البطالة بين ذوي الاعاقة في الاردن 82-90% وعوائق امام ممارستهم لحقوقهم وتعليمهم!!
جراءة نيوز - اخبار الاردن :
انتقدت نائب المدير التنفيذي للجمعية الأميركية للاشخاص ذوي الإعاقة هيلينا بيرغر، ارتفاع معدلات البطالة بين ذوي الإعاقة في الأردن، مشيرة إلى أنها تترواح بين 82 % و90 %،كما لفتت بيرغر خلال مؤتمر صحفي عقدته في مبنى السفارة الأميركية عدم توفر التسهيلات المطلوبة للطلبة الجامعيين من ذوي الإعاقة لاختيار تخصصاتهم التي يرغبون في دراستها، أسوة بنظرائهم من الطلبة الآخرين.
وشددت أهمية التوعية والتثقيف للأشخاص ذوي الإعاقة لمعرفة حقوقهم، معتبرة إياهم "العنصر الأهم في مسيرة انتزاع حقوقهم وإلغاء أي شكل من أشكال التمييز ضدهم"،وقالت بيرغر إن ذوي الإعاقة يستحقون أن يندمجوا اندماجا كاملا في المجتمع، وأن يتمتعوا بفرص متكافئة في التعليم والعمل، لافتة إلى التحديات الكبيرة التي لمستها خلال زيارتها إلى الأردن في ما يخص حقوق ذوي الإعاقة في التعليم والعمل.
وكشفت بيرغر أن زيارتها تركزت حول اللقاء مع عدد من المنظمات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، لتبادل الخبرات في مجالات بناء نظام تعليمي شامل وسوق عمل لذوي الإعاقة، والتعاون بين الحكومات في هذا المجال،وأكدت أنها التقت المسؤولين في المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين وعدد من القيادات من ذوي الإعاقة، موضحة أنها لمست نية صادقة لدى المجلس في تحسن أوضاع ذوي الإعاقة وإلغاء التمييز ضدهم، كذلك هناك إدراك تام للتحديات التي تواجههم وأهمها مشكلة الارتفاع في نسب البطالة، والنقص في التسهيلات البيئية اللازمة لضمان اندماجهم في المجتمع.
وقالت بيرغر: "يبدو أن جزءا كبيرا من هذه التحديات يرتبط بمشاكل تتعلق بعدم وجود موازنة كافية تحديدا لتوفير التسهيلات البيئية، كالنقل والمباني الملائمة، وتوفير الخدمات في المدارس والجامعات كمترجمي لغة الإشارة وغيرها"،وبينت أن الأردن اتخذ عددا من الخطوات، كإقرار قانون لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والمصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة، لكن الإشكالية تكمن في عدم تطبيق تلك التشريعات بشكلها الأكمل، لافتة إلى أن هذا التحدي موجود في معظم دول العالم، بدرجات متفاوتة.
واشارت بيرغر الى إن الإشكالية تكمن في أن الحكومات عادة ما تتعامل مع قضايا ذوي الإعاقة من منطلق رد الفعل، مشددة على أهمية أن تتحرك هذه الفئة بنفسها للمطالبة بحقوقها والتبليغ عن أي "انتهاكات أو تميز ضدها، والتعريف بحقوقها"،وزادت أن ذلك يتطلب حملات توعية وتثقيفا بالحقوق لذوي الإعاقة وأسرهم، حتى يشكلوا قوى ضغط لإحقاق تلك الحقوق وتأكيد شرعيتها.
وتحدثت بيرغر عن زيارتها الى جامعة مؤتة واستماعها هناك إلى طلبة من ذوي الإعاقة، حيث تحدث هؤلاء عن تحديات عدم قدرتهم على دراسة جميع التخصصات، نتيجة لعدم وجود التسهيلات المطلوبة،وأشارت كذلك الى معاناة الكثير من الأطفال ذوي الإعاقة الذين لم يتمكنوا من استكمال تعليمهم، مشددة على أهمية ضمان حقهم بالتعليم بغض النظر عن إعاقتهم،واعتبرت أن الكوتا في العمل قد تكون مدخلا جيدا لزيادة نسبة تمثيل ذوي الإعاقة في سوق العمل، على أن لا تكون هي القاعدة، فالأصل أن يحصل كل كفؤ ومؤهل على فرصته في السوق.
وخلال زيارتها الى الأردن، شاركت بيرغر في محاضرة في جامعة مؤتة حول مكافحة الوصم ضد الأشخاص ذوي الإعاقة، وتضمنت دراسة حقوقهم، وسهولة الوصول، والنقل، والتطوير، والإسكان والعمل والتعليم.
وتأتي زيارة بيرغر إلى الأردن كجزء من جهود الولايات المتحدة لتأكيد التزامها تجاه القضايا التي تمس ذوي الإعاقة.