"اليونسيف": ربع مليون طفل سوري لجأوا إلى الاردن

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

وصل عدد الأطفال السوريين الذين الذي دفعتهم الأحداث في بلادهم الى الفرار من ديارهم كلاجئين الى مليون طفل بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" التي وصفت هذا الحدث بـ"وصمة عار الأزمة السورية".
وقالت المتحدثة الإقليمية لمنظمة "اليونيسف" جولييت توما لـ"الغد" إن "نحو 250 ألف طفل سوري لجأوا الى الأردن، أي أن ربع الأطفال السوريين اللاجئين في العالم يقيمون في الأردن".
وحول تلبية احتياجات الأطفال اللاجئين، بينت توما أن "اليونيسف" تقدمت بنداء مساعدة للعام الحالي بقيمة 470 مليون دولار لتلبية الاحتياجات للاجئين في دول الجوار، في حين إن العجز الحالي في الموازنة حوالي 40 %، مشددة على أهمية توفير التمويل لتلبية الاحتياجات في المجالات الأساسية تحديدا الصحة، المياه، والتعليم.
وبحسب بيان صحفي مشترك صدر أمس عن منظمة اليونيسف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين فإن "الأطفال يشكلون نصف عدد اللاجئين الفارين من النزاع الدائر في سورية، وقد وصل معظمهم إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، كما يتزايد فرار السوريين إلى شمال أفريقيا وأوروبا".
وحسب أحدث الأرقام، فإن هناك نحو 740 ألف طفل سوري لاجئ دون سن 11 عاماً.
ووفقاً للوكالتين، فلا بدّ من عمل المزيد، فالخطة الإقليمية للاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين، التي تدعو إلى جمع 3 مليارات دولار أميركي لتلبية الاحتياجات الملحة للاجئين حتى كانون الأول (ديسمبر) من هذا العام جمعت 38 % فقط من التمويل المطلوب لها.
وقد تم توجيه نداء لتقديم أكثر من 5 مليارات دولار أميركي للاستجابة للأزمة السورية، مع وجود احتياجات ملحة في مجالات التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات للأطفال اللاجئين وأطفال المجتمعات المضيفة، مشددا البيان على ضرورة تكريس المزيد من الموارد لتطوير شبكات قوية لتحديد الأطفال اللاجئين المعرضين للخطر وتقديم الدعم لهم وللمجتمعات التي تستضيفهم.
وبحسب البيان فإن تقديم المزيد من الأموال هو مجرد جزء من الاستجابة اللازمة لتلبية احتياجات الأطفال، 
ففي حين ينبغي تكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، على أطراف النزاع التوقف عن استهداف المدنيين، ووقف تجنيد الأطفال، وتمكينهم وأسرهم من مغادرة سورية بسلام، كما يجب أن تبقى الحدود مفتوحة ليتمكنوا من العبور إلى بر الأمان.
وتقول الوكالتان إنه ينبغي على أولئك الذين يفشلون في الوفاء بهذه الالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي أن يتحملوا المسؤولية الكاملة عن أفعالهم.
وقال المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك في البيان الصحفي إن "الطفل اللاجئ المليون ليس مجرد رقم، إنه طفل حقيقي اقتُلِع من بيته، وربما حتى من أسرته، ويواجه أهوالاً يعجز العقل عن تصوّرها".
وتابع "علينا جميعاً أن نشعر بالخجل، لأنه بينما نعمل على تخفيف معاناة المتضررين من هذه الأزمة، فإن المجتمع الدولي قد فشل في تحمل مسؤوليته تجاه هذا الطفل. يجب أن نتوقف ونسأل أنفسنا، وبكل أمانة، كيف يمكننا التمادي في خذلان أطفال سورية".
ومن جهته، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس: "إنّ حياة جيل كامل من الأطفال الأبرياء أصبحت الآن على المحكّ، شباب سورية يفقدون منازلهم وأفراد أسرهم ومستقبلهم. وحتى بعد أن يعبروا الحدود إلى بر الأمان، فإنهم يعانون من الصدمات والاكتئاب ويحتاجون إلى مصدر للأمل".
