الرمثا تسول ....وتقاعس حكومي ؟؟!!

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

ملامح متقاربة ووجوه متشابهة يكاد لا يخلو منها شارع أو تقاطع أو رصيف في الرمثا، ومع بداية رمضان تتكاثر هذه الوجوه ليس بفعل عوامل جينية أو وراثية، وإنما بفعل افرازات اجتماعية واقتصادية ساعدت على تكاثرها في كل انحاء هذا الوطن، الا انها اتخذت من الرمثا  مكانا للتسول، قادمة من مختلف المحافظات في ظل غياب كامل للتنمية الاجتماعية والتي اكتفت بموقف المتفرج وفق مواطنين،هذا هو حال المتسولين في الرمثا الذين امتهنوا التسول واعتبروه المهنة الأوفر حظا وإيرادا في هذا الزمن الصعب .

بعض المتسولين الوافدين الى  الرمثا أكدوا أنهم لم يجدوا فرصة عمل حقيقية في محافظاتهم توفر لهم مصدر دخل ثابت يستطيعون من خلاله إعالة أسرهم ما دفعهم الى هجر مناطقهم والتوجه الى الرمثا باعتبارها متاحة لهم للتسول، في ظل تردي وضعهم الاقتصادي كون اغلبهم  يعيش في غرف من صفيح او بالقرب من «مكاب النفايات» في اطراف مدينة الرمثا ،

الوافدون اكدوا ان التنمية لم تتعامل معهم بجدية لحل مشكلاتهم بل اخذت تلاحقهم وتمنعهم من التسول في كبرى المدن دون ان تجد لهم بدائل حقيقية تسهم في رفع مستواهم الاقتصادي والمادي بشكل جذري، سوى أنها التزمت الصمت إزاء معاناتهم اليومية،ويلاحظ المتسوقون ازدياد أعداد المتسولين في الرمثا ،كما ان المتسولات هن صاحبات النصيب الأوفر في هذه المهنة إذ لا يخلو تقاطع أو رصيف من واحدة منهن ..

هذه الامور وغيرها أسهمت باتساع هذه الظاهرة ما ينذر بخطر اجتماعي كبير لكون هذه الظاهرة  يتم من خلالها استغلال الاطفال والنساء والمعاقين والمتخلفين عقليا وزجهم في عصابات التسول المنظمة في الرمثا التي تتقاسم المناطق والأحياء في ما بينها،يقول المواطن عوض حويله ان الرمثا تعاني من ازدياد ظاهرة التسول، التي اتخذت أشكالا عدة ولم يكتف المتسولون بالتجول في الشوارع وامام المساجد وفي الأسواق يستعطفون المارة بل اخذوا  بطرق أبواب البيوت ومؤسسات القطاع الخاص والعام لمقابلة أصحابها لعرض مشاكلهم وطلب المساعدة المالية.

  لكن يبدو أن الجهات المعنية غير آبهة بمكمن الداء وتسعى إلى حلول وقتية وغير فعالة كحملات أمنية ضد هؤلاء المتسولين، لكنها سرعان ما تطلق سراحهم ليتكرر المشهد مرات عدة،ولفت المواطن خلدون ذيابات الى  ان المتسولين يستعينون بأطفال الشوارع وإن كان في العرف الإنساني عمل فيه انتهاك لبراءة الطفل وقتل للقيم الإنسانية فيه،إذ يعتبر خبراء الاجتماع ظاهرة التسول، وخصوصاً تسول الأطفال، ظاهرة سيئة وتحدياً للمجتمع لأنها توضح الجوانب السلبية والمدانة فيه .

ويرى الأخصائيون أن حل مشكلة التسول يمكن من خلال مواجهة جماعية، تلعب فيها الدولة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني الدور الفاعل في التشخيص والمعالجة،مصدر مسؤول في مديرية التنمية الاجتماعية اشار الى  أن الحملات لمكافحة ظاهرة التسول في الرمثا تتولى متابعتها مديرية التنمية في اربد رغم ان المديرية خاطبت الوزارة بهذا الخصوص للقيام بدورها منذ عدة شهور الا اننا لم نتلق أي رد بهذا الصدد ."الدستور"