موسكو ترسل الطراد «قاتل حاملات الطائرات» إلى شـرق المتوسط

جراءة نيوز -عربي دولي:

 رفضت دمشق تغير موقفها تحت وطأة التهديدات بضربة عسكرية غربية محتملة ضدها، وإن أدى ذلك الى اندلاع «حرب عالمية ثالثة»، مؤكدة  أنها اتخذت «جميع الإجراءات للرد على اي عدوان».
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد «لن تغير الحكومة السورية موقفها ولو شنت حرب عالمية ثالثة. لايمكن لأي سوري التنازل عن سيادة واستقلال سوريا». مؤكدا  ان بلاده» سيدافع عنها شعبها وجيشها وقد اتخذت كافة الاجراءات للرد على اي عدوان» ،  مشددا على ان النظام السوري سيقوم بحشد حلفائه لمواجهة واشنطن وحلفاءها. وقال المقداد ان «الولايات المتحدة تقوم الآن بحشد حلفائها للعدوان على سوريا واعتقد بالمقابل ان من حق سوريا ان تحشد حلفاءها ليقوموا بدعمها بمختلف اشكال الدعم» دون ان يحدد كيف سيكون هذا الدعم. واوضح «ان ايران وروسيا وجنوب افريقيا والصين ودول عربية كثيرة رفضت هذا العدوان وهي على استعداد ان تقوم ضد هذه الحرب التي ستعلنها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك فرنسا، على سوريا». واعتبر المقداد ان موقف موسكو، الحليفة الاساسية لدمشق، لم يتغير حيالها. وقال المقداد «ان الموقف الروسي موقف ثابت ومسؤول».
وفي وقت سابق، قال مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري إن بلاده «سئمت الحروب» ، مؤكدا أن ما يتردد عن استخدام النظام  السوري لأسلحة كيماوية مزاعم «زائفة لا أساس لها من الصحة. ودافع الجعفري عن موقف النظام السوري ، وقال :»نحن لم نعلن الحرب على  الولايات المتحدة أو على أي من جيراننا .. نحن لسنا دعاة حرب بل دولة  صغيرة ومسالمة .. ولا ندعي بأننا على قدر من القوة تكفي لمواجهة الجيش  الأمريكي.
يأتي تشدد الموقف السوري تزامنا مع تشدد في الموقف الروسي بعض تصريحات اعتبرت  مهادنة للغرب وذلك عندما اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  موسكو ستتحرك «باكبر قدر ممكن من الحزم والجدية» اذا ثبت تورط النظام السوري بالهجوم الكيماوي.
 فقد قال بوتين انه ليس من حق الكونجرس الامريكي اجازة استخدام القوة ضد سوريا دون صدور قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة والا فسيكون «عملا عدوانيا». واضاف «أي شيء خارج مجلس الامن التابع للامم المتحدة هو عدوان ما عدا الدفاع عن النفس. ما يفعله الكونجرس ومجلس الشيوخ الامريكي هو في جوهره اضفاء للشرعية على العدوان. هذا غير مقبول من حيث المبدأ».
واتهم بوتين وزير الخارجية الامريكي جون كيري بالكذب على الكونجرس بشأن دور تنظيم القاعدة في الصراع بسوريا في تصريحات من شأنها زيادة حدة التوتر قبل أن يستقبل الرئيس الامريكي باراك أوباما وعدد من زعماء مجموعة العشرين اليوم .
