أوروبا تؤيد «ردا قويا» و«الخليجي» يطالب بــ «تدخل فوري» ضد سوريا
جراءة نيوز - اخبار الاردن -عربي دولي-وكالات:
دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي امس في ختام اجتماعهم في فيلنيوس بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى «رد واضح وقوي» على الهجمات الكيميائية في سوريا فيما طالب مجلس التعاون الخليجي بـ»رد قوي»، تزامنا مع دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما اعضاء الكونغرس بدعم توجيه ضربة للنظام السوري.
واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في ختام الاجتماع «نريد ردا واضحا وقويا» على الهجمات الكيميائية التي وقعت في 21 اب في سوريا. واوضحت اشتون عند تلاوتها البيان الختامي ان الوزراء اتفقوا على وجود «قرائن قوية» تشير الى النظام السوري مسؤول عن الهجمات بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق التي اوقعت مئات القتلى. وذكرت ان الوزراء اتفقوا على أن العالم لا يسعه أن يقف «مكتوف الايدي» وقالت «في مواجهة هذا الاستخدام للاسلحة الكيماوية لا يمكن ان يظل المجتمع الدولي دون تحرك. من الضروري اتخاذ رد واضح وقوي مفاده أن هذه الجرائم غير مقبولة وأنه لا يمكن الافلات من العقاب». وقالت اشتون ان وزراء الاتحاد الاوروبي رحبوا بتعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند بانتظار تقرير مفتشي الامم المتحدة عن الهجوم قبل اي تحرك. وقالت «الاتحاد الاوروبي يشدد... على الحاجة للتعامل مع الازمة السورية من خلال الامم المتحدة».
وفي مستهل الاجتماع اعلن عدة وزراء انه من المهم انتظار تقرير مفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية قبل اتخاذ قرار. واثار وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي مفاجأة عند اعلانه ان المانيا توقع بدورها على النداء الذي يدعو الى «رد دولي قوي» والذي اطلقته الجمعة 11 دولة بينها الولايات المتحدة في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ.
وكانت المانيا الجمعة الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الاوروبي الحاضرة في قمة مجموعة العشرين، التي لم توافق على النداء، وهو قرار فسرته بالحاجة الى احترام العملية الاوروبية.
وهذا النداء الذي وقعته الولايات المتحدة واستراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية واسبانيا وتركيا لا يورد الخيار العسكري بالتحديد. لكن دبلوماسيا اوروبيا رأى انه «يشكل بداية توافق» يمكن ان يكون «مفيدا سياسيا عندما يتخذ قرار توجيه الضربات».
واشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بقرار المانيا قائلا ان «واقع ان اوروبا متحدة هو امر جيد». وعبر عن ارتياحه لنتائج الاجتماع فيما بدت فرنسا معزولة في الايام الماضية في اوروبا باعتبارها الوحيدة المؤيدة لضربات ضد سوريا.
ورحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي حضر الى فيلنيوس لشرح موقف واشنطن، ببيان الاتحاد الاوروبي.وقال «نحن راضون جدا عن بيان الاوروبيين الذي يشكل اعلانا قويا حول مبدأ المسؤولية» وذلك قبل مغادرته العاصمة الليتوانية.ومن المرتقب ان يصل كيري الى باريس بعد محطته في فيلنيوس وبعدها الى لندن قبل ان يعود غدا الى الولايات المتحدة.
وفي وقت لاحق، قال كيري ان العديد من الدول مستعدة للمشاركة في ضربات عسكرية تقودها الولايات المتحدة ضد النظام السوري. وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس «هناك عدد من الدول يفوق العشر مستعدة للمشاركة في عمل عسكري... ان عدد الدول المستعدة للمشاركة في عمل عسكري يفوق العدد الذي يمكن ان نستعين به فعليا في هذا النوع من العمل العسكري الذي نفكر فيه».
وفي واشنطن، دعا الرئيس الاميركي اعضاء الكونغرس الى «عدم التغاضي» عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا ودعم ضربة عسكرية ضد دمشق معتبرا ان عدم التحرك ليس خيارا امام الولايات المتحدة. وقال اوباما في كلمته الاذاعية الاسبوعية «لا يمكننا التغاضي عن الصور التي رأيناها عن سوريا». واضاف «لذلك ادعو اعضاء الكونغرس والحزبين الى الاتحاد والتحرك من اجل النهوض بالعالم الذي نريد العيش فيه، العالم الذي نريد تركه لاولادنا وللاجيال المستقبلية».
ويبدأ الكونغرس غدا مع انتهاء عطلته الصيفية بحث الضربات ضد سوريا . وحذر الرئيس الاميركي من ان «عدم الرد على مثل هذا الهجوم الفاضح سيزيد مخاطر رؤية اسلحة كيميائية تستخدم مجددا او ان تسقط في ايدي ارهابيين قد يستخدمونها ضدنا وهذا سيوجه رسالة كارثية الى الدول الاخرى، بانه لن يكون هناك عواقب بعد استخدام مثل هذه الاسلحة».
وبحسب استطلاع للرأي اجرته صحيفة واشنطن بوست فان 224 من اعضاء مجلس النواب (من اصل 433) اتخذوا موقفا ضد التدخل او يميلون الى هذا الموقف. وهناك عدد كبير منهم، 184 نائبا، لا يزالون مترددين فيما يدعم 25 فقط توجيه ضربة لسوريا.
كما ان هذه الشكوك سائدة ايضا لدى المواطنين الاميركيين. وافاد استطلاع اجراه معهد غالوب ونشرت نتائجه الجمعة ان 51% من الاميركيين يعارضون ضربات في سوريا مقابل 36 %يؤيدونها. ونسبة المعارضين اكبر من تلك التي سجلت قبل اندلاع حروب الخليج (1991) وكوسوفو (1999) وافغانستان (2001) والعراق (2003).
