مصر وسيدنا يوسف

(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )صدق الله العظيم من منّا لا يعرف قصّة سيّدنا يوسف عليه السلام وما كان من إيمانه العظيم بالله وما كان من عزيز مصر وزوجته ودهاء النساء ومن كان لا يعرف القصّة فقد سمع عنها من خلال المسلسلات في شهر رمضان سابق

وما يجعلني اركّز على هذه السيرة من قصص الانبياء هو ما يحدث الان في مصر العزيزة من اتهامات واتهامات مضادّة ما بين جماعة اتخذت الدين طريقا للوصول للحكم وما بين اطراف مختلفة يجمعها اهداف مختلفة تتمحور في الاستحواذ على الحكم او مناكفة لجماعة الاخوان ويضاف لهذه الاهداف مجموعة سرِّيّة تعمل على إيقاد الشعلة بين الطرفين بل وتستعمل اسلحة للايقاع بين انصار الفريقين في الشارع ويضاف لكل اؤلئك الجيش والشرطة الذي نزل للشارع كما يبدوا ليس للوقوف على الحياد كما يقول بل لتحقيق هدف ما ......

وجميع الفرقاء في الشارع والمكاتب ارتكبوا اخطاء في حق الشعب المصري منذ ان تنحّى الرئيس السايق مبارك عن الحكم وهكذا الزعماء المصريّون الملك فاروق تنحّى منفيّا ومحمد نجيب مطرودا وجمال عبد الناصر ميتا وقد يكون مسموما وانور السادات مقتولا والان محمد مرسي معزولا فهل السدّة المصريّة فأل شرِّ على ممتطيها ام هل ان قنوات التفاهم بين الشعب والرئيس لها نهايات حزينة بحيث تكون الخسارة دائما على الطرفين الرئيس والشعب .

ومن الواضح ان الامور تتّجه نحو اتلتعقيد والتأزيم ويتضح ان دولا تسرّعت باتخاذ مواقف حيال الموقف في مصر بل وسارعت الولايات المتّحدة بوقف المساعدات وكأنها تقف مع الاخوان وكذلك اسرائيل انزعجت من موقف العسكر تجاه المشكلة وبذلك خسر المصريون المساعدات الماليّة واكتسبوا سمعة المناوئ للديموقراطيّة والمد الشعبي العربي نتيجة اغلاق معبر رفح مع فلسطين إضافة للخسائر البشريّة التي وقعت في الماسبيرو ومقابل جامعة القاهرة ورابعة العدوية وغيرها من اماكن الاحتكاك الجماهيري في محافظات كثيرة التي تلعب فيها الفوضى الخلاّقة الدور الاساسي .

وبدأ الحديث عن عدلي محمود منصور الذي خدمه الحظ ويقال عنه انه مسلم ومن السبتيين والذي حاز على لقب رئيس الجمهوريّة من العسكر وكان قد عيّنه حسني مبارك عضوا في المحكمة الدستوريّة العليا عام1992 .

وما زال الوضع غامضا في مصر ام الدنيا فاتباع الرئيس المعزول ما زالوا في ساحة رابعة العدويّة معتصمون حتّى يعود الرئيس مرسي للحكم بينما الرئيس الجديد جدّا يصدر قرارا بتعيين البرادعي مرّة نائب رئيس ومرّة رئيس وزراء واعجبي لبلد بنى اهله الاهرام والآن يصعب عليهم بناء رئاسة يتّفقون عليها .....

وكما كانت قصّة سيدنا يوسف في مصر وسيدنا يعقوب في ارض كنعان وما كان من عزيز مصر والذي كان بمثابة رئيس وزراء وزوجته ومحاولتها اغوائه وخبايا القصّة التي اوضحها القرآن الكريم وإذا نظرنا للوضع الحالي في ارض الكنانة والغموض الذي يحيط به وان الوضع الجديد جاء لينفّذ مخطّطا مجهولا والذي سارع باغلاق معبر رفح مما يعود بالتأثير المباشر على اهل غزّة تأثيرا سلبيّا كبيرا

وهنا يأتي دور الاسرائيليّين والامريكان ومواقف العرب المختلفة اي انّ الوضع قد ينزلق للاسوأ لا سمح الله وهذا يؤثِّر على الشعب العربي المصري خاصّة وانّ شهر رمضان المبارك على الابواب والوضع الاقتصادي صعب لدى الكثيرين من الشعب . يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : (( أنت تريد وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد )) ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾صدق الله العظيم