مصـر تحاصـر «الإخوان المسلمين» بقوة القانون
جراءة نيوز - اخبار الاردن -عربي دولي-وكالات:
فيما يواصل مناصرو الرئيس المعزول محمد مرسي تظاهراتهم الرافضة بما يسمونه «الانقلاب العسكري»، أوصت هيئة قضائية شكلتها الحكومة المصرية المدعومة من الجيش بوقف قيد جمعية الالاخوان المسلمين وهو ما يمثل تحديا قانونيا لجماعة الاخوان في وقت تواصل فيه السلطات المصرية حملتها على الجماعة التي دعمت الرئيس المنتخب الذي عزله الجيش في تموز.
ومع أن ذلك لا يرقى الى فرض حظر رسمي على جماعة الاخوان المسلمين التي عملت سرا لعقود في ظل حكام سابقين يدعمهم الجيش فان توصية هيئة مفوضي الدولة بوقف قيد جمعية الاخوان المسلمين تهدد مستقبل الجماعة التي تضم في عضويتها مليون شخص.
وقالت مصادر قضائية ان توصية هيئة مفوضي الدولة غير ملزمة للمحكمة وأضافت المصادر أن الجلسة المقبلة للمحكمة ستنعقد في 12 من تشرين الثاني. ويأتي هذا اضافة الى مجموعة كاملة من الخطوات اتخذت ضد جماعة الاخوان منذ تدخل الجيش بعد احتجاجات حاشدة ضد سوء الادارة الاقتصادية ومحاولات ترسيخ سلطة الجماعة خلال فترة حكم مرسي.
يأتي ذلك فيما قضت محكمة عسكرية مصرية امس بالسجن مددا تتراوح بين 25 عاما و5 سنوات على 56 من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين دانتهم بالاعتداء على قوات الجيش في مدينة السويس وهي اول احكام تصدر بحق الاخوان منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 3 تموز الماضي.
وفي الوقت نفسه، اصدر القضاء الاداري قرارا بالاغلاق النهائي لاربع محطات تلفزيونية بينها «الجزيرة مباشر مصر» المقربة من الاخوان المسلمين وقناة «احرار 25» التابعة للجماعة وقناتي «القدس» و»اليرموك» المقربتين من الاسلاميين،وقضت المحكمة العسكرية بمدينة السويس بالسجن المؤبد (25 عاما) على 11 من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين بعد ادانتهم بالتعدي على قوات الجيش في اعقاب فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة في 14 اب الماضي.
وقال مصدر قضائي ان المحكمة قضت كذلك بالسجن 5 سنوات على 45 متهما اخرين وبرأت 8 اخرين. ودانت المحكمة المتهمين الصادرة احكام ضدهم ب»حيازه اسلحة نارية وطلقات خرطوش واستعمال القوة والعنف في التعدي على جنود تابعين للجيش الثالث الميداني (المكلف بتأمين منطقة قناة السويس) يوم 14 اب الجاري عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وهم الجنود الذين كانوا مكلفين بتأمين المنشات الحيوية بمنطقة الخدمات ومحيط ديوان عام محافظة السويس»،واعلنت محكمة القضاء الاداري امساسباب حكمها بوقف بث القنوات التلفزيونية الاربع وقالت انها قامت «ببث الأكاذيب عن الشعب المصري، والإساءة إلى القوات المسلحة، ومخالفتها لشروط البث وميثاق الشرف الإعلامي، وتحريض الدول الأجنبية على مصر».
واضافت المحكمة انه «تبين لها ان هذه القنوات نشرت وقائع غير صحيحة ومفبركة لأحداث القتل والعنف التي تشهدها سوريا، ومشاهد الأطفال السوريين القتلى هناك، على أنها تخص أطفالا مصريين قام الجيش المصري بقتلهم علاوة على نشر بيانات ومعلومات كاذبة بصورة متعمدة بغية تحريض الدولة والهيئات الأجنبية على مصر وقواتها المسلحة على نحو يضر بالأمن القومي المصري».
وكانت السلطات المصرية الجديدة قررت وقف بث عدد من محطات الاخوان المسلمين بعد بضع ساعات من قيام الجيش بتوقيف الرئيس الاسلامي محمد مرسي وعزله في 3 تموز . واعلنت قناة الجزيرة الفضائية القطرية قبل فترة انها تتعرض «لحملة» منذ تفتيش مكاتبها في 3 تموز بعد عرضها شريط فيديو يعلن فيه محمد مرسي انه الرئيس الشرعي الوحيد لمصر بعد قليل من عزله.
في الاثناء قال التلفزيون المصري ان قيام طائرات هليكوبتر حربية بمهاجمة معاقل المتشددين في سيناء اسفر عن مقتل 15 متشددا في هجوم صاروخي في المنطقة الصحرواية. ولم يقدم التلفزيون المصري المزيد من التفاصيل في تقريره المقتضب. واستهدفت الطائرات قريتين جنوبي الشيخ زويد القريبة من اسرائيل وقطاع غزة. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مصدر عسكري قوله ان طائرات الاباتشي تمكنت اليوم الثلاثاء من تدمير مخازن للاسلحة والذخيرة خاصة بالجماعات الارهابية المسلحة في قريتي التومة والمقاطعة بشمال سيناء.
الى ذلك عبرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن رفضها «الشديد» لاستخدام عقوبة الإغلاق في مواجهة وسائل الإعلام على خلفية المواد التي يتم بثها عبر تلك الوسائل في تعليق على أحكام قضائية بإغلاق عدد من القنوات الفضائية العاملة في مصر أمس. واستنكرت الشبكة ومقرها مصر قرارات أصدرتهاهيئة الاستثمار في محكمة القضاء الإداري بإيقاف بث خمس قنوات فضائية وإغلاق مكاتبها في مصر، معتبرة أن العقوبة تشكل اعتداء صارخا على حرية التعبير واعتداء على حقوق المشاهدين بمنعهم من مشاهدة وسائل إعلامية والحكم بأنفسهم على ما تقدمه.
ميدانيا اقفلت قوات الامن المنافذ المؤدية الى مسجد رابعة العدوية في القاهرة، مركز تجمع انصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي قبل اخراجهم منه بالقوة منتصف آب ، بعد الدعوة الى تنظيم تظاهرات. وفيما دعا الاسلاميون الى التظاهر في كل انحاء مصر، بعد شهرين بالضبط على عزل الجيش لمرسي، نشرت قوات الامن والجيش مدرعات ووضعت اسلاكا شائكة على مداخل الساحة، كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط.
ومن جهة اخرى، انتشرت دبابات في ضواحي ميدان التحرير وسط القاهرة تحسبا لهذه التظاهرات التي تمت الدعوة لتنظيمها تحت شعار «الانقلاب هو الارهاب». ويواجه الائتلاف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذي يقوده الاخوان المسلمون وينتمي اليه مرسي، صعوبة في حشد الناس منذ تفريق تجمعات في 14 آب في رابعة العدوية والنهضة. (وكالات الأنباء).