«البنتاغون»: جاهزون للخيار العسكري ضد النظام السوري
جراءة نيوز - اخبار الاردن -عربي دولي-وكالات:
صرح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل امس ان القوات الاميركية مستعدة للقيام بعمل عسكري ضد النظام السوري، لكنه اكد ان واشنطن ما زالت تقيم خياراتها بعد المعلومات عن هجوم بسلاح كيميائي. وقال هيغل لصحافيين في كوالالمبور المحطة الاولى من جولة يقوم بها في جنوب شرق آسيا ان «الرئيس (باراك) اوباما طلب من وزارة الدفاع اعداد خيارات لكل الحالات. وهذا ما فعلناه».
واكد «مرة جديدة نحن مستعدون لاي خيار اذا قرر استخدام اي من هذه الخيارات». وأحجم هاجل عن تحديد الخيارات التي نوقشت،وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد تلقى «عرضا مفصلا لمجموعة من الخيارات المحتملة» من كبار مستشاريه السبت بخصوص كيفية رد الولايات المتحدة وحلفائها على هجوم بأسلحة كيماوية لقوات الحكومة السورية.
وعلى الاثر، تباحث اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال مكالمة هاتفية في «الردود المحتملة» على الهجوم الكيماوي على ريف دمشق. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان اوباما وكاميرون «سيواصلان التشاور من كثب» في شأن الهجوم الكيميائي و»كذلك ايضا في الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي على استخدام الاسلحة الكيميائية».
من جهتها اصدرت رئاسة الوزراء البريطانية فجر امس بيانا حول المكالمة الهاتفية بين كاميرون واوباما، اشارت فيه الى «تزايد المؤشرات» على ان ما جرى في الغوطتين الشرقية والغربية في ريف دمشق الاربعاء كان «هجوما كيميائيا كبيرا شنه النظام السوري ضد شعبه»،وذكرت صحيفة «اندبندنت» البريطانية في عددها امس أنه بعد ظهور صور جديدة لأطفال قتلوا الهجوم الكيماوي على ريف دمشق، اتفق كاميرون وأوباما، في مكالمة هاتفية استغرقت 40 دقيقةعلى أن الحكومة السورية مسؤولة عن العمل الوحشي وأن كل الخيارات العسكرية مطروحة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر بريطاني لم تسمه قوله إن كاميرون وأوباما « يتطلعان لرد يوضح جليا بغضنا لاستخدام الأسلحة الكيميائية».وذكر التقرير أن بريطانيا تعارض إرسال» قوات برية»، وأن العمل العسكري يمكن أن يتراوح ما بين فرض مناطق حظر جوى إلى شن غارات جوية على النظام السوري.
في باريس، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان هناك «مجموعة من الادلة» تشير الى ان الهجوم الذي وقع في 21 اب في ريف دمشق كان «ذا طبيعة كيميائية» وان «كل شيء يقود الى الاعتقاد» بان النظام السوري «مسؤول» عنه. وافاد قصر الاليزيه في بيان ان هولاند بحث الملف السوري مع رئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والاسترالي كيفن راد.
وجاء في البيان ان هولاند وكاميرون «نددا بدون تحفظ باستخدام اسلحة كيميائية في سوريا» و»اتفقا على التشاور باسرع وقت ممكن حول تدابير الرد الواجبة على هذا العمل الذي لا يمكن السماح به».وطالب لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي المجتمع الدولي بـ»اتخاذ رد فعل قوي» في حال ثبت أن النظام السوري استخدم غازات سامة.
في المقابل، حذرت السلطات السورية الولايات المتحدة من اي عمل عسكري قائلة ان ذلك سيوجد «كتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الاوسط»، مؤكدة اي عمل عسكري لن يكون «نزهة» للقوات الامريكية. وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في تصريحات نشرتها الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) كان قد ادلى بها لقناة الميادين التي تتخذ من لبنان مقرا لها « في حال حدوث اي تدخل عسكري خارجي امريكي فان ذلك سيترك تداعيات خطيرة جدا في مقدمتها فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الاوسط برمته».
من جهتها، قالت ايران ان على واشنطن الا تعبر»الخط الاحمر» فيما يتعلق بسوريا. وقال مسعود جزايري نائب رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية امس فيما نقلته عنه وكالة فارس للانباء «امريكا تعرف حدود الخط الاحمر للجبهة السورية واي تجاوز للخط الاحمر السوري ستكون له عواقب وخيمة بالنسبة للبيت الابيض».
