كيري يعلن من عمان استئناف مفاوضات السلام
جراءة نيوز - اخبار الاردن :
التقى الرئيس محمود عباس أمس في رام الله بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي غادر المنطقة بعد ترتيب عقد لقاء فلسطيني إسرائيلي الأسبوع المقبل في واشنطن لمزيد من استكمال جهود استئناف المفاوضات،وقال كيري للصحفيين في مطار الملكة علياء في ختام جولته السادسة في المنطقة منذ توليه منصبه "يسرني أن أعلن أننا توصلنا الى اتفاق يضع الأسس لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
التطور الذي دفع الحكومة للترحيب به على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسمها محمد المومني،وقال المومني "الأردن يرحب بالاتفاق على أسس لإطلاق مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية". وأضاف "نأمل أن تكون بداية لعملية تفاوض جادة من شأنها أن تتقدم بنا خطوات نحو قضايا الحل النهائي وإحقاق حل الدولتين"، مؤكدا أن "للأردن مصلحة عليا بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحصول الفلسطينيين على مطالبهم الوطنية المشروعة".
وأكد أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ونظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني سيلتقيانه في واشنطن "للبدء بمحادثات أولية خلال الأسبوع المقبل"، إن "إسرائيل والفلسطينيين أرسوا الأساس لاستئناف محادثات السلام بعد توقف دام ثلاث سنوات". وأضاف "توصلنا لاتفاق يضع أساساً لاستئناف المفاوضات المباشرة بشأن قضايا الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ونوه إلى أن "الاتفاق ما يزال في مرحلة التبلور"، إلا أنه لم يوضح ماهية هذا الاتفاق وقاعدته المرجعية.
إلا أن مسؤولين فلسطينيين تحدثوا عن "الترتيب لعقد لقاء بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والوزيرة الإسرائيلية تسيبي ليفني الأسبوع المقبل في واشنطن لاستكمال جهود استئناف المفاوضات".
وقال مسؤول فلسطيني، طلب عدم نشر اسمه، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "الرئيس عباس أكد خلال مباحثاته مع كيري ربط العودة إلى التفاوض بوقف الاستيطان ومرجعية حدود العام 1967 وإطلاق سراح الأسرى القدامى، مع ضرورة وجود ضمانات لذلك".
من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد أن "الموقف الفلسطيني واضح من ضرورة أن تكون الدعوة إلى طاولة التفاوض مجدداً على أساس "حل الدولتين" وفق حدود 1967، بموجب التزام إسرائيلي صريح بذلك"،وقال : إن "كيري لم يقدم حتى الآن خطة مكتوبة للجانب الفلسطيني وإنما مجرد مقترحات لاستئناف المفاوضات"، مضيفاً أن "الجانب الإسرائيلي أفشل جهود كيري لإحداث تقدم في جولته السادسة للمنطقة".
وأشار في هذا الصدد إلى "إعلان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية رفض استئناف المفاوضات وفق حدود 1967، أعقبها تصريح للخارجية الإسرائيلية بأن الاعتراف بها يعتبر انتحاراً"،ورغم أن كيري غادر المنطقة بدون الإعلان عن إطلاق استئناف المفاوضات، خلافاً لما كان يريد، إلا أنه ترك الباب مفتوحاً أمام المزيد من الاتصالات التي قد تتمخض عن إحداث تقدم في هذا الخصوص كنتيجة للقاء عريقات وليفني الأسبوع المقبل.
تشكيك من قبل فصائل
من جانبه، قال الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة إن "تصريحات كيري تدلل على عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، نتيجة التمسك الفلسطيني بمتطلبات العودة إلى التفاوض، مقابل الرفض الإسرائيلي لاستئناف المفاوضات بشروط مسبقة"،إلا أن الوزير الأميركي "ترك الباب مفتوحاً أمام المزيد من المشاورات والاتصالات حتى يوحي بإحراز تقدم ما من جولته الحالية"، وفق شحادة،وأضاف من فلسطين المحتلة أن "الجانب الفلسطيني متمسك بضرورة توفر صيغة اتفاق مكتوب أو ضمانات لمقترحات كيري لاستئناف التفاوض".
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبدالكريم (أبو ليلى) :إن "الجولة الأخيرة لكيري كانت أكثر تكثيفاً وانطوت على تقديم أفكار ملموسة خلافاً للجولات السابقة التي اتسمت بالاستطلاعية"،ومع ذلك، "لم يقدم كيري خطة مكتوبة، كما لم يكن على استعداد لتقديم أي ضمانات حول مرجعية حدود العام 1967، بما لا يلزم الجانب الإسرائيلي في شيء ولا يشكل قاعدة رسمية للبدء بالمفاوضات".
إسرائيل رفضت مساعدة كيري
وكان كيري مدد زيارته للأردن بعد أن استبعدت مصادر أميركية إعلان وزير الخارجية عن استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال زيارته الحالية للمنطقة التي تعتبر السادسة له منذ آذار (مارس) الماضي،فيما انتقل عريقات أمس إلى عمان لإطلاع كيري على الموقف الفلسطيني الذي تبلور الخميس خلال اجتماعات القيادة الفلسطينية التي استمرت حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف "الموقف الفلسطيني الثابت من ضرورة وقف الاستيطان والالتزام الإسرائيلي بمرجعية حدود العام 1967 والإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال، لاسيما المعتقلين منهم قبل اتفاق أوسلو (1993) لاستئناف المفاوضات"،وقال: من فلسطين المحتلة، إن "المواقف الأميركية عموماً حاولت تلمس المطالب الفلسطينية، ولكن لا بد من إعلان حكومة نتنياهو الالتزام بها صراحة، ووجود ضمانات واضحة وملزمة بشأنها قبل العودة الفلسطينية إلى طاولة التفاوض"."الغد"