الافتاء:تعصب مقيت وهوى يتسبب بالشقاق والتبديع والتفسيق نتيجة انفلات الفتوى عبر الاعلام!!

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

تظهر بين الحين والآخر فتاوى غريبة وأخرى متطرفة، سرعان ما تنتشر بين الناس وتساهم مواقع التواصل الاجتماعي في تناقلها وإثارة النقاش حولها، بحيث تصل إلى المهتم وغيره على السواء،واختلط الحابل بالنابل في ساحة الفتوى، وكثر المفتون في الفضائيات ووسائل الإعلام، في حين بدت بعض الفتاوى أكثر تطرفا وغرابة عقب موجة الربيع العربي، حيث تجلت ظاهرة الفتاوى العشوائية، التي دفعت بعلماء في دول إسلامية كثيرة إلى التحذير من مخاطرها وعدم الأخذ بها.

وفي هذا الصدد يقول مفتي المملكة عبدالكريم خصاونة إن الفتوى في المسائل الدينية تعد من أهم وأخطر الأعمال، لأن لها أثرا عظيما في حياة الأمة الإسلامية، لكونها إخبارا عن أحكام الشرع التي أمر الله تعالى الناس بالاحتكام إليها، وجعلها نظامًا لتعاملهم في الدنيا لتكون لهم عاقبةُ الحسنى في الدارين،ويضيف خصاونة: "ما نراه في أيامنا هذه من اضطراب في الفتاوى، ليس مرجعه إلى الشريعة نفسها، لأنها مصونة عن الخلل والاضطراب، ومشتملة على الحكمة والمصلحة وتوحيد الكلمة وجمع الصفّ".

ويتابع: "أما الاضطراب الناشئ عن الاختلاف في الفتاوى فهو على نوعين، الأول: إما أن يكون ناشئًا عن الاختلاف في فهم الدليل، أو تقديم بعض الأدلة على بعض، كالاختلاف الحاصل بين المذاهب الفقهية، وهذا في حقيقته ليس اضطرابًا، بل ثروة فقهية وعلمية ورحمة للأمة، كما نص عليه العلماء، وهذا الاختلاف لم يكن سببًا في الشقاق والنزاع، وإنما كان مظهرًا من مظاهر التنوع المؤدي إلى جمع الشمل ووحدة الصف".

ويضيف: "النوع الثاني من الاختلاف هو الاختلاف غير المبني على الدليل، والناشئ عن الهوى والتشهي، وهذا الاختلاف المذموم سببه التعصب المقيت الذي يؤدي إلى الشقاق والنزاع والتبديع والتفسيق، وغالبًا ما ينشأ عن ادِّعاء الاجتهاد من قبل بعض من يتصدَّر للإفتاء، مع فقدانه أدواته"،ويؤكد الخصاونة أن الفتوى ليست منفلتة لدى الدوائر الرسمية، فلكل دائرة منهج محدد في الفتوى يوصل إلى الحكم الشرعي، وإنما الانفلات لدى بعض وسائل الإعلام التي تأتي بمن هو ليس أهلا للفتوى وتصدره للجمهور على أنه "المفتي والعالم".

ودعا إلى أخذ الفتوى من مصادرها الموثوقة، مؤكدا أن على المسلم أن يحرص على سلامة دينه، ويعرف عمّن يأخذ فتواه،وبين الخصاونة أن هناك تعاونا غير مباشر مع دور الإفتاء الأخرى من خلال الزيارات المتبادلة، وكذلك تبادل المنشورات، والاطلاع على آخر الفتاوى من خلال المواقع الإلكترونية،وأشار إلى أن "الفتاوى الشاذّة التي لا تعتمد على الأسس العلمية لا نأبه بها ولا نرد عليها، لأن من أفتى بها اتبع الهوى وسلك غير سبيل المؤمنين، وخالف المقاصد الشرعية".