فتاوي شرعية تحض على القتال ليس في محلها !!!

منـــذ الحـرب الدائرة في سـوريــا ، ونحــن نطالــع ونسـتمــع الــى فتــاوي من هذا أو ذاك تحرض على القتــال مع هذه الجهــة التي يمثلهــا النظـــام ، او مع تلــك الجهـــة التي تمثلهــــا المعارضـــة . ولم تكن لتلك الفتــاوي أي إهتمام أو تأثيــر يـذكــر، حتى أصبحــت في وقتـنــا هــذا تصــدر عن شــيوخ معروفيـــن ، لهم كلمتهــم واحترامهــــم ، تلاقــي إسـتحسـانــا وأحيانــا تجاوبـــا مع البعـض خاصــة كلمــا مالــت تلك الفتــاوي الى جهــة المناصــريـن لهـــا

 وفي نفس الوقــت تلاقــي إسـتهجـانــا واســتنكــارا من أكثـــر المسـلميــــــن لما تنطــوي عليــه من تأجيـــج الفتنــة ودعــوة لســفــك دماء المسـلميـــن .

غضــب المسـلمـون والعرب بالذات عندما أسـقط العرب الجهــاد في سـبيــل الله من قاموسـهــم في أحــد مؤتمــرات القمــة التي عقــدوهــا ، والتي جاءت ارضاء للصهاينــة وأمريكــا , وانسـجاما مع المشـاريع والاتفاقيــات التي عقــدت بين بعـض الدول العربيـــة واسـرائيــــل .

ولم يفرح احــد عندما جاءت الفتــاوي من أجل ارضــاء أطــراف أو جهـات ، لأن الفتــاوي جاءت تشـجيعا للقتل على إرض ســوريــا ، ولم تـأت من أجل فلسـطين ونصرتهــا والتي احتلــت من الصهاينة منذ عشـرات الســنيـــن , ولا من أجـل المسـجد الأقصــى الذي هو أول القبلتيـــن ، وثالــث الحـرميـــن . إن كل دعوة للجهاد تأتي في الوقــت الحاضــر ليســت من أجـل فلسـطين هي دعوات مشبوهــة ، لأنها هي الأولى والأحق ، وليست تحريضا على القتل بين المسلمين الذي حرمــه الله ورســولــه .

ان دينـنــا الإسـلامي السـمح قــد نهى عن الإقتتال بين المسـلميــن ، بل حـض أن يعمل المسلمون على الإصلاح ما بينهم ، أو أن يكون وقوفهــم الى جانب الفئة المستضعفة والمعتدى عليها ضد الفئــة الباغيــة والمعتديــة , خاصة وان الرسـول صلى الله عليه وسلم) قد قــال : "لا ترجعــوا بعــدي كفــارا يضــرب بعضكم رقــاب بعــض" .

حــان الوقــت وقد بلغ السيل الزبى ، وازداد القتل والتهجير بين أبناء الشعب السوري الواحــد ، أن يتنادى العرب والمسلمون لنصرة إخوانهم في إيقِــاف حمام الــدم المتواصل ، وإيقــاف الفتنــة عند حــدها وعــدم السماح لأي جهــة كانـت عربيـــة أو أجنبيــة ان تتدخــل في الشــــأن الســوري، واحتــواء الوضــع قبــل أن يتفاقــم أكثــر ويصل مداه لا قــدر الله الى الدول المجــاورة .