النائب السنيد : النسور يتحمل وزر دم الطفل ورد
جراءة نيوز - اخبار الاردن -كتب النائب علي السنيد:
ستلاحقك المسؤولية يا دولة الرئيس ، وستبقى روح هذا الطفل الذي قتله اهمال حكومتك الموقرة تنشد العدالة، ولا مفر لك امام الله من دم هذا الصغير الذي اهدر على مدخل قرية مليح، وان كنت اليوم بمنجى من العذاب فماذا تقول لرب العزة عن فقدان احد ابناء الاردن لحياته وانت في المسؤولية، ولم تقم بواجبك كما يجب لحماية ارواح الناس، وتعلم ان عمر بن الخطاب كان يتخوف من ان يحاسبه الله على بغلة في العراق اذا عثرت.
وقد حذرتك مرارا من وجود شارع قاتل يفتك بابناء قرية مليح التي يقسمها الى نصفين، وتقع على جانبيه 3 مدارس، وهو ضيق تقسمه جزيرة نصفية ، ويخلو من وجود ارصفة، او اشارات ضوئية، وترتفع حوافه الى حدود المتر، والمترين ، وهو غير مضاء ليلا، وتسير به المركبات بسرعات جنونية حيث يعد جزءا من الشارع الملوكي، وقد قضى 6 شباب حتفهم على جانبيه في السنوات القليلة الماضية، ومرد ذلك الى سوء تصميمه الفاضح.
كتبت مذكرة نيابية منذ اشهر، ومن بدايات عملي النيابي محذرا من خطورة هذا الشارع، وهو مصنف كأحد النقاط السوداء، وارسلتها لدولتكم وحذرت من ان يترك كمصيدة للموت لابناء قرية مليح، وختمت مذكرتي بالرجاء بسرعة التحرك كي لا تفجع القرية بضحية جديدة، ونوهت في معرض الرد على خطاب الثقة الى وجود شارع قاتل في مليح ينتظر حكومة رحيمة تخلص الناس من شره، وكذلك فعلت في خطاب الرد على الموازنة، وضرب دولتكم عرض الحائط بالتحذيرات التي اطلقناها لحماية اروح الناس، ولم تحرك حكومتكم ساكنا.
ثم عندما قدم معالي وزير الاشغال العامة وبحضور الاهالي في متصرفية لواء ذيبان عرجت على هذا الشارع واشرت الى خطورة تركه بلا معالجة. وواضح ان معاليه المحب للعمل محاصر بالتقتير، وسوء التقدير الحكومي، وفي لقاء جمعني مع مدير مكتب الملك عماد فاخوري بينت اهمية ان يصار الى تلافي نسبة الخطورة التي تكتنف مدخل قرية مليح ، ووعدني معاليه بالتواصل مع الحكومة بهذا الشأن. وقبل ايام قلائل التقيت بمعالي وزير الاشغال العامة واكدت عليه مجددا ضرورة ايجاد الحل لمدخل مليح الذي اصاب القرية بالذعر، ويختطف ابناءها الصغار.
وفي ليلة البارحة سقط الطفل ورد العقرباوي مضرجا بدمائه ليكون الضحية السابعة التي تضاف الى قائمة هذا الشارع القاتل. وفقد روحه تحت عجلات احدى المركبات ، ولا ادري ما الذي يشغل بال الحكومة عن مسؤولياتها وبرنامجها التنموي لا يكاد يذكر ، وكافة خططها لا تتعدى رفع الاسعار، والقاء مزيد من الصعوبات الاقتصادية في حياة الاردنيين.
ما الذي يشغل بال هذه الحكومة عن مسؤولياتها، ومن يستطيع ان يجبر قلب هذا الوالد المسكين الذي كسر على اثر فقده لفلذة كبده نظير الاهمال الحكومي المتواصل، وعدم التجاوب مع المطالب العادلة ، وعدم توفر الجدية التي تتطلبها عملية الحكم كي تحقق الصالح العام.