"عالم ما بعد أمريكا"

في ركام هذا العالم تتزاحم القوى العظمى على أشلائنا ، تتربص بنا كقطعان ذئاب مفترسة ، يمارسون معادلاتهم السياسية والناتج واحد ولصالح صغيرتهم المدللة (أسرائيل) .. ونحن مجرد أدوات بلاستيكية عديمة القيمة تستخدم لتحرك مسحوق (الكيك) المعد لعيد ميلاد "اليدي" ، ومن ثم ترمى في القمامة دون أدنى شك بأنهم نادمون ! والأن تتحول المعادلة الى مجهول واحد يقتل نفسه بنفسه ، ويحرق نفسه بنفسه ، خدمة التدمير ذاتية ..

أنها القطيعة ، تفشت في وطننا العربي تحت مسمى الربيع العربي ، ولن أستعرض ما فيها من حرائق سأكتفي بالقول : أنت أفضل مشاهد والصورة بث حي ومباشر ! ولكني أود أن أطرح سؤالا خرافيا وارجو المعذرة فأنا فتاة مجنونة : متى ستنتهي أسطورة امريكا ؟ الجواب سيكون من امريكا نفسها

ويبدأ بسؤال : ما هو الكتاب الذي بيد أوباما كما يظهر في الصورة ؟ خلقت هذه الصورة التي ألتقطها صحفي امريكي من جريدة نيويورك تايمز يدعى مايكل مونز بكاميرا بعيدة المدى لاوباما وهو يغادر من الطائرة جدلا كبير وتداولتها وسائل الأعلام بعدما تم التركيز على الكتاب الذي بيد الرئيس الأمريكي , عنوان الكتاب (عالم ما بعد نهاية امريكا ) وهو كتاب مثير للجدل يتكلم عن نهاية الأمبروطورية الماسونية وصعود دول أخرى في الشرق الأوسط لتحكم العالم وتدمر امريكا وطفلتها أسرائيل .

الكتاب يتحدث عن مؤشرات تكاد تلامس اليقين بأن نهاية امريكا ستحل قريبا لإرتباطها بنهاية الأنظمة التابعة لها ، وستصعد دولة أسلامية على أنقاض المشروع الصهيوأمريكي .. ويبدو أن "أوباما" كما يصفها الكاتب "فريد رفيق زكريا" أبن "فاطمة زكريا" ، وهو رجل مسلم من الهند يعمل محررا في "النيوزويك" ومقدم برنامج على قناة "سي أن أن" ويقول في أحد المواقع بأن هذا الكتاب هو عبارة عن رؤية مسلمة لعالم ما بعد امريكا ! وفي هذه اللحظات تتزاحم في مخيلتي تساؤلات عدة من بينها : مجرد قراءة "أوباما" لهذا الكتاب وهو الأكثر علما بحال أمريكا ، دليل كافي لقناعته بأن الهيمنة الأمريكية بدأت تضعف رويدا رويدا ..

ولكن أتوقف عند عتبات المنطق وأنظر الى حال الشرق الأوسط النازف الممزق ! هل يعقل أن تبدل الحال وتعود الأمة الى متانتها ويحدث كما كان في عهد الدولة العباسية حينما كانت تمر سفن المسلمين موانئ اوروبا كانت الكنائس تتوقف عن قرع الأجراس خوفا من أستفزاز المسلمين فيأتو لفتحها ! لا شي بعيد والله قريب ..