سيناريو الأزمة السورية في الأيام القادمة
سيناريو الأزمة السورية في الأيام القادمة محمد سليمان الخوالده تتسارع الأحداث على صعيد الملف السوري فارتفاع وتيرة التصريحات الأمريكية والتحركات الدبلوماسية وحتى العسكرية على مستوى الدول الغربية وبعض الدول العربيه ،دليل على دخول الملف السوري في مرحلة خطيرة ،وبقراءة متأنية للتصريحات التي رشحت عن إدارة الرئيس أوباما خلال الأيام القليلة ، حيث أشارت إلى أن النظام السوري استخدم اسلحة كيماوية من طراز غاز ‘السارين’ القاتل ضد خصومه في دمشق وحلب، وأكدت على انه اخترق بذلك ‘الخط الاحمر
وتردد الشيء نفسه كل من بريطانيا وفرنسا ، مع إعلان أمريكي عن إرسال أسلحة ودراسة إقامة منطقة حظر جوي في مناطق معينة فوق الأراضي السوريه ، وعليه نستطيع أن نقول أن ملامح التطورات على الساحة السوريه سوف تأخذ الإشكال التالية : أولا: استمرار استنزاف قوى حزب الله اللبناني والنظام السوري
وتنظيم جبهة النصرة من خلال المواجهة الدمويه الحاصلة بينهما تحت عناوين طائفية يمكنها أن تدوم طويلا ، ظهرت ملامحها بقوة في معركة القصير التي منيت فيها جبهة النصرة بهزيمة ، تبعها تحشيد حزب الله لقواته لمواجهات أكبر في معظم محافظات سوريا وربما تمتد آثارها الى المنطقة كاملة
وفي هذا السياق يمكن تفسير التسهيلات التي قدمتها دول مثل الأردن ودول الخليج وتركيا ولبنان للجهاديين والسلفيين في بداية الأزمة السورية عبر تمكينهم من الدخول للأراضي السورية ، التي جاءت بهدف نصب (فخ) تكتيكي لدفع جبهة النصرة إلى مواجهة (دموية) مع حزب الله اللبناني بهدف إضعاف الطرفين ،وهو ما أشارت اليه مؤخرا تقارير إستخبارية ألمانية تحت عنوان "الظروف والإعتبارات التي دفعت حزب إلله للمجازفة بالدخول على خطوط المواجهة المستعرة في سوريا".
ثانيا: من المتوقع أن تقوم الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق وقطع العلاقات مع النظام السورى، فهاهي مصر الكبرى أعلنت رسميا على لسان رئيسها ( الرئيس مرسي) سحب طاقم السفارة المصرية فى دمشق، وإغلاق مقر السفارة السورية بالقاهرة، ومثل هذا القرار يمهد الطريق لزيادة التدخلات الاجنية ويعتبر دعما للموقف الأميركي والغربي عموما بنظر البعض في مواجهة الموقف الروسي .
ثالثا : صدور قرار من الجامعة العربية بضرورة إنشاء منطقة حظر جوي فوق مناطق محددة في سوريا وهو ما يعطي الولايات المتحدة الأمريكية المبرر لتنفيذ مخططها بإقامة منطقة حظر جوي بعمق 40 كيلومترا داخــــل الأراضي الســـورية (جنوب سوريا) ، حيث من المتوقع ان تتولى فرضها وحمايتها الطائرات الأمريكية من طراز (اف 16) والفرنسية (يورو فايتر) والبريطانية (هارير) التي شاركت بفاعلية في مناورات الاسد المتأهب ، لتأمين دخول قوات معارضة سورية تم تدريبها في معسكرات في دول مجاورة لسوريا على ايدي خبراء أمريكيين وبريطانيين، وتزويدها بصواريخ مضادة للطائرات وأخرى للدبابات لفرض الحظر الجوي فوق هذه المنطقة، وهذه القوات المنتقاه تكون سورية 100% وتحمل علم الجيش الحر استعدادا للقيام بالمهام المطلوبة .
حقيقة هناك هدفان أساسيان من إقامة هذه المنطقة العازلة في جنوب سورية وبمحاذاة هضبة الجولان : 1. ايجاد منطقة آمنة يسيطر عليها الجيش السوري الحر، وتكون مقرا للحكومة السورية المؤقتة ، قادرة على استيعاب مزيدا من اللاجئين السورين وحاضنة للمنشقين عن الجيش السوري النظامي الذين من المتوقع أن تتزايد أعدادهم بشكل لافت.
2.منع الجماعات الجهادية الإسلامية من الوصول الى الحدود مع فلسطين المحتلة، ومن شن هجمات صاروخية او استشهادية ضد اهداف اسرائيلية ، مع مراعاة أن الجماعات الجهادية سوف تستنزف قواها في المواجهة الدموية مع حزب الله اللبناني ، بعدما قامت جهات معينة بإقناع اسرائيل وامريكا بان الجماعات الجهادية هي الاكثر بلاء في مواجهة النظام السوري وحزب الله اللبناني، ومن الخطأ مواجهتها في الوقت الراهن
وفي مرحلة لاحقه بعد سقوط النظام السوري يتم مواجهتا بتشكيل ما يسمى الصحوات لمطاردة بقايا تنظيم القاعدة ،بعدما تكون قاعدة حزب الله الشعبية قد تآكلت واستنزفت قواه العسكريه لينسحب من سوريا ويتحول الى حزب سياسي مدني خالص ، وخصوصا بعد تمخضت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عن فوز رئيس إصلاحي معتدل (روحاني)، دائما ماكان يدعو إلى حوار مع الخارج، كالحوار الذي أداره روحاني مع الغرب في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي قبل عشرسنوات
ففي أول تعليق له على نتائج الانتخابات امتدح روحاني «انتصار الاعتدال على التطرف» وهو ما يعطي اشارة واضحة على احتمال قبوله بتسويات مع أمريكيا والغرب حتى لوكانت على حساب حلفاء ايران السابقين كالنظام السوري وحزب الله ، ننتظر الأيام القادمة فهي القادرة على كشف كامل خيوط المؤامرة على شعوبنا العربية والإسلامية .... اللهم أحفظ شعوبنا العربية من كيد المتآمرين ....اللهم آمين