وقال بوتين في اجتماع بالكرملين مع مجلس حقوق الانسان في روسيا»هم يكذبون بكل تأكيد. لقد شاهدت نقاشا في الكونجرس عندما سأل أحد الاعضاء السيد كيري ان كان تنظيم القاعدة موجودا هناك ورد كيري قائلا  ..لا وجود للقاعدة هناك»، وقال بوتين « وحدات القاعدة هي القيادة العسكرية الرئيسية في المعارضة السورية وهم يعرفون ذلك»، واستطرد قائلا «الامر الذي لم يسعدني والذي فاجأني - أننا تحدثنا معهم وانطلقنا من افتراض أنهم أناس محترمون. لكنه يكذب ويعرف أنه يكذب. انه لامر محزن». وأضاف بوتين أن الأمر الأكثر منطقية هو أن قوات المعارضة «التي أصبحت محاصرة» هي التي استخدمت الغاز السام. وكان الرئيس الروسي قد حض في وقت سابق امس الغرب على تقديم ادلة «مقنعة» تثبت استخدام اسلحة كيميائية في سوريا  وشدد على انه في حال «ثبوت» استخدام الجيش النظامي اسلحة كيماوية ، فإن موسكو ستتحرك «باكبر قدر ممكن من الحزم والجدية».  واعتبرت هذه التصريحات مهادنة تجاه الغرب.
لكن روسيا يبدو انها لم تكتفي بالاقوال ، فقد نقلت وكالة « انترفاكس» الروسية امس عن مصدر وصفته بانه « دبلوماسي عسكري» ان  طراد «موسكو» الصاروخي الملقب بـ»قاتل حاملات الطائرات» يتوجه إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بدلا من زيارة ميناء ميندالو في دولة كابو فردة بغرب افريقيا كما كان مخططا في السابق . نقلت وكالة انترفاكس للانباء عن مصدر عسكري قوله امس ان روسيا تحركت لارسال طراد الى شرق البحر المتوسط لتولي العمليات البحرية في المنطقة. ويتسلم الطراد موسكفا مسؤولية العمليات من وحدة تابعة للبحرية الروسية بالمنطقة وتقول موسكو ان هذا ضروري لحماية مصالحها القومية. وستنضم له مدمرة من الاسطول الروسي في بحر البلطيق وفرقاطة من اسطول البحر الاسود. وأضاف المصدر الذي لم تنشر الوكالة اسمه «الطراد موسكفا متجه الى مضيق جبل طارق. وخلال نحو عشرة ايام سيدخل شرق البحر المتوسط وهناك سيتولى قيادة قوة مهام البحرية». يذكر ان موسكو ترسل المزيد من القطع الحربية البحرية الى مياه البحر الابيض المتوسط منذ تصاعد التهديدات الاميركية والغربية ضد سوريا .
رغم ذلك  اعلن الرئيس الروسي ان بلاده علقت تسليم صواريخ اس -300 لسوريا موضحا مع ذلك ان دمشق تسلمت بعض مكوناتها. ولم يوضح سبب تعليق تسليم هذه الانظمة المتطورة التي توازي صواريخ باتريوت الاميركية.
في المقابل،سجل الرئيس الاميركي باراك اوباما نقاطا في الكونغرس لصالح التحرك ضد النظام السوري.و  اكد اوباما انه واثق من الحصول على تخويل من الكونغرس لتوجيه ضربة لسوريا، ولكنه قال انه لا يريد تكرار اخطاء العراق. واضاف  اوباما في مؤتمر صحافي في ستوكهولم  ان المجتمع الدولي لا يمكن ان يبقى صامتا ازاء ما يجري في سوريا، معربا عن امله في ان يغير بوتين موقفه. وأكد الرئيس الأمريكي اقتناعه بأن الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيماوي . وقال» نعتقد بثقة عالية أنه تم استخدام السلاح  الكيماوي وأن الأسد هو مصدره». ذوبهدف اقناع المترددين في الكونغرس تمت صياغة مشروع قرار جديد في مجلس الشيوخ يحصر مدة التدخل المحتمل بستين يوما مع احتمال الى 90 يوما، ويمنع الرئيس من نشر جنود بهدف «القيام باعمال قتالية». وستصوت لجنة في مجلس الشيوخ على النص الجديد. لكن نتيجة تصويت مجلسي الكونغرس الاسبوع المقبل تبقى غير أكيدة، رغم نيل الادارة الاميركية الثلاثاء دعما اساسيا من رئيس مجلس النواب جون باينر، المنتمي الى الحزب الجمهوري. ومن المقرر ان يبدأ الكونغرس في مناقشة طلب الرئيس الاميركي بعد عودته النواب من اجازتهم في التاسع من ايلول.
