«العفو الدولية»: حلب مدمّرة بالكامل
جراءة نيوز - اخبار الاردن -عربي دولي-وكالات:
شن مقاتلو المعارضة أمس هجوما في محاولة للسيطرة على المناطق المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في مدينة حلب في شمال سوريا، في حين قتل «عشرات» المقاتلين في ريف دمشق بكمين لقوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «مقاتلي المعارضة يشنون هجوما في محاولة للسيطرة على المباني المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في منطقة الليرمون» عند الاطراف الشمالية الغربية لمدينة حلب. واوضح ان اشتباكات تدور بين مقاتلين ينتمون الى «جبهة النصرة وحركة الفجر الاسلامية وكتائب فجر الخلافة» الاسلامية، اضافة الى كتائب اخرى مقاتلة، وقوات تابعة لقوات نظام الرئيس بشار الاسد، والتي يعد المبنى احد معاقلها الرئيسية في ثاني كبرى مدن شمال سوريا.
وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المعارضين على مطار منغ العسكري الواقع في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد اشهر من الحصار والمعارك. وافاد ناشطون معارضون لنظام الرئيس بشار الاسد في مدينة حلب، ان المقاتلين يحاولون التقدم في اتجاه بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية الشيعية، والتي يفرض المعارضون طوقا حولهما منذ مدة طويلة.
وقال ناشط في «مركز حلب الاعلامي» قدم نفسه باسم «محمد» عبر الانترنت «نحو 300 مقاتل ممن حاربوا للسيطرة على منغ باتوا متوافرين للقتال في مكان آخر». وكان مصدر سوري معارض قال في 24 تموز ان المعارضة المسلحة تعد لهجوم شامل من اجل احكام السيطرة على مدينة حلب وريفها بدعم من المملكة العربية السعودية. وكان مصدر مقرب من السلطات السورية افاد ان القوات النظامية هي في حالة دفاعية نظرا لنقص في عديدها لشن هجمات.
وقتل 62 مقاتلا معارضا على الاقل فجر أمس في كمين للقوات النظامية السورية شمال شرق دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني «استشهد 62 مقاتلا من الكتائب المقاتلة على الاقل غالبيتهم من الشباب وفقد ثمانية اخرين وذلك اثر كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية فجر أمس في المنطقة الواقعة غرب مدينة عدرا الصناعية»، الى الشمال الشرقي من العاصمة السورية.
من جهتها، نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان «وحدة من جيشنا الباسل قضت أمس في كمين محكم على مجموعة ارهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) حاولت التسلل الى الغوطة الشرقية والاعتداء على احدى النقاط العسكرية». واشار المصدر العسكري الى «ايقاع جميع افرادها قتلى» ومصادرة اسلحتهم، من دون تحديد عددهم. وأضافت الوكالة انه كان من بين الارهابيين أشخاص غير سوريين. وتشكل عدرا الواقعة على بعد 35 كلم الى الشمال الشرقي من دمشق، ممرا رئيسيا الى الغوطة الشرقية قرب العاصمة، والتي تعد أحد المعاقل الرئيسية لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق. كما شن الطيران الحربي غارتين على مدينة دوما في ريف دمشق، بحسب المرصد.
وفي محافظة الرقة (شمال)، قتل ثلاثة اشخاص بينهم طفلان واصيب العشرات بجروح اثر انفجار «مجهول» هز المدينة صباح أمس، بحسب المرصد. وباتت مدينة الرقة منذ آذار الماضي، اول مركز محافظة يخرج في شكل كامل عن سيطرة القوات النظامية.
من جانبها، أكدت منظمة العفو الدولية ان ثاني المدن السورية حلب «دمرتها» الحرب منذ عام وان سكانها يتعرضون بالاضافة الى القصف اليومي من قوات النظام لسوء المعاملة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وافادت المسؤولة في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا ان «حلب مدمرة بالكامل» مشيرة الى فرار حيز كبير من السكان. ودعما لتصريحاتها اصدرت المنظمة تقريرا يشمل صورا بالاقمار الصناعية لعدد من احياء حلب قبل وبعد بدء المعارك بين الجيش والمعارضة في تموز 2012، عندما سيطر المعارضون على عدة انحاء في المدينة التي بات اكثر من نصفها بين ايديهم اليوم. وتظهر الصور «الطابع المقلق لاستمرار النزاع وسط استهتار تام بالقواعد الانسانية الدولية بما يؤدي الى دمار واسع النطاق والموت والتهجير» بحسب بيان المنظمة.
وما زالت المدينة تشهد معارك يومية فيما نجم الجزء الاكبر من الدمار عن «حملة قصف جوي تشنها بلا تمييز» قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد بحسب المنظمة. واضافت ان «القوات الحكومية قصفت بلا هوادة وبلا تمييز المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى المعارضة (...) والمدنيون اولا هم من يعاني من هذه الهجمات فيما يتعرضون في الوقت نفسه لسوء المعاملة من طرف مجموعات مسلحة معارضة». ففي عمليات القصف تلك «تعرض عدد غير محدد من المدنيين للقتل والتشويه» بحسب العفو الدولية. كما اعربت المنظمة عن قلقها حيال المواقع التاريخية في المدينة ولا سيما السوق القديمة التي احترق جزء منها ومئذنة المسجد الاموي التي دمرت. وافادت «استنادا الى القانون الانساني الدولي فان الطرفين المتواجهين ملزمان باحترام وحماية المواقع التراثية». من جهة اخرى لفتت المنظمة الى ان الكثير من السكان الذين اضطروا الى مغادرة منازلهم و لاسيما في المناطق الخاضعة لسلطة المعارضة «يتلقون مساعدات قليلة او معدومة تماما». وكررت المنظمة في بيانها المطالبة باحالة ملف الازمة السورية الى المحكمة الجنائية الدولية.