ليفني والخائب عريقات .. خلوة عُشاق
لا عتب ولا ملامة لو تدفق الغضب أنهاراً من أقلام الأحرار من أبناء شعبنا الفلسطيني شجباً وإستنكاراً وإدانةً لما يفعله في هذه الأيام الدكتورالخائب دائما صائب عريقات في العاصمة الأمريكية واشنطن ، ولا عجبَ ، ولا غرابةَ من هذه الجريمة الجديدة التي يشارك في تنفيذها هذا الصغير الملقب " بكبير المفاوضين " وذلك بحق قضية فلسطين الطاهرة ، وشعبها المكافح والمناضل ، الذي لن نشك لحظة واحدة في أنه لن يقبل ، بل ويدين ما يشارك فيه الآن هذا الخائب تحت ستار تحريك عملية السلام المزعوم عبر جولة المفاوضات التي عاد قطارها للسيرعلى السكة التي نصبها وأعدها الأمريكان والصهاينة لغايات إستكمال القضاء على الحق الفلسطيني الذي سيظل رافضاً للضغوط ولمحاولات فرض الإستسلام عليه .
السيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكية نصب فخ المائدة من جديد ، وها هو العلم الصهيوني يتوسط بين العلمين الفلسطيني والأمريكي ، وها هي رائدة الفضائح الجنسية تسيبي ليفني وزيرة " العدل " في حكومة المجرم نتنياهو تجلس بكامل راحتها إلى جانب هذا الدكتور الخائب صاحب نظرية " الحياة مفاوضات " ، والذي غاب التجهم عن وجهه هذه المرة وعادت الإبتسامة الممتدة من رام الله إلى واشنطن لتتربع على شفتيه ، وكيف لا ؟ وهو المدمن على المشاركة في أفعال الذل والعار والخيانة والتي ستبقى تلاحقه حتى يلقى وجه ربه بالوجه الأسود الذي سيلازمه إلى يوم الدين وبعد أن اختار الوقوف طائعاً في موقع المتنكر لعذابات شعبه التي أقدمت على تنفيذها المجرمة ليفي التي يجلس اليوم من جديد إلى جانبها بالرغم من إتهامها له بأنه كان أحد الذين انبطحوا إلى جانبها في سرير نومها .
لا تذهبوا بعيدا ، ولا تنغروا بما تتناقله الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى المختلفة عن جولة هذا العبث الجديد الذي تحاول الولايات المتحدة جاهدة الترويج له تحت عنوان إنطلاق المفاوضات الثنائية بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني ، فما يجري في واشنطن لا يعدو عن كونه خلوة عشاق جديدة بين وزيرة العدل ليفني التي لا يزال دم أبناء شعبنا من قطاع غزة يقطر من بين أصابعها ، وبين العاشق الصغير كبير المفاوضين خائب عريقات ، والخلوة هذه المرة ليست في رام الله أو في تل الربيع ، ولكن في واشنطن ، وعلى سرير أمريكي صرف تم إعداده خصيصا لممارسة الدعارة التفاوضية الجديدة التي عملَ على الأعداد التام والشامل لها وزير الخارجية جون كيري وذلك في ختام ستة جولات قام بها لمنطقة الشرق الأوسط منذ آذار / مارس الماضي .
ليفني اتفقت مع الخائب على عدم الإفصاح عن التفاهمات التي سيتم التوصل إليها كقاعدة للمفاوضات القادمة ، واتفق الإثنان كذلك على أن يناقشوا أطر التفاوض بعيدا عن مسائل الخلاف كالمستوطنات والحدود وعودة اللاجئين ومستقبل القدس الشريف ، فكل شيء سيظل سراً وطي الكتمان تحت أغطية السرير الذي ستجري هذه الجولة الجديدة على فرشته ، والمخول الوحيد بالتصريح عن ما سيجري هو جون كيري الذي أعطى للعاشقين مهلة تسعة أشهر لولادة الحل النهائي الذي يحلو لهم الترويج له .
