جراءة نيوز - اخبار الاردن -كتب ماهر ابو طير:

عبر ذات رحلتنا الممتدة خلال خمسة عشر عاما، وهي الرحلة التي جابت المدن والقرى والبوادي والمخيمات، كانت حكايتنا هذه المرة من داخل غرفة للايتام،غرفة صغيرة جدا لا تليق بحياة البشر، واذ ترى عيش الايتام تسأل نفسك،كيف نقبل للايتام هذه الحياة، وعهد الرسول لكافل اليتيم بالجنة وبرفقته، وبرغم ذلك تجد ايتاما في كل مكان، يفتقدون الى كل مقومات الحياة من لباس وطعام ودواء وتعليم

وكأن الدنانير القليلة التي تصل لليتيم تكفيه،وهذا خذلان كبير،وفي حكايتنا هذه المرة معاناة مؤلمة جدا ومن نوع خاص،معاناة لثمانية ايتام يعيشون تحت سقف غرفة من الصفيح،لا يرحمهم شتاء ولا صيف،ويدلف الماء اليه،فينام الايتام احيانا غرقى،اليتم يجلل رؤوسهم بالحزن،والماء يغرق فراشهم،فيما ننام نحن ونغفو بكل بساطة.حكاية ثمانية ايتام في منطقة الاقمار الصناعية في عين الباشا،واذ تدخل غرفتهم تصاب بألم شديد،اذ يتكوم الذكور والاناث في غرفة سيئة جدا ضيقة مظلمة غير صحية سقفها من الزينكو،فيضطر الاولاد ان يناموا صيفا خارجها،وشتاء قد يجلسون في البرد الشديد،انها مأساة من نوع خاص،تأتيكم في ليلة القدر حتى نعرف معا اذا ما كان هناك خير في قلوب الناس

فضيحة مؤلمة جدا
في طريقنا الى الغرفة التي يعيش بها ثمانية ايتام وعبر الازقة الضيقة في منطقة الاقمار الصناعية في عين الباشا،لم اتصور في حياتي ان اجد نفسي امام هذا الواقع،واذ نصل الغرفة البائسة،يتوقف قلبك لان حياة الناس وصلت الى مستوى منحدر،فعن اي صيام وصلاة نتحدث،وعن اي ليلة قدر نتحدث،وبيننا عائلات تعيش بهذه الطريقة،اي ثواب واي رحمة نرجوها وبيننا ايتام من اعمار مختلفة يتكومون مثل اللحم فوق بعضهم البعض في غرفة صغيرة ومظلمة وسيئة جدا،فقد رحل والدهم قبل سبع سنوات ورحلت والدتهم قبل عشر سنوات،تقرأ الحزن الشديد على وجوههم،وايضا فأن وجوههم نورانية تقول ان البيت ملتزم واخلاقي

وتعرف ان العائلة يومها سوف تفطر على وجبات من لجنة خيرية،وفوق ذلك لا تجد العائلة خمسين دينارا شهريا لدفع ايجار الغرفة،برغم انهم يحصلون على ستين دينارا من التنمية الاجتماعية وهي عمليا تكفي الايجار والكهرباء،وعليكم ان تسألوا انفسكم كيف يعيش ويأكل ويلبس ثمانية ايتام بقية الشهر،وامامنا هنا عائلة يمكن التخفيف عنها عبر تشغيل الشقيقة الكبرى التي ربت الايتام وتخرجت مؤخرا من احدى الجامعات بتخصص التربية الخاصة

ولو تم تشغيلها في اي مؤسسة خيرية محترمة لخففت عن عائلتها الكثير،لانها تستحق ذلك،ويتيم اخر تعلم التبريد والتكييف ووجهه حزين جدا،وكأن به مرضا وتحسسا في عينيه،وهو لا يريد سوى ان يعمل لينفق على اخواته،وربما يجد من يساعده في افتتاح مشغل صغير،ومن يمول له المشغل ايجارا ومعدات لعام بدلا من حياتهم على الصدقات،ويتيم ثالث تعلم كهرباء السيارات وبلاعمل ايضا،لعله يجد من يشغله كشقيقه في اي شركة محترمة لوجه الله،او يساعده في افتتاح مشروع صغير،اذ كان قادرا على ادارته،انها فضيحة بحق حين يتكوم الايتام واليتيمات من اعمار مختلفة تحت سقف غرفة من زينكو وهي ملحقة عمليا بأعتبارها كراج تحول الى غرفة

وهي دعوة لاهل الخير ان يستروا على البنات والابناء خوفا عليهم من الضياع،فقد يكون بيننا من هو قادر في ليلة القدر على ان يقابل الله وقد بشرهم بشراء شقة صغيرة لهم،او استئجار بيت لهم ودفع ايجاره لفترة،او تشغيل الايتام الثلاثة في اماكن ومؤسسات جيدة لا يواجهون فيها تعسفا ولا ظلما واكلا للحقوق،انها عائلة ايتام تعيش حياة مأساوية محزنة اضعها في ليلة القدر امانة في عنق كل مسؤول وكل ميسور وكل اردني وعربي

وكل مغترب وقارئ ومسافر،وكل شخص بأمكانه ان ينقذ البنات والابناء من فقرهم ويتمهم وحرمانهم ولنحمد الله الف مرة ان الايتام اصحاب اخلاق،والا كان ممكنا انهيار البيت اجتماعيا فوق ما فيه من كارثة تأتي شاهدة عليكم وعلينا في ليلة القدر،وهذه ليلة مباركة فلا تذهبوا فيها وقد حرمتم انفسكم من الثواب والاجر والاستغفار،ولا استغفار ولا ثواب مثل ذاك الذي يأتيك اذ سترت اعراض الناس،واذا كفلت الايتام،واذ شغلت الايتام،واذا رحمة ضعفهم وفقرهم وجوعهم...هي ليلة مباركة،اللهم لا تجعلنا ممن يقف فيها وقد خلت يده من اي حسنى.

