إنها الحرب الواسعة .

لم يسبق أن حدد الرئيس الأمريكي أو أحد من حلفائه موعدا لضرب سوريا معاقبة لها _ في الظاهر _ على ضربها أهالي الغوطه بالكيماوي و الذي نتج عنه استشهاد قرابة ألفين و اصابة أكثر من عشرة ألاف مواطن سوري في " أربعاء بشار "21 _ 8 .. في حين أنهم لم يحركوا ساكنا عند استشهاد ألفين و اصابة عشرة ألاف مواطن مصري في "أربعاء السيسي " 14 _ 8 . لقد هدد الرئيس الأمريكي و وعد بضربة .. لكنه لم يحدد موعدها ..

إلا ان المراقبين و المتابعين ظنوا أنها ستكون قبل الأول من سبتمبر حسب تحليلاتهم و توقعاتهم .. فلما لم تحدث ظنوا أن الموعد قد تأجل و ذهب البعض إلى الظن بأن الأمر قد ألغي .. والحقيقة أن الاستعدادات جارية على قدم وساق و الرئيس الأمريكي فقط ينتظر انتهاء القطع البحرية العسكرية من استعداداتها التي تليق بعمل كبير واسع وليس عملا محدودا كما يظن البعض .

ولقد أحسن بشار للروس و للاسرائيليين بفعلته الكيماوية الشنيعة إذ جاءت الأخبار بأن الروس كانوا قد أنهوا لتوهم اتفاقا مع السعودية _ رغم إنكارهم _ يقضي بحصولهم على 15 مليار دولار مقابل تخليهم عن بشار _ وهي عادتهم _ بشرط أن لا يسمح بالمستقبل للغاز القطري بالعبور من سوريا إلى أوروبا حتى لا ينافس الغاز الروسي في هذه القارة .. وبذلك يكون بشار قد أحسن إلى " بوتين " بفعلته الشنيعة و كفاه شر البحث عن عذر مناسب للتخلي عنه .. كما أحسن إلى الاسرائليين الذين يرغبون مشاركة أمريكا و أوروبا في الحرب لكن ليس على سوريا و أنما على حزب الله في لبنان لان مشكلة إسرائيل الحقيقية هي حزب الله و ليس نظام بشار .

و يبدو أنه بنفس اللحظة التي تضرب فيها أمريكا المواقع العسكرية السورية ستقوم إسرائيل بضرب كل مواقع حزب الله في لبنان مرة واحدة و ستعلن بنفس الوقت _ خداعا للعالم _ أنها تعرضت لهجوم بالصواريخ من حزب الله الذي قرر دخول الحرب دفاعا عن بشار وهي ترد على ذلك ألان من باب الدفاع عن النفس كعادتها في خداع الرأي العام . لقد جاء توسيع الضربة بالاتفاق مع الغرب وهذا ما دفع حاملة الطائرات الأمريكية " نيميتس" و مجموعتها المرافقة لها بالابتعاد عن بحر العرب القريب من إيران و عودتها إلى المتوسط لان توسيع الضربة الذي يشمل حزب الله في لبنان سيجعل من المؤكد توقع تحرك إيراني على نحو ما ..

كما ستشمل الضربة الأمريكية كل مواقع التنظيمات الإسلامية المجاهدة في مختلف أنحاء سوريا في حال ثبات مواقعها خدمة للهدف المعروف ولن تكون الضربة محدودة لا في سوريا و لا في لبنان .. ويبدو أنه بمجرد وصول القطع البحرية الامريكية من بحر العرب إلى المتوسط و انهاء الاستعدادات العسكرية ستقع الحرب .. وهذه الاستعدادات في مجملها قد تصل إلى يوم الأربعاء 11 سبتمبر الذي سأسميه "أربعاء أمريكا و إسرائيل " وبما أننا نعلم أن كل الذي يجري في الوطن العربي هو من أجل أمن إسرائيل وحرب على الإسلام و المسلمين فقد كان " أربعاء السيسي " حرب على الإسلام و المسلمين و جاء "أربعاء بشار" ايضا حرب على الإسلام و المسلمين وهاهو أربعاء أمريكا و إسرائيل 11 سبتمبر الذي يتوافق مع يوم ضربة القاعدة لأمريكا هو أيضا حرب على الإسلام و المسلمين .

ولا استبعد بسبب القدرة الكبيرة للاستخبارات الإيرانية و استخبارات حزب الله القوية أنهم قد حصلوا على معلومات مؤكدة عن هذه الحرب الواسعة مما قد يجعلهم يفكرون بعمل وقائي استباقي يعتبر انتقاما في ظل امتلاك القدرة قبل فقدها .. إما بضرب إيران لقواعد أمريكيه و شركات في الخليج أو بأطلاق موجات من الصواريخ من حزب الله تشمل كل أرجاء فلسطين أو الاثنتين معا .... وحينها لا أحد يعلم كيف ستكون النهاية ومتى ستكون ؟! .