بدورها، حذرت روسيا من ارتكاب «خطأ مأساوي» باعتماد خيار عسكري في سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان «ندعو بقوة من يتحدثون عن امكانية شن عملية عسكرية في سوريا الى التحلي بالعقلانية وعدم ارتكاب خطأ مأسوي»،كذلك، اعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب اليكسي بوشكوف ان الرئيس باراك اوباما يدفع الولايات المتحدة باتجاه «حرب غير مشروعة» في سوريا .
وكتب بوشكوف على تويتر «يقترب اوباما بشكل حتمي من حرب في سوريا تماما كما فعل بوش في العراق» في 2003. واضاف «تماما كما حدث في العراق، فلن تكون هذه الحرب شرعية واوباما سيصبح استنساخا لبوش»،عربيا، دعت جامعة الدول العربية الى عقد «اجتماع عاجل» على مستوى المندوبين لمجلس جامعة الدول العربية غدا في القاهرة بهدف «تدارس الاوضاع الخطيرة في سوريا»وبحث «ما تداولته وسائل الاعلام (حول الجريمة المروعة التي وقعت في منطقة الغوطة الشرقية بدمشق والتي اودت بحياة مئات الضحايا الابرياء جراء استخدام السلاح الكيماوي ضد المواطنين السوريين)».
على الارض، توعد أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة السورية باستهداف علويين في سوريا بصواريخ للثأرمن هجوم بأسلحة كيماوية على ضواحي دمشق. وأضاف في تسجيل صوتي بث على موقع يوتيوب الالكتروني»مقابل كل صاروخ كيميائي سقط على أهلنا في الشام ستدفع ثمنه قرية من قراهم باذن الله وزيادة عليها نرصد ألف صاروخ يطلق على بلداتهم ثأرا لمجزرة غوطة الشام».
وعلى صعيد التسليح، قالت مصادر من المعارضةان هناك 400 طن من الاسلحة أرسلت من تركيا الى سوريا لتعزيز قدرات مقاتليها في مواجهة القوات الحكومية.وذكر مصدر أن الشحنة الممولة بتمويل خليجي والتي عبرت من اقليم هاتاي التركي خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة هي واحدة من أكبر الشحنات التي وصلت كتائب المعارضة منذ أن تحولت الانتفاضة المناوئة للرئيس بشار الاسد الى أعمال عنف قبل عامين.
وقال المعارض محمد سلام - الذي شهد عبور الشحنة من موقع لم يكشف عنه في هاتاي - ان 20 مقطورة عبرت من تركيا ويجري توزيعها على مستودعات الاسلحة التابعة لعدد من الكتائب في الشمال.
وأكد مسؤول كبير في المجلس العسكري الاعلى المدعوم من الخليج والغرب - الذي يضم تحت مظلته وحدات من مقاتلي المعارضة - ارسال الشحنة وقال ان عمليات النقل الجوي للاسلحة الى تركيا زادت بعد الهجوم الكيماوي على ريف دمشق،من جهتها، اطلقت القوات النظامية السورية صواريخ ارض ارض على الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تعرضت قبل ايام لهجوم باسلحة كيميائية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد «قصفت القوات النظامية بصواريخ ارض ارض مناطق في الغوطة الشرقية».واشار المرصد وناشطون الى اشتباكات عنيفة في محيط معضمية الشام (جنوب غرب العاصمة) وداريا والسيدة زينب (جنوب)، بالاضافة الى قصف على داريا ومناطق اخرى.
ونفذت طائرات حربية غارات على مدينة دوما شرق دمشق ويبرود (شمال) والمعضمية،في المقابل، سقطت اربع قذائف هاون في منطقة الزبلطاني في وسط دمشق مصدرها على الارجح مواقع لمقاتلي المعارضة، تسببت بسقوط جرحى، بحسب ما ذكر المرصد.
بدورها، قالت الوكالة العربية السورية للانباء ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب 20 اخرون عندما سقطت قذيفة صاروخية في دمشق ، وسقطت القذيفة في حي برج الروس وسببت أضرارا مادية كبيرة،واحترق عدد كبير من العربات ودمر عدد اخر على طريق يصل شارع القصاع بباب توما في دمشق القديمة. ومنطقة الانفجار تحيط بها محلات تجارية وعقارات سكنية.
من جهة اخرى، افاد المرصد عن غارات كثيفة على مناطق في ادلب في شمال غرب سوريا ودير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال) واللاذقية (غرب) وحمص (وسط) ودرعا (جنوب).
ودعا البابا فرنسيس امس الى «اسكات صوت الاسلحة» في سوريا منددا بـ»تزايد المجازر والفظاعات» وداعيا «الاسرة الدولية لايجاد حل»،وقال البابا بعد صلاة التبشير «ليست المواجهة التي تفتح افاق الامل بتسوية المشكلات بل القدرة على الالتقاء والتحاور».
ووافق النظام السوري، امس، على السماح لفريق الأمم المتحدة الموجود في سوريا بالتحقيق في «الادعاءات» حول استخدام أسلحة كيميائية في ريف دمشق، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية السورية، وذلك إثر اتصال جرى بين وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ونظيره وليد المعلم، وضغوط دولية على دمشق تدفع لإجراء التحقيق بشكل فوري.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله: «تم الاتفاق في دمشق بين حكومة الجمهورية العربية السورية والأمم المتحدة على تفاهم مشترك يدخل حيز التنفيذ على الفور حول السماح لفريق الأمم المتحدة برئاسة البروفسور آكي سيلستروم بالتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية» في ريف دمشق. ويتضمن الاتفاق بحسب الوكالة أن يتم التنسيق مع الحكومة السورية حول تاريخ وساعة زيارة الفريق للأماكن التي تم الاتفاق عليها.
وذكرت الوكالة أن الاتفاق جرى خلال لقاء بين وزير الخارجية وليد المعلم وأنجيلا كين، ممثلة الأمم المتحدة العليا لقضايا نزع السلاح، صباح امس، حيث أكد المعلم على استعداد «سورية للتعاون مع فريق المحققين لكشف كذب ادعاءات المجموعات الإرهابية باستخدام القوات السورية للأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية».
وقد جاء الإعلان عن الاتفاق بين الخارجية السورية والأمم المتحدة إثر محادثة أجراها وليد المعلم مع نظيره الأمريكي جون كيري، وفق ما أعلنت الوزارة الخارجية الأمريكية، أمس الاول، حيث أخبر كيري المعلم أن على حكومته السماح بوصول مفتشي الأمم المتحدة إلى موقع الهجوم الكيميائي المزعوم على منطقة الغوطة بريف دمشق. وقال مسؤول في الوزارة إن كيري أبلغ المعلم خلال المحادثة التي دارت بينهما الخميس الماضي، أنه «لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه، كما يزعم، لكان عليه أن يسمح بوصول فوري وبلا عراقيل إلى الموقع»، موقع الهجوم الكيميائي المفترض، الذي استهدف الأربعاء الغوطتين الشرقية والغربية في ريف العاصمة السورية.
الى ذلك، اعتبرت الولايات المتحدة امس ان استخدام قوات النظام السوري لاسلحة كيميائية ضد مدنيين هو امر «شبه مؤكد»، منتقدة موافقة النظام السوري «المتاخرة» على ان تقوم الامم المتحدة بتفتيش الموقع الذي شهد هجوما كيميائيا مفترضا قبل ايام في ريف دمشق. وهذه التصريحات تمثل تصعيدا في الموقف الاميركي اثر الهجوم الذي شهدته منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق الاربعاء واسفر عن 1300 قتيل بحسب الائتلاف السوري المعارض، في ظل تأكيد واشنطن استعدادها للاحتمالات كافة بما فيها العسكرية للتعامل مع النزاع السوري.
وقال مسؤول اميركي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه انه استنادا الى التقارير الواردة بشأن اعداد الضحايا والعوارض التي ظهرت لديهم، كما الى المعلومات الاستخبارية الاميركية والاجنبية، «بات من شبه المؤكد في هذه المرحلة انه تم استخدام اسلحة كيميائية من جانب النظام السوري ضد مدنيين في هذه الحادثة». واشار المسؤول الى ان واشنطن اخذت علما بالموافقة السورية على السماح لمفتشي الامم المتحدة الاثنين بمعاينة موقع الهجوم المفترض في ريف دمشق، الا انه اعتبر ان هذا الموقف جاء متأخرا للغاية ومفتقدا للصدقية.
واضاف المسؤول الاميركي «لو لم يكن للحكومة السورية ما تخفيه ولو ارادت ان تثبت للعالم انها لم تستخدم اسلحة كيميائية في هذا الحادث، لكانت اوقفت هجماتها على المنطقة وسمحت للامم المتحدة بان تصل فورا اليها قبل خمسة ايام». وتابع «انطلاقا من هنا، فان القرار المتأخر من جانب النظام لجهة السماح بوصول بعثة الامم المتحدة جاء متأخرا جدا لدرجة لا يمكن تصديقه، وكذلك لان الادلة المتوافرة لا يمكن الركون اليها بشكل كبير نتيجة القصف المستمر من جانب النظام واعمال متعمدة اخرى خلال الايام الخمسة الاخيرة»،في تطور اخر، أشارت قناة «الإخبارية السورية» إلى أن «إرهابيين إغتالوا محافظ حماة أنس عبدالرزاق الناعم بتفجير إرهابي بسيارة مفخخة في حي الجراجمة بمدينة حماة».(وكالات).