ووفقاً لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، فقد قتل حوالي 7000 طفل داخل سورية خلال النزاع. وتشير تقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف إلى أن هناك أكثر من مليوني طفل نزحوا داخلياً في سورية.
ولفت البيان الى المعاناة البدنية والخوف والتوتر والصدمات النفسية التي يعاني منها العديد من الأطفال تمثل جزءاً من الأزمة الإنسانية. 
وتقوم الوكالتان بتسليط الضوء على التهديدات التي يتعرض لها الأطفال اللاجئون كالعمالة والزواج المبكر واحتمال التعرض للاستغلال الجنسي والاتجار، مضيفة كما أن هناك أكثر من 3500 طفل عبروا الحدود السورية إلى الأردن ولبنان والعراق إما غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم.
ووصف البيان أزمة اللاجئين السوريين بـ"أكبر عملية إنسانية في التاريخ"، لافتا الى أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف تقومان بحشد الدعم لمساعدة ملايين الأسر والأطفال المتضررين.
ووفقا للبيان فقد تم هذا العام تطعيم أكثر من 1.3 مليون طفل ضد الحصبة في مخيمات اللاجئين والمجتمعات المضيفة في البلدان المجاورة بدعم من اليونيسف وشركائها، وتلقى نحو 167 ألف طفل لاجئ الدعم النفسي والاجتماعي، وتمكن أكثر من 118 ألف طفل من مواصلة تعليمهم داخل المدارس يستهلكون أكثر من 4 ملايين لتر مياه بمخيم "الزعتري" في حين تم تزويد أكثر من 222 ألف شخص بإمدادات المياه.
وقد قامت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتسجيل المليون طفل جميعهم ومنحوا وثائق هوية. 
وتقوم الوكالة بمساعدة الأطفال الذين ولدوا في المنفى في الحصول على شهادات ميلاد، حتى لا يصبحوا عديمي الجنسية، فيما توفّر المفوضية أيضاً لجميع الأسر والأطفال اللاجئين شكلا من أشكال المأوى الآمن.
وكان تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" حول الأطفال السوريين في الأردن في حزيران (يونيو) الماضي حذر من تعرض النساء والأطفال لخطر العنف وسوء المعاملة والإهمال والاستغلال، فضلا عن مزاعم عن تجنيد الأطفال السوريين اللاجئين في الجماعات المسلحة.
وبين التقرير الذي أصدرته المنظمة أول من أمس تحت عنوان "الحياة المحطمة" أن "هناك ارتفاعا في نسب العنف الأسري في مجتمعات اللاجئين السوريين تحديدا ضد الفتيات القاصرات والنساء والأطفال الذكور، وارتفاع المخاوف من التحرش والعنف الجنسي ضد الفتيات والنساء".
ولفت التقرير الذي جاء في 50 صفحة إلى تزايد حالات انفصال الأطفال عن أسرهم ومقدمي الرعاية لهم، فضلا عن الإهمال وعدم تلقي الخدمات للأسر التي تعيلها امرأة أو شخص ذو إعاقة.
وفيما يخص التعليم، أطلقت المنظمة جرس الإنذار من أن جيلا كاملا من الأطفال السوريين قد يحرم من التعليم، إذ إن نحو 78 % من الأطفال في مخيم الزعتري لا يذهبون للمدارس، وفي خارج المخيم والمجتمعات المضيفة تتراوح نسبة التسرب حسب المناطق ما بين 50 الى 95 %.
ويشكل الأطفال 53 % من العدد الكلي للاجئين في الأردن من أصل 540 ألفا، منهم 150 ألفا بمخيم الزعتري، الذي يضم مدرستين تضمان نحو عشرة آلاف طالب سوري فيما يحتاج قرابة 25 ألفا الى الانخراط بالتعليم.
وتجاوز عدد الطلبة السوريين الملتحقين مجانا بمدارس المملكة الحكومية 55 ألفا.