بدوره، اعلن جون مكين العضو الجمهوري البارز بمجلس الشيوخ الامريكي امس انه لا يدعم مشروع قرار وضعته لجنة بمجلس الشيوخ يجيز استخدام القوة في سوريا. وقال مكين «هناك عدد غير راض».
وفي ذات السياق، حثت ثلاث جماعات نافذة موالية لاسرائيل المشرعين الامريكيين  الثلاثاء على تفويض أوباما لشن هجوم على سوريا وهو ما يشير الى تصعيد الجهود للضغط من أجل القيام بعمل عسكري أمريكي. وتمثل بيانات لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية الامريكية (ايباك) ورابطة مكافحة التشهير والائتلاف اليهودي الجمهوري أكبر مظهر من مظاهر دعم هذه الجماعات المعلن لعمل عسكري أمريكي . واعترف أنصار الجماعات ومصادر حكومية أن الجماعات جعلت من المعروف أنهم يؤيدون عملا أمريكيا. لكن المصادر قالت ان الجماعات تريد عموما أن يتركز النقاش على الامن القومي الامريكي بدلا من كيف يمكن لقرار مهاجمة سوريا أن يساعد اسرائيل.
اوروبيا، بدأت فرنسا حملة دبلوماسية لاقناع الاوروبيين الاخرين المتحفظين بتأييد الخرب على سوريا، وفي حين اعتبر  رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت  ان «عدم التحرك» عسكريا في سوريا يساوي «اغلاق الباب امام الحل السياسي للنزاع» ،ابدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون  تخوفه من «هجمات جديدة بالاسلحة الكيميائية يشنها النظام» السوري اذا لم يكن هناك رد فعل. اما رئيس الورزاء التركي رجب طيب اردوغان فقد جدد التاكيد أن بلاده ستشارك في اي تحالف دولي ضد سوريا لكنه لم يذكر ما اذا كان هذا يشمل العمل العسكري. من جهته، طالب هيرمان فان رومبوي رئيس الاتحاد  الأوروبي بألا يمر استخدام الأسلحة الكيمائية ضد المدنيين في سوريا «دون  عقاب»، دون ان  يشر صراحة إلى تحميل نظام الأسد المسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيمائية .
 عربيا،أعلن نبيل العربي الأمين لعام لجامعة  الدول العربية  تأييده للموقف الذى عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة  بان كى مون حول التعامل مع الرد المحتمل على جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية فى سورية والذى اعتبر فيه أن استخدام القوة يكون قانونياً فقط عند ممارسة حق الدفاع عن النفس طبقاً للمادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة أو عند موافقة مجلس الأمن على القيام بمثل هذا العمل. وأضاف العربي أن هذا الموقف الصادر عن بان كى مون الذى يستند للشرعية  الدولية طبقاً لمبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة هو الموقف الذي أكدت عليه جامعة الدول العربية في جميع قراراتها ذات الصلة  بالأزمة السورية.
على الارض، سيطر مقاتلون اسلاميون امس على حاجز للقوات النظامية على مدخل بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية شمال دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «مقاتلين من جبهة النصرة  وكتيبة اسلامية اخرى سيطروا على حاجز للقوات النظامية على مدخل بلدة معلولا»، اثر هجوم ادى الى مقتل ثمانية عناصر من القوات النظامية.واشار المرصد الى ان الطيران الحربي شن ثلاث غارات جوية على الاقل على الحاجز بعد سيطرة المقاتلين عليه.
اخيرا، نفى التلفزيون السوري الحكومي  فاراان وزير الدفاع الاسبق علي حبيب تركيا. وكان كمال اللبواني العضو البارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض اكد ان وزير الدفاع السوري السابق علي حبيب فر الى تركيا.