عنوان الايتام
يمكن الوصول الى غرفة الايتام عبر هاتف خلوي مؤقت اودعناه بحوزة الاخت الكبرى ورقمه (0796488903) ولا تتلقى الصحيفة او اي صحفي فيها او موظف اي مساعدة مالية او عينية نيابة عن العائلة تحت اي تبرير او تفسير،وينحصر دورنا فقط بالوصول الى العائلات المحتاجة والموثقة حالاتها،والدقيقة في بياناتها،ونشر هذه الحالات مع عناوينها لتقوم العلاقة مباشرة بين اهل الخير والحالة المحتاجة دون تدخل منا او وساطة،لان عملنا اعلامي فقط،ويمكن الاتصال بالايتام لزيارتهم مباشرة من جانب اهل الخير،لعل بعضنا يتذكر ذنوبه فيمحوها بسر الصدقة،ولعل بعضنا يسعى لرفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفالة الايتام ورفع الضيم والحرمان عنهم،ولعل بعضنا يتذكر اطفاله،وهل يقبل لهم ان يعيشوا تحت سقف غرفة آيلة للسقوط.
 
ايتام وفقراء في كل مكان
في البلد الاف العائلات المحتاجة،ايتام وفقراء ومساكين،والذي يزور القرى والبوادي والمخيمات والمدن،يكتشف الاف العائلات المسكينة،ولعلنا نذكر بحقهم على الناس،وبعضنا يتحرج من اي مساعدة قليلة يقدمها،ولو قدم كل واحد فينا كفالة قيمتها عشرون دينارا من دخله،لكان ذلك عند الله فضلا عظيما،ليس اقل من رفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة،وضمانه لكافل اليتيم بالجنة،ومع من..؟معه صلى الله عليه وسلم،ولا ذنب يعظم مثل ذنب الشح والبخل،لان كل الذنوب مغفورة،ما دمت تؤمن ان الله غفور رحيم،وما دام في قلبك عطف على اليتيم والمحتاج

وهو عطف يكرمك الله فيه،بجعله نورا في قلبك،ونعمة من حيث لا تتوقع،وعطاء بأن جعلك ممن لم تقسو قلوبهم،وانار ضميرك بحب الخير في هذا الزمن الذي لم يعد يرحم احدا،ومثل هذه العائلة بحاجة الى من ينقذها بتشغيل البنت الكبرى التي تخرجت من الجامعة للتو،وعبر تشغيل الابن الاخر الذي درس التكييف والتبريد،ويمكن تشغيل الثالث الذي تعلم كهرباء السيارات لمساعدتهم في حياتهم،وعبر استئجار بيت اخر لعائلة الايتام او شراء بيت لمن اراد الستر على عرض البنات،اذ لا يعقل ان تقبلوا لاولادكم وبناتكم حرمانا ويتما وفقدانا للاب والام وجوعا وذلا وفقرا وحياة بائسة بهذه الطريقة.

عناوين ايتام في عين الباشا

يمكن الوصول،ايضاً،الى مئات العائلات المحتاجة ومئات بيوت الايتام التي بحاجة الى كفالة،عبر ناشط خيري في تلك المنطقة بأمكانه مساعدة الراغبين بالوصول الى حالة واحدة او عدة بيوت،لتقديم المساعدة مباشرة من يدكم الى هذه العائلات دون تدخل منه او وساطة سوى ارشادكم الى البيوت لتشاهدوا بعيونكم حال الناس،خصوصا،تلك العائلات التي ترفض نشر حكاياتها في الاعلام وصورها لاعتبارات اجتماعية وبعضها اسوأ بكثير من الحالات المنشورة اعلاميا،وتستحق الزيارة

ويمكن الاتصال مع الناشط الخيري واسمه علي العايدي عبر هاتفه رقم(0788792202) كما يمكن الاتصال بجمعية المركز الاسلامي الخيرية في تلك المنطقة عبر هاتف (055370750) للاطلاع على واقع الفقر واليتم في مناطق عير الباشا وما جاورها اذ ان هناك اكثر من مائة يتيم بحاجة الى كفالات واكثر من مائة وخمسين عائلة فقيرة بحاجة الى كفالات، ولم تتم كفالتهم حتى الان،والذي يزور عين الباشا سوف يصاب بألم بالغ،اذ يرى عشرات البيوت التي لا تليق بحياة البشر وهي بحاجة الى ترميم بسيط،غير ان امكانات العائلات غائبة ولا قدرة لهم على بناء سقف غرفة

وفي حالات اخرى لا يجد الناس قوت يومهم،واي مساعدات تأتيهم اطفائية لا تحل المشكلة من جذورها،وهي دعوة ايضا للجمعيات القادرة على تأهيل الفقراء،وتعليمهم بالذهاب الى عين الباشا،لعل تأهيل من فيه، خير من ادامة فكرة الصدقة والمساعدة المالية والعينية،ليكتسب المرء ماله من تعبه وتعليمه.واشير هنا الى ان عناوين العاملين في العمل الخيري يراد منها تسهيل اتصالكم بمن يعرفون شؤون هذه المنطقة،ويعرفون الحالات الانسانية بشكل دقيق ومدروس وموثق، دون اي مجال للعبث او عدم صحة المعلومات، لعل فيكم من يتبرع لهذه المنطقة ومن فيها من ايتام وفقراء....اللهم اشهد اني قد بلغت"الدستور"