حقنا للدماء؟؟

يـدعـي بأنـه يقاتـل مع النظام السـوري لأن لـه ديـنــا في عنقــه ، يـريـد أن يسـدده الآن حيــث وقــف النظام معــه منـــذ إنطلاق الحزب وفي جميــع الحـروب التي خاضهــا مع الكيان الصهيونــي ، بغض النظــر إن كان فيهــا منهـزمــا أو منتصــرا .

ونحن نتسـائل إن كان النظام قـد وقف معه ، هـل كان الشعب السـوري واقفا مع الصهاينـة ؟ أليس الشعب السوري بكامل عناصـره كان يحتضنــه ، ويقاســمه المعاناة ويمده بأسـباب القوة من موارده الماليــة والاقتصاديــة ، ومن ســلاح قواتــه التي ثمنهــا من مـال الشــعـب ؟

إن التعاطــف وحتى التفاخــر التي كان يستمــده حزب الله من الشعوب العربيــة في كل مكان ، قــد خفــت وربما تلاشــى في معظمــه ، ولم يبقى الا من قلــة تديــن لهم بالولاء لأســباب حزبيــة أو طائفيــة ، أو لأوهــام أخــرى ما زالــوا متعلقيــن بهـــا ، خاصــة بعــد معركــة النصيــر والتي قتـل فيهــا الأطفال والنســاء من أبنائها على أيــدي قوات النظــام وحـزب الله والذيـــن هــم أنفســهم قــد وقفوا واحتضنوا مقاتلي حزب الله خاصـة في آخر معركــة مع الصهاينــة في عام 2006 ، والتي احتفل الحـزب وأنصــاره في الضاحيــة الجنوبيــة من لبنــان على دمائهــم ووزعــو الحلوى بدعوى الإنتصــار ، والذي كان انتصــارا تعمــد بدماء المدنييــن الأبـريــأء .

إن التعاطــف السـابـق مع الحـزب كان مرده لأنــه قد قاتل العدو الصهيوني في عــدة معارك ، وأطلق الصواريــخ داخل الكيان الصهيوني ، ووقــف الى جانب بعض المنظمات الفلسـطينيــة التي تقاتل الصهاينـــة .

أمــا اليــوم وحـزب الله قــد أعلنها بصـراحــة وعلى لســان قياداتــه وخاصــة الأمين العــام للحــزب ، بأنه قــد تأخــر في دخـول الحـرب وسـيبقى يقاتل الى جانــب النظام ضــد معارضيـــه ، ضاربــا التقديــر والاحترام الذي كان يكنه له الشعب العربي عـرض الحـائــط .

إن الخـوف اليـوم أن يكـون رد الفعــل من المعارضــة والمتعاطفيــن معهــا بنفس الفعـل أو أكثــر ، وعندئــذ يزداد القتال شـراســة ، والخسـائر الماديــة والبشــريــة تزداد من كلا الطرفيــن ، ولا يخــدم ذلك الا الصهاينــة والمتربصيــن بالأمة العربيــة الســوء .

إن الحكمة اليوم أن يتنادى المخلصيــن في هذه الأمــة ويعملوا من أجــل تصويــب الأوضاع وحقــن الدمــاء ، والعمل على تسـويـة المشكلة’ السـوريــة بالطرق السلميــة التي تحفظ وحدة الشعـــب والوطـــن ، وتســود الحريــة والديمقراطيــة والعدالــة بيــن الشـعــب الســوري دون إسـتثنــاء وتمييــــز، ويعــود المهجريـــن الى أراضيهــم معـززيـــن مكـرميــــن