تنديد عربي ودولي بحادثة «الحرس الجمهوري» في القاهرة
جراءة نيوز -عربي دولي:
توالت ردود الفعل العربية والدولية على إطلاق النار على المعتصمين المؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي أمام دار الحرس الجمهوري للقوات المسلحة المصرية بالقاهرة فجر امس الذي راح ضحيته نحو 50 قتيلا ومئات الجرحى.
فقد قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في تغريدة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر «أدين بشدة باسم القيم الإنسانية الأساسية التي ندافع عنها المجزرة التي وقعت عند صلاة الفجر» في القاهرة. وأضاف «على الرغم من الاستفزازات، نتوقع من أخوتنا المصريين أن يحموا الديمقراطية والإرادة الحرة بكرامة».
واعتبر المسؤول التركي أن مصر هي «أمل المطالبة المتصاعدة بالديمقراطية في الشرق الأوسط»، مضيفا أن تركيا «ستبقى متضامنة مع الشعب المصري».
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية إن «دولة قطر تدين بشدة مثل هذه الأعمال المؤسفة التي تؤدي إلى إزهاق أرواح الأبرياء وزعزعة الأمن والاستقرار وترويع الآمنين، وإنه لا يمكن تحديد المسؤولية عن مثل هذه الأعمال باللجوء إلى إثارة الاشاعات والتحريض الإعلامي لتشويه صورة الآخر. كما تدعو إلى حماية المتظاهرين السلميين وحقهم في التعبير عن آرائهم ومواقفهم».
ودعت قطر إلى «نبذ العنف بأشكاله وصوره كافة والبحث عن مخرج سياسي وطني مشرف للأزمة في مصر يضمن للجميع حقوقهم السياسية والمدنية ويضمن حماية إنجازات ثورة 25 يناير». كما دعت في التصريح ذاته إلى «التحلي بضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر والتي تستدعي التآزر وتدعيم الوحدة الوطنية وإيجاد حلول سريعة بعد معالجة أي خلاف بينهم بالحوار».
واعتبرت إيران امس تدخل القوات المسلحة المصرية في الشؤون السياسية «غير مقبول». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إن «تدخل القوات المسلحة في الشؤون السياسية غير مقبول ويثير القلق»، مضيفا أن إيران «تدين مقتل أبرياء».
وعلى الصعيد الغربي أدان الاتحاد الأوروبي امس أعمال العنف الدامية التي تشهدها مصر، مبينا أنه يدرس مساعدته لمصر.
وأعرب المتحدث باسم منسقة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون عن «القلق الكبير» لدى الاتحاد الأوروبي بعد أعمال العنف الدامية صباح امس. وقال «ندين العنف ونأسف له ونطالب بمتابعة العملية السياسية بشكل سلمي». وأضاف «أننا ندرس بشكل متواصل مساعدتنا لمصر ويمكن أن نغير موقفنا تمشيا مع تطورات الوضع الميداني».
كما شجب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ ما حدث اليوم وقال «أُدين أعمال العنف التي أدت إلى مقتل المتظاهرين في مصر خلال الساعات الأولى من صباح امس، وهناك حاجة ماسة للهدوء وضبط النفس». ودعا السلطات المصرية إلى التحقيق بالحوادث التي أدت إلى تلك الوفيات، وضمان تقديم المسؤولين عنها للمساءلة أمام العدالة، مشدداً على ضرورة العودة السريعة للعمليات الديمقراطية في مصر، وقيام جميع أطراف الطيف السياسي بالعمل معاً من أجل المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد. وأضاف هيغ أن «الأمر متروك للشعب المصري لرسم الطريق إلى الأمام، ويجب أن يتضمن ذلك الإفراج عن القادة السياسيين والصحفيين، والعمل من أجل التوافق على الدستور والضوابط والتوازنات لنظام ديمقراطي يحترم حقوق جميع المواطنين في مصر».
بدروها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحادث، وقالت الحركة في بيان إنها تدين «المجزرة» التي راح ضحيتها «عشرات المدنيين من المصريين المسالمين فجر هذا اليوم، وتعبِّر عن ألمها وحزنها الشَّديدَين على سقوط هؤلاء الضحايا». ودعا البيان إلى «حقن دماء الشعب المصري العزيز»، وتوجهت الحركة «بالتعزية الخالصة لعائلات الضحايا متمنية الشفاء للجرحى».
كما حمّلت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي، مسؤولية إراقة الدماء امس أمام مقر الحرس الجمهوري. وقالت المنظمة إن «هجوم الجيش المصري بالرصاص الحي على المعتصمين السلميين أثناء تأديتهم لصلاة الفجر، تسبب في وقوع مجزرة مأساوية».
واتهمت وسائل إعلام محلية وخارجية «بتحريض الجيش والشرطة على القتل العلني وانتهاك الحريات العامة، والقيام بطريقة مفضوحة بتزوير الحقائق وتحويل المقتول إلى قاتل».