مصر بين اللحمة والملحمة !!
ما يجري بمصر مؤلم ما يحدث في بلاد الكنانة من انقلاب على الوحدة واللحمة والمحبة بين شرائح الشعب المصري بكل فئاته وطوائفة .
هذا الشعب الذي كان مثالاً يحتذى في التعايش والتاّخي بين افراده , الشعب الذي كان يتجاوز الظروف القاهرة من فقر وازمات بالرضى والتكاتف , وتعلوا وجهه دائماً الابتسامة , وتسوده رغم الكروب روح الدعابة . بات اليوم للاسف بؤرة صراع لا يحمد عقباها , نتيجة فتنة ومؤامرة قذرة اجهضت الديمقراطية وارادة الشعب بتنحية رئيس افرزته صناديق الاقتراع .
فمهما حاول الاعلام المسيس ان يجير ويبرر لما حدث , فأن القاصي والداني , والعارف والعامي يدرك وبيقين ان ما حدث هوانقلاب عسكري على الشرعية , قاده ثلة من عسكر النظام السابق المتنفعين والمتنفذين والذين شعروا ان حكم مرسي جمد نفوذهم وكشف اوراقهم وبطلان اكاذيبهم , من خلال كشف صفقاتهم بكافة اشكالها ,سواء منها المالية او السياسية وغيرها .
فمنذ اليوم الاول لاستلام مرسي الحكم , تلاقفته وسائل الاعلام المسيسه لمصلحة النظام السابق واعوانه ومنافسية الذين فشلوا في الانتخابات , وازارهم ارباب الفن الذين باع غالبيتهم ظمائرهم , والذي لم يتماشا مع غيهم نظام مرسي , تلاقفوه بالانتقاد والتجريح والتهكم , وباسلوب لا يليق برئيس منتخب, وانا اقول ان الخطأ الذي ارتكبه الرئيس مرسي , انه لم يضرب بيد من حديد على هذه التجاوزات الكبيرة والغير مبرره ومنذ بدايتها , حاربوه باسلوب عدائي رخيص بتجنيد فئة من المتنفعين او ما تم تسميتهم (بالفلول) للتظاهر ضدة ولتأليب الشارع عليه بدعوى ان الاخوان المسلمين هم الذين يحكمون البلاد ويقودونها للهاوية .
رغم ذلك حاول الرجل الاصلاح , ولكن عملية ترميم فساد متجذر لما يزيد على نصف قرن , واجتثاث المفسدين المتغلغلين في جسم الدولة , والذين استشرى فسادهم خلال الفتره السابقه , عملية تتطلب وقت وتخطيط وتعاون من كافة الاطراف المخلصة والحريصة على مصلحة مصر , والمديونية الكبيرة التي خلفها النظام القديم , شكلت عقبة كؤود امام الاسراع في الاصلاح , وتحقيق انجاز سريع يرضي المواطن الذي يأن من ضيق الحال , والذي قضى ما يزيد على خمسة عقود من الفقر والقمع , وكان امله ان يتغير الحال بين ليلة وضحاها وان ينعم بالفرج وبحبوحة العيش
ولكن واقع الحال والتركة الرديئة التي خلفها النظام السابق لم تمَكن الرئيس مرسي من تحقيق مطالب الشارع المصري بالسرعة التي يتطلع اليها الشعب , فبدأ بوضع الخطط الاصلاحية التي تهدف الى تحسن الحال , الا ان جماعة الشد العكسي المعارضين لسياستة لم يتركوا له اي فرصة لتحقيق ما يصبوا الى تحقيقه .
والسؤال المطروح هل لو استلم عمرو موسى او البرادعي او شفيق سدة الحكم سيتغير الحال ؟ اي مطلع بالشأن السياسي , سيقول لك بالطبع لا والف لا . فماذا فعل مرسي ليتم الانقلاب عليه بهذا الشكل ؟؟ فالرجل لم يسرق مقدرات بلده , ولم يتاّمر على امنها , ولم يقتل الابرياء , ولم يدعوا الى رذيلة او يسكت على فساد , هل كل ما حصل له لان فكره واتجاهاته وخلقة الاسلام ؟؟
(انا لا اتحدث عن انتماءاته للاخوان المسلمين ) ولا يعنينا هذا , فلكل منا انتماءاته التي يؤمن بها , والا فلنعطل الاحزاب ونلغي الديمقراطية , واحترام الرأي الاخر, ولنحكم على الشخوص من انتماءاتها الحزبية , ونلغي خصوصية الافراد واستقلاليتهم ؟ ان ما الت اليه الاحداث في مصر العزيزة علينا جميعاً , لم تكن نتيجة لسياسة رئيس حتى لو صدر منه اخطاء .
ولا لتدخل حزب الاخوان في الحكم , وعلى افتراض انهم تدخلوا وتم استشارتهم والاستعانة بهم, اليسوا منتخبين كنواب في مجلس الشعب , اليس منهم مرجعيات سياسية ودينية واقتصادية واكاديميه يشار لها بالبنان , وفي النهاية من هم الاخوان ؟ اليسوا من ابناء الشعب المصري , اليسوا حريصون على بلدهم وامنه واستقرارة , ام ماذا ؟؟ من يقول غير ذلك فهوغير منصف .
ولكنها فتنة اريد من ورائها تمزيق واضعاف اكبركيان عربي يفاخر دوماً بعروبته ودينه , ولم يتأخريوماً عن الذود عن ما يصيب اشقائه من اذى , ابوابه مشرعة دائماً لرأب الصدع العربي . وما يحصل ان هناك اجندات ومخططات تهدف لاضعاف وتمزيق هذه الامة تنفذ خطوة بخطوة , ولللآسف تسخر الشعوب ادوات لتنفيذها .
ندعوا الله ان يحمي مصر واهلها الطيبيين , وان يسخر لها المحبين والعقلاء من ابنائها لرأب الصدع وؤد الفتنة , وحقن الدماء , وان تعود مصر لاستقرارها انه سميع مجيب .
drnezar@yahoo.com