في رمضان.. تفشي ظاهرة التسول وغياب مكافحته.. إلى متى؟!
جراءة نيوز - اخبار الاردن :
تغزو عصابات التسول شوارع المدن في المملكة منذ بداية شهر رمضان المبارك بطريقة مريبة في حين يغيب دور وزارة التنمية الاجتماعية الرقابي والوقائي جراء إضراب موظفيها للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية.
ويتفنن المتسولون بطرق كثيرة واحترافية كما أن تركيزهم زاد عن استخدام الأطفال الصغار والنساء لإثارة العاطفة واستجداء المارة حيث ان معظمهم يستخدم عبارات دينية تدعو للمارة بصيام مقبول وشهر كريم وبالخير مثل «لله يا محسنين في شهر الصيام»، إذ إن هناك متسولين لا يظهرون إلا في هذه الفترة من السنة فالكثير منهم يستغلون أعمال الخير لهذا الشهر الكريم لجمع الكثير من الأموال من المحسنين.
لقد أصبح للتسول مواسم ينشط بها في ظل انعدام الرقابة المعنية التي تتحمل مسؤوليتها وزارة التنمية الاجتماعية حيث غابت حملات مكافحة التسول عن الشوارع والاسواق دون معرفة الاسباب ليستغل المتسولون هذه الفترة بالذات رغم تعاظم المطالب بتكثيف الحملات على أماكن تواجدهم بشكل أوضح وإلقاء القبض عليهم.
وزارة التنمية الاجتماعية لم تتمكن من إلقاء القبض الا على 26 متسولا منذ بداية الشهر الفضيل وحتى نهاية الاسبوع الماضي مع أنها تمكنت في نفس الفترة من العام الماضي من إلقاء القبض على اكثر من 100 متسول، ما يدلل على تراخي حملات المكافحة وانخفاض مستوى المتابعة من المسؤولين على تلك الفرق الميدانية.
من خلال الاطلاع على آراء المواطنين حول تفشي ظاهرة التسول في رمضان نكتشف ارتفاع شكواهم التي ترفض هذه العادة السيئة المتوارثة لدى الكثير من ممتهني تلك الظاهرة حيث أكد الحاج محمد العلي أن التسول أصبح اليوم حرفة لمن لا حرفة له في ظل الصمت غير المبرر للسلطات المعنية، ما أدى إلى انتشار رقعة ممتهنيه بشكل رهيب بين مختلف الشرائح حيث يصعب علينا التمييز بين المحتاج الحقيقي والممتهن للتسول.
من جهته قال فؤاد الذي يعمل تاجرا في منطقة جبل الحسين انه خلال شهر رمضان المبارك يزداد عدد المتسولين بشكل رهيب إذ تجدهم في كل الأماكن فلا تكاد تمشي خطوة واحدة حتى تجد متسولا يحتال عليك بمظهره البائس وعباراته وغالبيتهم لا يستحقون الصدقة لأن المحتاج الحقيقي لن يمد يده للتسول، وفق قوله.
أما المواطن محمود حمدي فقال ان ظاهرة التسول باتت تشوه سمعة أسواقنا فكل من هبّ ودبّ يفترش الأرض أمام المساجد ويتسول حيث يقوم البعض منهم بقطع الطريق ويجبر المار على إعطائه مبلغا من المال.
واعتبر ان الأسواق اصبحت الوجهة الأساسية للكثيرين منهم نظرا للأعداد الكبيرة التي تقصدها يوميا حيث تعج الاسواق بالمتسولين فمنهم من يفضل البقاء في مداخل الأسواق لاستعطاف المواطنين ومنهم من يفضل البقاء ومنهم من يفضل اقتحام السوق ومزاحمة المتسوقين بهدف الحصول على مبالغ أكبر،حقيقة سوداء ماثلة أمام الجميع ممن يزورون الاسواق ومن ضمنهم فرق مكافحة التسول التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية التي يلفها القصور في تنفيذ مهامها في ظل الانتشار اللافت والمتزايد للمتسولين في المناطق التجارية منذ بداية الشهر الفضيل."الدستور-انس صويلح"