اضراب في النقب احتجاجا على مخطط لهدم 45 قرية عربية
جراءة نيوز - عربي دولي:
عم اضراب شامل امس كل المؤسسات والمرافق الحيوية والمدارس بالنقب جنوب فلسطين المحتلة احتجاجا على مخطط استيطاني يقضي بهدم عشرات القرى وتهجير آلاف السكان العرب داخل النقب. وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الاراضي المحتلة عام 48 محمد زيدان في بيان صحفي إن مظاهرة ضخمة انطلقت صباح امس شارك فيها عشرات الآلاف من الداخل المحتل احتجاجا على المخطط الاستيطاني «برافر- بيغن» الذي يقضي باقتلاع عشرات القرى وتهجير عشرات الآلاف من السكان العرب من النقب المحتل. وأضاف «ان هذه المسيرة تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي أعلنت عنها لجنة التوجيه في النقب لإظهار اعتراضنا على هذا المخطط»، مؤكدا أننا سنبقى في هذه الأرض مهما كلف الثمن».
وذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان المحتجين حملوا الاعلام الفلسطينية ورايات الحركة الاسلامية في اسرائيل وهتفوا «بالروح بالدم نفديك يا نقب».
وكانت لجنة توجيه عرب النقب قد دعت لإضراب شامل في النقب. وذكرت الاذاعة ان 85 الف طفل بدوي تغيبوا عن المدرسة أمس في اطار اضراب عام، مشيرة الى ان اعدادا كبيرة من النساء والاطفال شاركوا في المسيرة. وشارك في التظاهرة اعضاء كنيست عرب ورئيس لجنة المتابعة العربية.
وكانت اللجنة الوزارية الاسرائيلية لشؤون التشريع وافقت الشهر الماضي على خطة برافر التي تقضي بمصادرة نحو 860 الف دونم من اراضي النقب وازالة نحو 45 قرية ومن اجل تنفيذ نقل سكاني للبدو في النقب على ان ترصد الحكومة ميزانيات خاصة له. وستطرح الخطة بعد عشرة ايام على الكنيست للموافقة عليها بالقراءة الاولى والثانية والثالثة قبل ان يصبح قانونا.
وفي حديث للاذاعة، علق وزير الاسكان الاسرائيلي اوري اريئيل من حزب البيت اليهودي على المظاهرة بقوله «كل من يرفع علما فلسطينيا ويعتبر نفسه فلسطينيا فليرحل الى نابلس ويقيم فيها منذ الليلة»، مشيرا «الى أنه ملتزم بإيجاد حل لقضية توطين البدو وسيجتمع مع قادتهم اليوم».
ومن جهته قال الامين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبدالفتاح «جاءت التظاهرة مع اقتراب موعد بحث مشروع برافر لتقديمه كمشروع للتصويت عليه في الكنيست». واضاف «انطلقت المظاهرة من السوق المركزي في بئر السبع ووصلت حتى االساحة المركزية للمدينة عند مبان الحكومة لمسنا الغضب عند الاف الشباب المتظاهرين وواضح ان الامور تسخن في النقب». واوضح عوض عبد الفتاح «كان من المفروض ان يجري التصويت على الخطة بعد اسبوع، لكن التصويت اجل لان هناك خلافا داخل الائتلاف الحكومي، فهناك اطراف في الائتلاف غير موافقة على الخطة لانها تعتبر كمية مصادرة الاراضي غير كافية وقليلة».
إلى ذلك، تنوي اسرائيل بناء مئات البؤر الاستيطانية في شمال الضفة الغربية. واكدت صحيفة جيروزاليم بوست ان مخططات لبناء 538 بؤرة سكنية استيطانية اضافية في ايتامار وتشريع 137 بؤرة مبنية قدمت لسلطات التخطيط المدني المحلية هذا الاسبوع.
من جهتها، تحدثت صحيفة هآرتس عن 537 بؤرة استيطانية جديدة واحتمال تشريع 130 بؤرة اخرى. وببناء هذه البؤر السكنية الجديدة يتسع حجم مستوطنة ايتامار المعزولة والمتواضعة نسبيا في جنوب شرق نابلس والمحاطة بقرى فلسطينية، بمقدار خمس مرات.
وقالت جيروزاليم بوست انه ستتم دراسة بناء 550 بؤرة في برونشين المستوطنة العشوائية التي منحت ترخيصا بمفعول رجعي في نيسان 2012.
ويطالب الفلسطينيون بوقف البناء الاستيطاني لاستئناف مفاوضات السلام بينما ترفض اسرائيل كل شرط مسبق لخطوة كهذه.
ونددت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس بإقرار الحكومة الإسرائيلية خططا جديدة للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية. وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن الخطط الإسرائيلية الجديدة «مدانة ومرفوضة فلسطينيا وتعبر عن سياسات تكريس الاحتلال وتدمير فرص تحقيق السلام». وأضاف مجدلاني أن الخطط الجديدة «ضربة مقصودة من قبل إسرائيل لتدمير الجهود الأمريكية الساعية لاستئناف عملية السلام وتأكيد أن إسرائيل غير معنية بالانخراط في العملية السلمية». كما دعت حماس، السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ مواقف «جريئة» ضد الاستيطان، وعدم الانجرار وراء ما وصفته «السلام الاقتصادي المزعوم» الذي تروج له الإدارة الأمريكية. وطالبت الحركة في بيان صحفي المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عمليات التهويد والاستيطان في الضفة الغربية والقدس.
واعتبر امين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس حنا عيسى، قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع مستوطنة «ايتمار» جريمة جديدة بحق الأرض الفلسطينية. واشار في بيان صحافي الى ان هذه المخططات تعتبر تكملة لمخططات ومشاريع إسرائيلية تستهدف بالأساس تكريس النظام العنصري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة من جانب أول وإعاقة إقامة دولة فلسطينية مستقلة مترابطة جغرافيا من جانب ثاني وتدميرا لأية جهود لاستئناف عملية التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من جانب ثالث وفرض سياسة الحلول الانفرادية الإسرائيلية من جانب رابع.
من ناحية ثانية، قصفت قوات الاحتلال امس بالرشاشات الثقيلة منازل واراضي بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. الى ذلك اكد تقرير حقوقي فلسطيني ان قوات الاحتلال تواصل اقتراف المزيد من جرائم حربها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن استمرارها في فرض حصارها الجائر على قطاع غزة منذ نحو سبع سنوات. واعتقلت قوات الاحتلال امس 9 فلسطينيين في مدن الضفة الغربية.