وشدد اوباما الذي يواجه الرأي العام الاميركي المتشكك بعد اكثر من عقد من النزاعات التي تدخلت فيها واشنطن في الشرق الاوسط وافغانستان، على ان اي ضربة اميركية في سوريا «لن تكون تدخلا مفتوحا» زمنيا. واوضح «هذه لن تكون مثل العراق او افغانستان. لن يتم نشر قوات اميركية على الارض. واي عمل سنقوم به سيكون محدودا زمنيا وفي نطاقه وهدفه ردع الحكومة السورية عن استخدام الغاز الكيميائي ضد شعبها مجددا وخفض قدراتها على القيام بذلك».
وقال اوباما» أعلم ان الشعب الامريكي انهكته الحرب التي دامت عقدا رغم انتهاء الحرب في العراق ودنو الحرب في افغانستان من نهايتها. لهذا السبب فلن نقحم قواتنا في معمعة حرب يخوضها اخرون».
من جهتها، قالت سامانتا باور في اول كلمة لها كسفيرة للولايات المتحدة في الامم المتحدة ان توجيه ضربة عسكرية محدودة هو الخيار الوحيد المتاح للرد على هجوم بالاسلحة الكيماوية في سوريا بعد توقف الجهود الدبلوماسية. واضافت باور في مركز التقدم الامريكي ان» البعض يتساءل في ضوء ضجرنا من الحرب لماذا لا نتمكن من استخدام وسائل غير عسكرية لتحقيق نفس الهدف.. اجابتي على هذا السؤال هو اننا استنفدنا الخيارات».
ورغم كل مبررات اوباما ، انتقد فولفجانج ايشينجر رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن التحرك العقابي المزمع للولايات المتحدة ضد النظام السوري بوصفه «غير كاف». وفي مقابلة بالقناة الثانية بالتلفزيون الألماني، قال ايشينجر إن الضربة المزمعة تعد إلى جانب عدم الاكتراث «ثاني أسوأ الخيارات». وأضاف أنه في الوقت الذي لا يوجد فيه تفويض قوي يقره القانون الدولي (لشن هذه الضربة) فإن هناك في المقابل قوة عظمى تتحرك على الأرجح بشكل شبه منفرد تماما.
وأشار ايشينجر إلى أنه لا يمكنه ملاحظة استراتيجية «واضحة ومقنعة» في التحرك الذي تقوم به الولايات المتحدة في هذا الشأن، مؤكدا أن القيام بعمل عقابي ضد الرئيس السوري بشار الأسد لا يكفي وحده لوقف القتل في سوريا.
عربيا، طالب مجلس التعاون الخليجي امس المجتمع الدولي بـ»تدخل فوري» في سوريا بهدف «انقاذ» الشعب السوري من «بطش» النظام. وقال الامين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني ان «الأوضاع الإنسانية المأسوية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج، وما يتعرض له من إبادة جماعية وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تحتم على المجتمع الدولي التدخل الفوري لإنقاذ الشعب السوري الشقيق من بطش النظام ووضع نهاية لمعاناته ومأساته المؤلمة».
واكد الزياني ان «دول مجلس التعاون تؤيد الإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب هذه الممارسات اللاانسانية».
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن ضرب سوريا سوف يشعل المنطقة بأسرها. وأضاف العربي في مقابلة مع صحيفة «الأهرام» المصرية أنه لايمكن تفسير بيانات الجامعة العربية التي طالبت مجلس الأمن بالتدخل واتخاذ إجراءات رادعة بسوريا على أنه موافقة على ضرب الأخيرة.
وعبرالعربي عن رفضه توجيه ضربة أمريكية بدون موافقة مجلس الأمن. وحول ما إذا كان توجيه ضربة أمريكية لسورية يعتبر تنفيذا للمخطط الأمريكي واستكمالا لمشروع الشرق الأوسط الكبير، قال «لا أعترف بالمخططات والمؤامرات بل وضد فكرة المؤامرات من الأساس».
في دمشق، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان شن الولايات المتحدة حربا على سوريا سيكون خطرا على المنطقة والعالم. وقال في مقابلة بثتها قناة الاخبارية التلفزيونية السورية ان هذه الحرب التي سيشنها الرئيس الامريكي باراك أوباما على سوريا خطيرة وتهدد السلام والامن في العالم.وأضاف أن هذا يمكن أن ينعكس سلبا على الولايات المتحدة وأصدقائها في المنطقة والعالم.وتابع قائلا انه يأمل أن يتحلى الكونجرس بالحكمة ويقوم بواجباته تجاه الامن والسلام خاصة وان سوريا لم تهدد السلام والامن في العالم.
على الارض، تجددت الاشتباكات امس بين مقاتلين سوريين معارضين والقوات النظامية عند اطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد يومين من انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة.
من جهة ثانية، قتل 14 مقاتلا معارضا وفتى ورجل في قصف من القوات النظامية على بلدتي الكسوة والمقيلبية في ريف دمشق (جنوب العاصمة)، بحسب ما ذكرالمرصد الذي اشار ايضا الى اشتباكات في المنطقة ومحاولة من القوات النظامية للتقدم نحوالبلدتين الواقعتين تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.كما اشار المرصد الى قصف على بلدات زملكا (شرق دمشق) وداريا ومعضمية الشام (جنوب العاصمة). وفي تقارير المرصد الاخرى امس غارات للطيران الحربي السوري على مناطق في درعا (جنوب) والرقة (شمال) وادلب (شمال غرب). (وكالات الانباء)