاليا في سوريا يأتي في اطار الخطة الأمريكية الصهيونية التي تدعمها أطراف أخرى في المنطقة للحد من قوة ايران ، أي أن ضرب سوريا هي الحلقة الأولى من حلقات المسلسل الأمريكي الصهيوني لاستهداف ايران وحزب الله ، وأن الحرب في حال اندلاعها ستشمل أيضا مهاجمة أهداف لحزب الله ، فهذا الحزب ليس بعيدا عن الهدف الأمريكي الصهيوني والمنظومة التي تعمل من أجل الحد من قدرات ايران، فالحزب مستهدف وخطة استهدافه واستهداف سوريا في الطريق نحو طهران ، فهذه الخطة بدأت منذ سنوات وقبل اندلاع الأزمة السورية ، والنشاط الاستخباري بمختلف جنسياته في المناطق الجنوبية من لبنان لرسم خريطة مخازن الصواريخ التي سيستخدمها حزب الله في حال أي هجوم عليه ، لم تأت من أجل زيادة المعلومات لدى تلك الدوائر الاستخبارية ، بل تأتي في اطار الاستعدادات لأي هجوم على الحزب في محاولة للحد من قدراته على ايذاء العدو الصهيوني .

حزب الله جاهز تماما لخوض الحرب ، ويحضر للأمريكان والعدو الصهيوني مفاجآت كبيرة سيفتح معركة مع العدو الصهيوني ، أن رد الحزب ضد العدو الصهيوني سيكون خلال الساعات الأولى لتوجيه أي ضربة إلى سوريا , كما أن الحزب سيعتمد على النوعية وليس الكم ، أن حزب الله يمتلك أماكن محددة لضربها وستكون موجعة ومؤثرة للعدو الصهيوني

أنّ هذا المد والجزر جعل أوراق الخصوم والأصدقاء تظهر ليكتشف العدو الصهيوني مدى إستعداد المقاومة لحربٍ طاحنة، فكان صمت السيد حسن نصر الله صاروخاً عابراً للقارات , فالصمت فنٌّ من فنون الحرب وخدعةٌ يستخدمها المتحاربون ، فقد نجحت المقاومة في إرباك العدو فأخذ يعدّ العدّة والحسابات لمعرفة أيّ المواقف سيتخذ ، وبالرغم من كلّ الأحاديث يبقى العدو الصهيوني هوى العدو الذي يجب أن لا يُؤْمنُ شرّه , وغزة ستكون في المعركة لا يوجد لغزة سوى أن تكون في قلب المعركة .

لا نغفل الدعم الوجستي والعسكري الروسي ، فلا يمكن للروس بعدما راهنوا على سوريا بكل شيء أن يتخلوا عنها إن روسيا تقدم لسوريا جواهر السلاح الروسي وأقواها في المجالات الدفاعية ، والصاروخية ، وأقمارها الصناعية قبالة الشواطئ السورية التي تقوم بالرصد وجمع المعلومات والتنصت والإستطلاع التابعة لها والتي سخروها بالكامل في خدمة سوريا .

إن انزلاق الأوضاع في المنطقة سيدخل منطقة الشرق الأوسط في حالة من الإرباك وعدم الاستقرار الأمني، نحذر الولايات المتحدة من مخاطر هذه المغامرة العسكرية ، إن إندلاع حرب في المنطقة سوف يشعل النار في كل المنطقة , فلا يمكن لإيران أن تسمح باستهدافها بسهولة وبساطة ، وهي تدرك جيدا أن أمريكا عادت لتلعب من جديد بقوتها العسكرية في المنطقة ، و من السهل توسيع دائرة استهداف أعداء أمريكا والعدو الصهيوني . أول صاروخ أمريكي يسقط على سوريا سيصل إلى مناطق بعيدة خارج الساحة السورية ، وسينشر الكثير من الدمار والإستهداف للمصالح الأمريكية والغربية ودولة الكيان الصهيوني ستواجه آلاف الصواريخ , وتركيا وأنظمة الخليج ليست في مأمن

 نحذر بأنه يتم اكتشاف النفط والغاز بكميات كبيرة في المنطقة ، وخاصة المناطق البحرية المقابلة لفلسطين ولبنان وصولا إلى اللاذقية نحذركم بأنه سوف يتم تدميرها , إنها العقلية الأمريكية تستدعي وصول المدمرات والبوارج وحاملات الطائرات والغواصات لتعج في البحر المتوسط، ولتنطلق شرارة الحرب الكبرى التي بدأت ، والتي لن تنتهي ولا يمكن أن تنتهي إلا بحرب كبرى مدمرة ستدفع البشرية ثمنا باهظا لها .

إن حتمية الحرب محسومة لا محالة , نعم التوقيت غير معلوم وهو أمر طبيعي , فمحور المقاومة لا يمكن أن يكون إلا في قلب المعركة ، محور المقاومة القوي والقوي جدا يتطلب المباغتة والخدعة والتجييش وغزارة النيران ، والأهم من كل ذلك دخول مجموعات مسلحة إلى داخل فلسطين من أجل ارباك العدو .