على الاردنيين الاستعداد للاسوأ
حقيقة يجب أن يدركها الجميع بأن الأردن اليوم بات يواجه أكبر خطر وتهديد أرهابي في تاريخه سيؤدي الى دخولنا في دوامة عنف ودماء وإرهاب لا تقل سوءا عما يحصل في سوريا وستكون الدولة الأردنية مجبرة على أعادة تحالفاتها الأمنية والعسكرية والسياسية والدولية والانتقال من مرحلة الأمن الناعم لمرحلة متفجرة من الصراع العسكري مع مجموعات ارهابية متغلغلة عميقا في المجتمع دون المرور بمرحلة الأمن الخشن كردة فعل على ما سيقوم به تنظيم الاخوان من تفجير للوضع الأمني الاردني وستكون الدولة مجبرة على اعلان حالة الطواريء وسيدخل الجيش على خط الصراع ..
الوضع أخطر مما يتصور فالقراءات كلها تشير الى أن الفكر التكفيري عاد لينتشر في صفوف الأردنيين بمختلف مستوياتهم ولكن هذه المرة على يد تنظيم الأخوان المتغلغل داخليا بعمق في محاكاة للظروف السائدة بالأردن في نهاية التسعينات وحتى اواسط العقد الأول من الألفية الجديدة عندما ضربت موجات أرهاب متتالية الأردن على يد تنظيم القاعدة وقد بات تيار الظلام والهدم في الأخوان الذي أختطف الجماعة يعلن أن كوادره مشروع شهادة وبات يؤهلهم ماديا ومعنويا لوضعية العسكرة وبدأت قيادات الأخوان لدينا تصرح بكفر الديمقراطية والمجتمع الاردني وكفر من يخالفهم بالراي في حين انهم لا يزالون يحكمون في بعض البلدان باسم الديمقراطية وذلك تمهيدا لمرحلة ما قبل العنف ..
ومما يزيد الأمر سوءا أن تيار الهدم والظلام والارهاب الأخواني والمتمثل بما كان يسمى ( الصقور ) بدأ بالبحث عن شركاء ومنظرين ومقاتلين من أصحاب الخبرة في التيار السلفي الجهادي الأردني الذي يقاتل حاليا في سوريا وبدأت عمليات التشبيك التنظيمي الفعلية واللقاءات المكثفة ما بين الطرفين للأتفاق على كيفية وأسلوب وعملية تفجير وهدم الدولة والوجود الأردني وفتح الحدود الأردنية السورية على مصراعيها حيث أشترط تيار السلفية الجهادية على الاخوان التبرؤ من الديمقراطية ..
من الواضح جدا تغير خطاب قيادة تنظيم الأخوان وجنوحه للفكر التكفيري وتبنيه أفكار الولاء والبراء وأنقسام العالم لديه لفسطاطين ( الأيمان والكفر ) وتمجيد الأرهاب والقتل وسفك الدماء وأستقطاب الشباب من خلال حرف وتحريف فقه الجهاد وتلقيم الأردنيين فكرة عسكرة الأردن بالتدريج من خلال مواقع التواصل الأجتماعي والصور وأفلام الفيديو والفعاليات الأستكشافية التعويدية في الشارع ومقالات الكتاب وهو نفس خطاب وأسلوب تنظيم القاعدة مع فارق كبير هو أن الأخوان موجودون بين ظهرانينا منذ عقود وقد تبناهم النظام الذي أنقلبوا عليه سياسيا ولا ننسى أمتدادهم الأفقي الكبير مقارنة بالقاعدة التي كانت دخيلة على الأردنيين ..
سنتكلم بصراحة أكبر فتنظيم الأخوان الذي تقوده شخصيات محسوبة على حماس أصبحت على قناعة تامة بأن ما يسمى بدولة الخلافة لن تقوم لها قائمة ألا على أشلاء وجمامجم أبناء الأردن لتحقيق الوعد الرباني بقتال اليهود ( انتم من شرقي النهر وهم من غربيه ) ولابد لهذه الغاية من أنهاء الوجود الاردني بشكله الحالي والأنقلاب على نظامه وخلعه من جذوره بأعتباره نظاما قد دعم ( الأنقلاب الكافر ) على دولة ( الخلافة والأسلام ) في مصر وأن ملة الكفر واحدة ولقد بدأوا بتقسيم الناس والشعب الأردني لمؤمن وكافر على الأساس أعلاه فمن كان مع الوجود الأردني والدولة فهو كافر ومن كان مع الأخوان فهو مؤمن ويتوجب على الجميع أعلان موقفه ولاء وبراء..
