الايرانيون يدلون بأصواتهم لانتخاب رئيس خلفا لاحمدي نجاد
جراءة نيوز -عربي دولي:
شهدت ايران امس انتخابات رئاسية يطمح الاصلاحيون الملتفون حول مرشح وحيد الى الفوز فيها على المحافظين المنقسمين، بعد اربع سنوات على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد وما واكب ذلك من احتجاجات وجدل.
وكان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي الذي دعا الى مشاركة كثيفة بدون ان يبدي دعمه علنا لاي من المرشحين، من أوائل الذين ادلوا باصواتهم بعيد فتح مراكز الاقتراع، بحسب مشاهد عرضها التلفزيون. وقال خامنئي بعدما ادلى بصوته «ليشارك الشعب لان الامر يتعلق بمستقبل البلاد» مضيفا «انصح الجميع بالتصويت وبالتصويت منذ ساعات النهار الاولى».
واوضح خامنئي ان «ازدهار البلاد وسعادتها يتوقفان على اختياركم الشخص الصالح ومشاركتكم في الانتخابات» مؤكدا ان «الاعداء يحاولون ردع الناخبين عن التصويت واحباط عزيمتهم». لكن المقرر الخاص للامم المتحدة لحقوق الانسان في ايران احمد شهيد رأى ان المناخ السياسي لا يسمح بوصف الاقتراع «بالحر والعادل» بينما دانت واشنطن «غياب الشفافية» واستبعدت «تغييرا» في هذا البلد.
ودعي اكثر من 50,5 مليون ناخب الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس لاربع سنوات خلفا لمحمود احمدي نجاد الذي يحظر عليه الدستور الترشح لولاية ثالثة على التوالي. وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها امس لكن وزير الداخلية مصطفى محمد نجار اعلن ان الاقتراع سيمدد نظرا للاقبال الكبير للناخبين. وقال صحافيون في طهران ان المشاركة تبدو مرتفعة نسبيا في العاصمة وان كانت اقل من 2009.
وعند مدخل مسجد في ساحة تجريش، اصطف حوالى مئتي شخص في صفين مختلفين للرجال والنساء تحت الشمس. لكن الصحافيين ذكروا ان المشاركة تبدو اقل في اماكن اخرى. وعبر الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني المؤيد للمرشح الاصلاحي حسن روحاني عن الامل ان تؤدي الانتخابات الرئاسية الى مزيد من «التلاحم» الوطني لمواجهة «المخاطر الداخلية والخارجية». وقال بعد الادلاء بصوته في مسجد جمران في شمال طهران «ينبغي تجنب الخلافات وهي سموم»، بحسب ما نقلت عنه وسائل الاعلام المحلية.
وكان رفسنجاني دعا الى التصويت لحسن روحاني (64 عاما)، رجل الدين المعتدل الذي يتنافس بشكل اساسي مع ثلاثة مرشحين محافظين هم وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي. ودعا روحاني الذي اقترع في جنوب طهران الى تعبئة الناخبين. وقال «لا تفكروا انكم ان امتنعتم عن الانتخاب فستحلون اي مشكلة. انه مستقبل الامة. من بين المرشحين، اختاروا من يستطيع على الاقل تلبية الحد الادنى من مطالب الشعب».
من جهته، طلب قاليباف من جميع المرشحين «احترام اصوات الناخبين» مؤكدا انه يريد «اجراء تغييرات مهمة» في حال انتخابه. اما اكبر ولايتي فطلب «من جميع الايرانيين التصويت لان اصواتهم تجديد لدعمهم للجمهورية الاسلامية». وتوقع محمد رضا عارف الذي انسحب لمصلحة روحاني «مشاركة بنسبة 70%» بعد الادلاء بصوته في مسجد ارشاد الذي يعتبر مركزا للاصلاحيين في وسط العاصمة. وقال «اعتقد انه سيتم تنظيم دورة ثانية» بحسب وكالة الانباء مهر.
اما رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام اية الله احمد جنتي الذي يشرف على الانتخابات، فقال ان الناخبين عند التصويت «يقحمون اصبعا في عيون الاعداء» مؤكدا انه «يراقب انتظام الاستحقاق» بحسب وسائل الاعلام. من جانبه، اكد جليلي ضرورة «احترام الرئيس الذي سيختاره الشعب ومساعدته في مهمته»، كما ذكرت وكالة الانباء الطلابية.
وفي حال لم يحصل اي من المرشحين على 50,1% من الاصوات فان دورة ثانية ستنظم في 21 حزيران الجاري. ومن المتوقع بدء صدور النتائج اعتبارا من اليوم السبت.