حراكيون: الموقف الرسمي من ضربة سوريا متناقض مع الشارع
جراءة نيوز - اخبار الاردن :
قال حراكيون إن الحكومة أخطأت بتصريحاتها تجاه الموقف من الضربة العسكرية المحتملة لسوريا،وأكد هؤلاء أن على الجانب الرسمي توخي الحذر تجاه ما يجري في سوريا؛ لما قد تجلبه هذه المواقف من تداعيات على الأردن، مع تأكيدهم الموقف الشعبي الداعم للثورة العسكرية ورفض أي تدخل عسكري أجنبي،وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني قد ذكر خلال مؤانر صحافي بداية الأسبوع الماضي ان "المملكة ليست جزءا من الحرب على سوريا وهي كذلك ليست جزءا من ساعة الصفر"، مشيرا الى ان "المملكة ترفض أي عمل عسكري ضد سوريا، كونه يتعارض مع المصالح الاستراتيجية للدولة".
لكن ما كاد الأسبوع ينتهي حتى خرج رئيس الوزراء عبد الله النسور بتصريح نشرته هيئة الإذاعة البريطانية يتعارض مع التصريح الأول قال فيه انه يؤيد ضربة عسكرية محدودة لسوريا ما اثار ردود فعل شعبية غاضبة من التصريح، استدعى خروج الرئيس نفسه ليكتب في تعليق نشره على صفحته عبر تويتر وفيس بوك مساء الخميس انه ليؤكد أن "الأردن لن يكون جزءً من الحرب الدائرة في سوريا، ولن يكون طرفاً بأي شكل ٍ من الأشكال". وقال "أذكرُ بالموقف الاردني الرافض لأي عمل ٍ عسكري عبر أراضيه".
وأضاف " قناعاتنا وموقفنا كان وما زال، أن الاردن مع الحل السياسي للأزمة في سوريا، ونحن أصحاب مصلحة في سورية آمنة مستقرة،واضاف " إن حدثت الضربة، نحن لسنا ً جزءً منها ولا علاقة لنا بالقرار المرتبط بها". وختم "نؤكدُ على حُرمة الدم السوري، وأن تكون عملية، تُجنبُ سوريا ومؤسساتها الدمار والإنهيار".
وعلق رئيس لجنة حراك حي الطفايلة الدكتور سليمان الشياب على ما وصفه بالارتباط بالقول: إن الحكومة غير موفقة في تعاطيها مع موضوع الضربة العسكرية لسوريا، أو انها تبدو متناقضة مع نفسها، مشيرا في هذا الصدد الى ان تصريحات المسؤولين تتعارض مع الموقف الشعبي الرافض التدخل الاجنبي في سوريا مع دعمه الثورة السورية،وأضاف الشياب أن تصريحات الحكومة قد تكون في جانب منها دعما للموقف الأمريكي، مؤكدا ضرورة ان يكون هناك انسجام بين تصريحات الحكومة ومع الموقف الشعبي.
ودعا الحكومة إلى أن تعبر عن رفض التدخل العسكري الأجنبي في سوريا ودعم الشعب السوري، مشيرا الى انه لا يجب المراهنة على المواقف الامريكية التي قد تتغير بين لحظة واخرى، خاصة أن سوريا دولة جارة للاردن، وهناك روابط اجتماعية وتاريخية مع الشعب السوري،من جانبه، قال رئيس التجمع الشعبي للاصلاح الدكتور فارس الفايز إن الضربة العسكرية لسوريا أصبحت مؤكدة، خاصة بعد انسحاب روسيا، إلا أن حجم الضربة هو الذي ما يزال مجهولا، سواء اذا ما كانت محدودة أو انها ستكون حملة عسكرية واسعة.
وأشار الى ان الموقف الاردني تجاه الأزمة السورية اتسم بالمراوغة وعدم الوضوح، وانه كان موقفا متأرجحا إلا ان اظهر نفسه بوضوح مؤخرا الى جانب الموقف الأمريكي، بما يؤكد ارتهان القرار السياسي الاردني بالموقف الامريكي كما حدث في اثناء حرب العراق عام 2003،وعبر الفايز عن خشيته من إقدام النظام السوري على الاعتداء على الاردن، اذا ما اعتبره شريكا في الضربة العسكرية لسوريا؛ نظرا لمواقفه المنحازة إلى امريكا والتواجد العسكري الاجنبي في الأردن.
وأشار الى أن الموقف الرسمي قد يكون مستندا الى تطمينات أمريكية وإسرائيلية بعدم استهدافه، كما أكدا ان التصريحات الرسمية تعبر عن تلاعب بعواطف الاردنيين، وكنوع من الخداع والمراوغة تجاه الشعب الاردني ،من جهته، اكد الدكتور جهاد الخالدي -من الحراك الوطني للاصلاح في البادية الاردنية- الموقف الشعبي الاردني الداعم الثورة السورية، والرافض المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري والموقف الشعبي الداعم إسقاط النظام عبر الشعب السوري، وليس من خلال تدخل عسكري اجنبي.
واعتبر الخالدي ان الحكومة أخطأت بتصريحاتها تجاه الازمة السورية، وان عليها ان تتوخى الحذر في تعاملها وتصريحاتها وتجاه الازمة السورية، وان الاردن لا يتدخل في الشأن السوري؛ لما قد يلحق بالاردن من تداعيات داخلية اذا اتخذت الادارة السياسية قرارات خاطئة، خاصة مع وجود أزمة اللاجئين السوريين، وضرورة الموازنة بين المصلحة الاردنية في الحفاظ على امنه واستقراره، وبين التدخل المعلن في الازمة السورية،وتساءل الخالدي: "كيف يتحدث النسور بمثل هذه التصريحات التي قد يعتبرها النظام السورية معادية له، فيما لم تقم الحكومة بأي اجراءات وقائية في الاردن، ومنها تأمين الملاجئ أو أدوات وقاية من الأسلحة المختلفة في حال أي ردة فعل سورية قد تكون ضد الأردن!".
كما اكد الخالدي انه لا داعي للمواقف المعلنة من قبل الحكومة، خاصة أن الاردن والحكومة ليست صاحب الكلمة تجاه الازمة السورية، وان تصريحاتها قد تكون تخاطب الرأي العام الغربي؛ لدعم موقف أمريكا،وأوضح ان الموقف الاردني لو كان مندرجا ضمن موقف عربي موحد لإسقاط النظام السوري لكان ذلك مقبولا، مؤكدا ان الازمة السورية باتت خطرا على الامن القومي الأردن.