ليفني القادمة من أعتى مدرسة إجرام عرفها التاريخ ، والخائب القادم من أقذر مزبلة عرفتها البشرية وشعوبها الحرة المناضلة مطلوب منهم اليوم أن يضعوا قواعد وأسس الحل النهائي لهذا الصراع الذي لم تخبو نيرانه منذ سنوات النكبة حتى وقتنا الراهن ، ليفني وضعت في حقائبها التي سترافقها إلى واشنطن كل الملفات الصعبة والساخنة التي تهم كيانها الفاشي والعنصري ، ولم تنسى بطبيعية أن تضع إلى جانب هذه الملفات كل قطع الثياب اللازمة والمناسبة للليالي الحمراء التي ستباتها في واشنطن .
أما الدكتور الخائب وكما جرت العادة فقد سافرعارياً حتى من ورقة التوت وبعد أن وافقت سلطته العباسية على الذهاب إلى هذه المفاوضات بدون تلبية أي من شروطها التي ملأت بها العالم ضجيجا وعلى مدى سنوات التوقف الثلاث الماضية ، فالإعتراف الصهيوني بحدود 1967 لم يتم ، وتجميد الإستيطان في المناطق المحتلة لم يتحقق ، و" العظمة " الوحيدة التي حصلت عليها سلطة العبث في رام الله تتمثل في الإفراج وعلى مراحل عن 104 أسرى فلسطيين البعض منهم أمضى أكثر من ثلاثين عاما خلف القضبان وما عاد يشكل خطرا على الكيان الصهيوني وأمنه ، وهذا ما جاء نصاً في مقال الصحفي الكبير عبد الباري عطوان الذي علق من خلاله على هذه المفاوضات .
عشرون عاما من المفاوضات الفاشلة والتنسيق الأمني المخزي والمذل والتنازلات المجانية يريدون لها أن تنجح الآن على الفرشة الأمريكية المحشوة بالدولارات وبالمساعدات المالية التي أصبح الرئيس عباس أسيراً وعابداً لها لأنها هي الشريان الوحيد الذي يمده بالحياة وبمتطلبات البقاء على كراسي منظمة التحرير ، وحركة فتح ، والسلطة الوطنية التي باتت تراوح بين فرص الإنهيار أوالحل ، وفي ذلك بطبيعة الحال قضاء تام على كل مصالحه وإمتيازاته الشخصية التي ينعم برغد العيش تحت ظلالها الوارفة
ولذلك لم يعد يعنيه ما يمكن أن يقدمه من تنازلات جديدة حتى ولو ألحقت ضرراً إستراتيجياً وكارثياً بمصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، سراب السلام المغشوش والمفاوضات المهينة ما عادا يؤثران على الرئيس أبو مازن وعلى كبير مفاوضاته الخائب عريقات ، فالمهم هو في الملايين التي ستهبط عليهم من الأمريكان ، والتي سيتم توظيفها في مشاريع تذويب الحق الفلسطيني والقضاء على الهوية الوطنية الفلسطينية .
قد يتوهم بعض المتاجرين بقضايا الشعوب العادلة بأن القضية الفلسطينية لم تعد رقماً صعباً عربياً وإسلامياً ودولياً ، وأن القرار الوطني الفلسطيني المستقل في طريقه للإضمحلال والتبخر ، لأصحاب هذه الطروحات الإستسلامية نقول : أن المراهنة على عدالة القضية ، وعلى حقوق شعبنا الغير قابلة للتلاعب أو التصرف من حفنة فلسطينية عابرة ومارقة ، سيظلان الستار الواقي والحامي من كل المخاطر والمؤامرات التي تحاك خيوطها اليوم في واشنطن ، ولذلك فالمجرمة ليفني ستعود واهمة وحالمة ، والخائب عريقات سيعود أيضا ذليلا بعد أن فقد دم الحياء من وجهه . د.امديرس القادري