الفلسطينيون والإسـرائيليون في جولة مفاوضات «سـرية» في القدس

جراءة نيوز - اخبار الاردن -عربي دولي-وكالات:

 اجتمع المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون امس بشكل سري في القدس في جولة جديدة من مفاوضات السلام بين الطرفين، دون حصول تقدم يذكر في ظل خلاف الجانبان حول حضور الجانب الاميركي للمفاوضات ،وقال مسؤول فلسطيني كبير طلب عدم الكشف اسمه «عقد اجتماع بين الوفدين الفلسطيني برئاسة صائب عريقات والمفاوض محمد اشتية مع الوفد الاسرائيلي الذي ضم وزيرة العدل تسيبي ليفني والمفاوض اسحق مولخو».

وبحسب المسؤول الفلسطيني فإن «المبعوث الاميركي (الخاص لعملية السلام) مارتين انديك لم يحضر هذه الجلسة»،واشار المسؤول الى ان انديك التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله «لمواصلة سعيه وجهوده من اجل مواصلة المفاوضات رغم استمرار الاستيطان الاسرائيلي الذي يشكل العقبة الابرز والاساسية امام استمرار المفاوضات وتقدمها»،واكد المسؤول ان «المفاوضات ما زالت تراوح مكانها بسبب رفض الجانب الاسرائيلي حضور الوفد الاميركي لجلسات المفاوضات وهو امر كان متفقا عليه مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري».

وتابع «القضية الاخرى التي تعوق استمرار المفاوضات هي استمرار العطاءات الاستيطانية بشكل يعتبر تحديا سافرا لكل الجهود الدولية التي تريد التقدم الى الامام بالمفاوضات» مؤكدا ان استمرار العطاءات الاستيطانية «رسالة اسرائيلية لمحاولة فرض امر واقع ونتائج مسبقة للمفاوضات»،وهذا اللقاء الثاني بين الاسرائيليين والفلسطينيين في اسبوع حيث التقى الوفدان الاربعاء الماضي.

وقال مسؤول فلسطيني اخر ان «المقدمات التي بدأت بها المفاوضات تشير الى عدم جدية اسرائيل بالتوصل الى حل» موضحا ان ما يطرحه الجانب الاسرائيلي «استفزازي ولا يمكن القبول به او استمرار المفاوضات على اساسه». وحذر المسؤول من انه في حال «عدم تدخل الادارة الاميركية وفق التعهدات التي قطعها وزير الخارجية الاميركي جون كيري فإن المفاوضات ستنهار قبل ان تبدأ».

وفي وقت سابق، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل بالتوقف عن وضع «العراقيل» أمام استمرار مفاوضات السلام من خلال تكثيف الاستيطان بشكل استفزازي. واعتبر عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، لدى اجتماعه مع وفد الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة العربية داخل فلسطين 48 في رام الله، استمرار الاستيطان بأنه «يشكل تعارضا مع النوايا الصادقة لتحقيق السلام وإنهاء الاحتلال».

وحسب البيان أطلع عباس على آخر مستجدات الأوضاع على صعيد العملية  السلمية، واستئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية برعاية الإدارة  الأمريكية. وأكد عباس على التزام الجانب الفلسطيني بتحقيق السلام القائم على مبدأ حل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس. وأشار إلى أن الاتفاق لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل برعاية أمريكية، ينص على الإفراج عن كافة الأسرى المعتقلين قبل عام 1994.

بدورها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي  إن إسرائيل طلبت تغييب الوساطة الأمريكية عن رعاية لقاءات المفاوضات. وأعربت عشراوي، للإذاعة  الفلسطينية الرسمية، عن رفض القيادة الفلسطينية لـ»تغييب» الجانب الاميركي عن المفاوضات بطلب إسرائيلي. واعتبرت المسؤولة الفلسطينية أن إسرائيل «لا تريد طرفا ثالثا في المفاوضات، بما في ذلك الولايات المتحدة وهي المنحازة، وهناك تحالف استراتيجي بين إسرائيل  والولايات المتحدة والجانب الإسرائيلي أوعز لهم بعدم الحضور».

من جهته، طالب رئيس حكومة حركة حماس المقالة في غزة إسماعيل هنية السلطة الفلسطينية بالانسحاب من المفاوضات «كونها خيار كارثي للقضية الفلسطينية». واعتبر هنية، في كلمة له خلال جلسة عقدتها كتلة حماس البرلمانية بمقر المجلس التشريعي في غزة لبحث استئناف المفاوضات، أن المفاوضات «شكلت غطاء لاستمرار المستوطنات وهي غطاء لتصفية القضية الفلسطينية، خاصة أن المفاوض الفلسطيني تخلي عن شروطه بل أن إسرائيل بدأت تفرض الشروط بضرورة الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة».

الى ذلك، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين من التداعيات الخطيرة لبناء كنيس يهودي في ساحة المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة. وأكد الشيخ حسين في بيان «أن مدينة القدس ستبقى إسلامية الوجه عربية الهوية ولن يسلبها الاحتلال هذه الحقيقة مهما أوغل في الإجرام»، مناشداً العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته العمل على ثني إسرائيل عما تخطط له من تدمير للمدينة المقدسة والمس بحرمة المسجد الأقصى المبارك ما ينذر بتأجيج الصراع والفتن في المنطقة بأسرها إلى حد يصعب تصور مداه وحجمه.واعتبر ذلك اعتداء صارخاً  ضمن سياسة مبرمجة تهدف إلى فرض الأهداف الصهيونية والتلمودية على أرض الواقع وبخاصة في ظل انشغال العالم العربي بالفتن الداخلية.(وكالات)