حمى الله مصــــر
حمـى الله مصــــر لسـت دفاعـا عن مرسـي شـخصيــا ، أو عن عمــوم الإخــوان في مصــر ، وأنا لي عتـب وحنــق شـديـديــن ، لأن تلك الفتـرة التي قضاها في الحكــم لم يفرحنــا كثيــرا ، بأن طـترد مثـلا السفير الإسـرائيلـي كما طــرد السفير السـوري ، ولم يعمل شـيئا من أجل عـدم التطبيــع ، وإلغاء اتفاقيــات كامـب ديفيــــد ، ولم يتغيــر الحصــار على غــزة ، بل ربما زاد وخاصـة بالعمل على خنقها بتدميـر الأنفاق دون أن يجــد بديـتلا عمليــا لذلــك .
ولكــن رأيـي في ما حـدث هو ما يمس الشـرعيــة وما تصـرف بــه الجيـش المصــري في هــذا الشـــان ، فطالما ان الجيش قادرا على إعتقال وعزل الرئيس المصري المنتخـب محمـد مرســي ، كـان بإمكانـه أن يلجـأ الى وسـيلة أخـرى ، وهو يعـرف أن ذاك هو الرئيس المنتخـب لأول مــرة في مصـــر ، بأن يجمـع كل القادة المعارضيــن والذين يقودون الثورة المضادة وهـم معروفـون أســما وتوجهــا ، ووضعهــم مع مرسـي في غرفــة واحــدة ، يراقـب همسـاتهــم وحركاتهــم ، ويعطيهــم الفرصـة والفتـرة الزمنيـة وليسـت بطويلــة ، كـي يتفقوا على حـل الخلاقات بينهــم ، وأن لا يخرجوا من الإجتماع ولو بعـد عـدة أيــام حتى يحقـقـوا ذلك ويرتاح الشعب المصري وتتحقـق مطالبهــم جميعـــا ، أما أن يصطـف الجيش المصري مع طـرف ضـد طرف آخـر
وقـد وقف مع من هو ضد الشرعيـة ، بعزل رئيس منـخـب وشرعي من الشعب ،فقـد أصبح غير حياديــا وغير عادل في الإجـراءات التي إتخــذها ، ولـو إنتظـر بعد جمعهــم وخروجهــم بلوعجـزهم عن إيجــاد وتحقيـق الإتفاق ، كان لديه عنـدئـذ المبرر باتخاذ الاجراءات المناسـبة ، ووجد الكثير من الشعب يتفهــم دوافعـــه ، ويصطف ويصفــــق لــــه . إن الجيش بتركيبتـه الديكتاتوريــة ، لن يستطيع أن يكون ديمقراطيــا ، ليحل المشكلة القائمــة في مصـــر
ولذلك لم يكـن موفقــا في عمــل لــن تتوقف حلقاتــه ، بل سـيكون نقطــة سـوداء في سـجل الجيـش المصـري ، الذي كان دائما ضـد التدخل والمساهمــة في قتل المواطنيـــن . كــان زعمـاء المعارضـة يأخـذوا على نظام الإخوان أنه يقمـع الحريـات ويصـادر الرأي الآخـر ، علما بأنه لم يكـمـم الأفـواه ، ولم يوقف حتى المحطات التي كانت تهاجــم وتستهـزأ من الرئيس مرســي شـخصيــا .
ولكـن بمجـرد عـزل الرئيس بـدأت حملـة منظمــة في إغـلاق المحطات المحسـوبة على الإخـوان ، واعتقال قياداتهــم ورمـوزهـــم . الأمل ما زال معقودا على الشرفاء في مصر من جميع الأطياف والمذاهب ، أن يتداركوا الأمور بسـرعـة قبل أن تتفاقـم أكثـر ، وتؤدي الى مالا يحمـد عقبــاه ، من إقتتال بين الأهــل لا قــدر الله ، بما يعـود ذلك بالضعـف والضرر على مصـر التي هي قلب الأمة العربيـة ، بل وعلى الدول العربيــة جميعــا وبــلا إسـتثنـــاء .