استياء في الشارع المصري بسبب الافراج عن مبارك
جراءة نيوز - اخبار الاردن -عربي دولي-وكالات:
طوقت قوات الجيش المصري مداخل ومخارج العاصمة المصرية القاهرة بشكل مكثف، قبل ساعات من بدء التظاهرات التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين بعد صلاة الجمعة امس تحت عنوان «جمعة الشهداء». وشدد الجيش المصري إجراءاته الأمنية داخل القاهرة، تحسباً لأي أعمال عنف، حيث عزز من تواجده في الميادين الرئيسة ومن ضمنها ميدان التحرير بوسط القاهرة، لمنع وقوع أي حوادث.
يأتي هذا في وقت يواصل الأمن المصري البحث عن قيادات إخوانية متهمة بالتحريض على القتل، فيما اعتقل امس عددا من قياديي واعضاء الجماعة، بعد أن حددت الجهات المختصة أماكن تواجدهم وهم مطلوبون في قضايا التحريض على القتل والإرهاب،وتبحث قوى الامن عن قيادات اخرى مثل عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية وطارق الزمر القيادي في تنظيم الجهاد، ورئيس حزب البناء والتنمية، والقياديان في الإخوان محمد البلتاجي وعصام العريان.
واعتقلت قوى الامن امس حسن البرنس نائب محافظ الإسكندرية السابق والقيادي بالجماعة. واعتقل كذلك المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة أحمد أبو بركة، وذلك بعد ساعات من اعتقال المتحدث باسم الحزب مراد علي بينما كان يستعد للسفر إلى روما من مطار القاهرة،كما دهمت قوات الأمن منازل عدد من قياديي وكوادر الحزب بمحافظة الفيوم واعتقلت القيادي أشرف التابعي عزالدين خلال عملية دهم مماثلة في دمياط.
وفي السياق نفسه، أصدرت النيابة أمرا بضبط وإحضار باسم عودة وزير التموين في حكومة هشام قنديل، بينما قال مصدر أمني إنه تم تحديد موقع القيادي بحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي تمهيدا للقبض عليه،وقالت الداخلية في وقت سابق امس الاول إن أجهزتها الأمنية اعتقلت 75 من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان في مختلف المحافظات، كما اعتقلت أعضاء في تحالف دعم الشرعية المناهض للانقلاب. وكانت حملة الاعتقالات شملت المرشد العام للإخوان محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد بيومي، ورئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني, بالإضافة إلى رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي ونائبه عصام سلطان.
ونظم أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مسيرات حاشدة عقب صلاة الجمعة امس في عدد من مساجد القاهرة والمحافظات استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للتظاهر تحت شعار «جمعة الشهداء»،وأعلن التحالف عن تنظيمه 28 مسيرة امس بعد صلاة الجمعة بمحيط القاهرة، بالإضافة إلى مسيرات أخرى بجميع المحافظات المصرية في إطار فعاليات جمعة الشهداء التي دعا لها التحالف. وقال التحالف إن المسيرات خرجت من 16 مسجدا بالقاهرة و12 مسجدا بالجيزة، مضيفا أنه سيتم تأدية صلاة الغائب على أرواح من قتلوا في الأحداث الأخيرة بعد صلاة الجمعة،ولم يشر البيان الذي أصدره التحالف إلى وجود أي نية للاعتصام في أي مكان أو وجهة محددة تتجه لها المسيرات كلها.
ودعا التحالف إلى هذه المظاهرات بعدما دعا قبل ذلك إلى أسبوع رحيل الانقلاب عقب القمع الدامي الذي أوقع الاف القتلى والجرحى في رابعة والنهضة، وخلال جمعة الغضب. من جهتها قررت وزارة الأوقاف منع إقامة صلاة الجمعة في مسجدي الفتح برمسيس، والنور في العباسية بمحافظة القاهرة. وقد تواصلت المظاهرات المناهضة لقرار الجيش عزل مرسي في مناطق متفرقة من البلاد،ونظم أعضاء ما تسمى «حركة شباب مترو» وقفة احتجاجية في محطة مترو الشهداء بالقاهرة، تأييدا لمرسي.