وبكل وضوح نقول وحتى لا نصل لهذه المرحلة السوداء وحتى لا يكون مستقبل الأردن وأطفاله رهينه بيد تيار الأرهاب والهدم والظلام والحقد الأخواني لابد من حزمة من الأجراءات الفورية تبدأ اليوم قبل غد وعلى رأسها تحرك الماكينة الأعلامية الأردنية في عملية تعبئة شعبية واسعة تشارك فيها جميع مؤسسات المجتمع المدني من أحزاب وتنظيمات وقوى شعبية وجمعيات ومنتديات ومؤسسات غير حكومية لأدانة وأستنكار وشجب هذا النهج الظلامي ووقف عمليات تمجيد الأرهاب والعنف والفكر الأستئصالي التكفيري الضال ..
لابد من الشروع فورا باتخاذ أجراءات قانونية بمواجهة أي شخصية سواء كانت أخوانية أو محسوبة على الأخوان أو مؤيدة لمنهج التكفير والهدم وأحالتهم للمحاكم المختصة ولا يجوز السكوت نهائيا على أي تصريح أو عمل مؤداه العنف والدماء والتحريض والتعبئة الأرهابية على حالة الأمن والسلم الأهلي والأستقرار الأردني ..
على الأجهزة الأمنية الأردنية وقف حالة التساهل مع تيار التكفير وظلام الأخواني أو السلفي وأعلان حالة الأستنفار العام في صفوفها ومحاصرة الفكر التكفيري ودعاته وأصحابه ومنعهم من السفر ووضعهم تحت المراقبة الأمنية على مدار الساعة ومراقبة كل تحركاتهم وعمليات تحويل الأموال وتعقيب مصادرها وعدم التردد نهائيا في أحالتهم للمحاكم المختصة لدى وجود أي تجاوز ومخالفة للقانون كائنا من كان الشخصية التي تخالف القانون بما فيها المراقب العام ونوابه وأعضاء مجلس الشورى والمكتب التنفيذي ..
لا بد من الدعوة الى المقاطعة الشعبية الأردنية لتيار الهدم والظلام والحقد الأخواني الذي يقود الجماعة حاليا وعلى تيار البناء التنويري صاحب الفكر المدني داخل الجماعة والذي يؤمن بالوجود الأردني والأصلاح المتدرج من خلال مؤسسات الدولة الشرعية والدستورية المتمثل بتيار ( زمزم ) أن يعلن موقفه بوضوح من تيار الهدم التكفيري الذي يقود الأخوان حاليا وعليه فورا الشروع بأجراءات عزل هذا التيار الظلامي وخلعه من موقع القيادة وتطهير الجماعة المختطفة منه وأعادتها لمنهج الامام حسن البنا السلمي الدعوي فنحن كأردنيين أكثر غيرة منهم على الأسلام الذي يحطمون كل قيمه ونحن أكثر حبا لله ورسوله ونحن من سيقدم النموذج المدني الحضاري للدين والأسلام الذي فشلوا في مقارباته وعجزوا عن تقديمه فلجأوا لتكفير المجتمعات المسلمة التي لفظت فكرهم الأستئصالي الضال ..
على جميع الأردنيين بلا أستثناء من جميع مكوناتهم وأصولهم ومشاربهم الفكرية والتنظيمية النهوض لمواجهة أكبر خطر أرهابي تاريخي يتعرضون أليه وأعلان موقفهم الرافض لفكر وتيار الهدم والتكفير والضلال الذي أستطاع أختطاف جماعة الأخوان المسلمين وحرفها عن قيمها السلمية وخروجها على ضوابط وقيم وثوابت الأردنيين التاريخية ودعم تيار البناء الأخواني التنويري بمواجهة الظلام وكل ذلك حتى لا نصل لفتنة عظيمة ستؤدي حتما لسفك الدماء وعلى الجميع بلا أستثناء القيام بكل جهد ممكن لتفكيك الفكر الأرهابي التكفيري وتنظيماته أو على الأردنيين الأستعداد للأسوأ ..
basheer7hasan@yahoo.com