خطاب مرسي موجها لاخوان الاردن

خطاب الرئيس مرسي الذي حظي بمتابعة كبيرة وتأييد منقطع النظير من قبل أخوانه في الأردن ذكرنا بحالة الأمتداد الناصري أبان ستينيات القرن الماضي عندما كان عبد الناصر يلقي خطابات الوهم العربي عبر أثير القاهرة فيؤثر بالرأي العام الأردني وكان الناصريون في اليوم التالي يتباهون بترديده في صالوناتنا السياسية عن ظهر قلب وأعتباره مشعل هدى لعملهم التنظيمي ..

وحيث أصبح خطاب مرسي نبراسا لعمل قاعدة أخوانية عريضة لدينا وجزء من عقيدتهم السياسية فنطالبهم بأن يطبقوا ما ورد فيه حرفيا على الحالة الأردنية لأن التحديات التي أشار اليها أمير المؤمنين في خطوطها العريضة للوصف هي نفسها ومن كان خطاب وتوجيهات سيده ومولاه ملهمة لديه وأمرا ونهيا وله السمع والطاعة فأن ذلك يوجب على أخوان مرسي لدينا تطبيق ما ورد فيه بحذافيره ..

فلقد تحدث أمير المؤمنين عما قدمه من انجازات عظيمة نقلت مصر نقلة نوعية وطالب بالأبتعاد عن السلبية والنظر الى الجزء المليء من الكوب أما نحن في الأردن لن نزعم أننا أنجزنا الكثير ولن ندعي المثالية ونقول لقد تقدمنا خطوة واحدة فقط في مسيرة الألف ميل وعليه فنطالب أخوان مرسي لدينا أن يعترفوا بهذه الخطوة اليتيمة وأن يكفوا عن بخسنا أشياءنا ونطالبهم بوضع حد للسلبية ولثقافة النيل من الأنجاز ..

وتحدث أمير المؤمنين عن دور المعارضة في تعميق ثقافة التحريض على الدولة والنيل من مؤسساتها والتطاول على رموزها والتي تؤدي لزعزعة ثقة المواطن ببلده وتؤجج العنف والعنف المضاد من خلال خطاب الكراهية الذي يسود المجتمع وهذا بالضبط ما يمارسه تيار مرسي لدينا وعليه فنطالبهم بوقف التحريض الممنهج ووقف التطاول على رموز الدولة والتوقف عن تأجيج العنف المجتمعي من خلال خطاب الكراهية الذي لا يتقنوا غيره بقيادة نائب المراقب العام زكي رشيد ..

وتحدث أمير المؤمنين عن الوقوف بحزم في وجه عمليات البلطجة والأعتداء على المال العام والخاص وتمكين هيبة الدولة بترسيخ سيادة حكم القانون والأيمان بالشرعية والأحتكام لها من خلال مؤسسات الدولة الدستورية وأطلاق يد الاجهزة الأمنية بصلاحيات واسعة لصون وحماية البلاد ودعمها في القيام بواجباتها الدستورية والقانونية بما لها من ولاية عامة في حماية الوطن ونحن لا نزيد على ذلك بكلمة واحدة ونطالب أخوان مرسي لدينا بدعم هذا التوجه أردنيا فالحرية كما يقول الزعيم لا تعني الأنفلات وتجاوز القانون وعلى أخوان مرسي في الأردن تدراك بوادر نشوء الخلايا والتنظيمات المسلحة في صفوف شبابهم وأرهاصات خروجهم المسلح على الدولة بأعتباره لا يقل بلطجة عما هو في أم الدنيا ..

تحدث أمير المؤمنين عما تسبب به الحراك المعارض للأخونة منذ عام كامل في فترة حكمه من خسائر أقتصادية هائلة لمصر وقدم أرقاما لعدد الفعاليات الأحتجاجية وقال هذا يكفي وطالب الناس باعطائه الفرصة للعمل والتقدم نحو الأمام ، أما نحن في الأردن فأذا ما قارنا أرقام الفعاليات الأحتجاجية بعدد السكان فأننا نتقدم على مصر أحتجاجيا بنسبة ( 35 % ) وعليه وحيث أن الأردن في كرب أقتصادي فنحن نطالب أخوان مرسي في الأردن أن يطيعوا ولي أمرهم ولا نقول سوى ما قاله أمير المؤمنين ( هذا يكفي ) ..

ما ينتقده أخوان مصر من ممارسات وسياسات من قبل معارضيهم هي نفسها لا غيرها يقوم تيار مرسي في الأردن بتطبيقها علينا والحاق الضرر بالمجوع العام للشعب وعليه فنطالب بتوحيد الخطاب والسلوك السياسي للتنظيم فلا يجوز أن نرى حالة فصام مسلكي وتبعية تنظيمية في نفس الوقت وأخيرا نقول مهما ارتفعت سقوفكم وجعجعت حناجركم وبدت البغضاء من افواهكم وبلغت عنان السماء فأن الأردن لن يرضخ لأي تحركات وفوضى وضغط بالداخل لتنفيذ خطط لم يكتبها الحبر الاردني وعلى رأسها الأنخراط في تيار العسكرة وتمرير قرارات عبر الاردن لسفك دماء السوريين ..