وردد المشاركون هتافات ترفض ما وصفوه بالانقلاب العسكري، وتنتقد وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي الذي قالوا انه اصدر هو وزير الداخلية محمد ابراهيم الاوامر للجيش والشرطة باطلاق النار مباشرة وبالذخيرة الحية على رؤوس وصدور المتظاهرين السلميين من انصار مرسي بهدف احداث اكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم لبث الرعب في بقية انصار «الشرعية» حتى يفضوا اعتصامهم وضغهم على ما وصفوه بالحكم «الانقلابي». وقد كسر مؤيدو الرئيس مرسي حظر التجوال في عدة محافظات، وخرجوا في مظاهرات للمطالبة بعودة الشرعية ورفضا لما وصفوه بالانقلاب العسكري،ففي محافظة بني سويف «خرج معارضو الانقلاب في مظاهرات حاشدة رددوا خلالها هتافات تنتقد قادة الانقلاب العسكري. كما انتقدوا قرار إطلاق سراح الرئيس المخلوع حسني مبارك».
وفي طنطا بمحافظة الغربية نظم مؤيدو مرسي وقفة احتجاجية للمطالبة بعودته إلى منصبه، ورفع المشاركون صورا لقتلى مجزرة رابعة العدوية، ولافتات تنتقد الانقلاب العسكري. وفي الجيزة خرج أعضاء ما يسمى أحرار 6 أكتوبر في مسيرة ليلية تنديدا بالانقلاب العسكري. وفي أسيوط نظم سكان مدينة القوصية مسيرة تنديدا بالانقلاب العسكري، وتنديدا بالإفراج عن مبارك. وشهدت منطقة المعادي في جنوب القاهرة مسيرة كبيرة انطلقت من مسجد الريان، ردد خلالها المشاركون هتافات معارضة للسلطة المؤقتة، بينها «انقلاب انقلاب»، بينما يتلو شيخ ادعية من مكبر للصوت. وحمل مشاركون في المسيرة اعلام مصر وصور مرسي واوراقا صفراء صغيرة عليهم صورة يد تشير الى الرقم اربعة، في اشارة الى اعتصام رابعة العدوية المؤيد لمرسي في القاهرة والذي فضته قوات الامن بالقوة يوم 14 اب في عملية دامية قتل فيها المئات.
وفي المهندسين وسط العاصمة، سار المئات وهم يهتفون ضد وزارة الداخلية، بينما احتشد اخرون قرب مسجد الاستقامة في الجيزة، وبينهم العديد من النساء، بعضهم حملوا صور مرسي، في ظل غياب لقوات الامن التي عمدت منذ الصباح الى اغلاق بعض الطرق المؤدية الى بعض مساجد العاصمة. ووقعت امس مواجهات واشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيهم في عدة مدن مصرية اسفرت عن سقوط قتيل واصابة العشرات بجروح.
من جانبه قال المحامي كمال علي أن 3500 من مناهضي الانقلاب أودعوا السجون منذ عزل مرسي في الثالث من الشهر الماضي، بينما أفرج عن 6500 آخرين، لكنهم لا يزالون على ذمة التحقيق. من جهته، قضى الرئيس المخلوع حسني مبارك ليلته الاولى في مقر اقامته الاجبارية في مستشفى عسكري في القاهرة قبل ان تستأنف الاحد محاكمته في قضية قتل متظاهرين. وقال مصدر مسؤول ان مبارك هو الذي طلب ان يقضي اقامته الجبرية في المستشفى العسكري. وشهدت مصر امس حالة من الاستياء الشعبي جراء اطلاق سراح مبارك.
على صعيد اخر، وصلت الى مدينة العريش بشمال سيناء ظهر امس تعزيزات قوية من الافراد والمعدات الخفيفة قادمة من الجيش الثاني الميداني بالاسماعيلية لدعم القوات التى تقوم حاليا بعمليات مداهمة واسعة لعدة مناطق في سيناء ، بحسب شهود عيان. ويأتى وصول التعزيزات وسط تحليق مكثف لطائرات الاباتشى فوق العريش ورفح والشيخ زويد. من جهة اخرى ، شعر اهالى رفح باصوات انفجارات شديدة فى مناطق الانفاق على الشريط الحدودى بين مصر وغزة،وتبين ان سلاح المهندسين يقوم حاليا بتفجير عدة انفاق تم اكتشافها مؤخرا فى رفح.