"تهديدات" السفير السوري للأردن أمام "النواب" اليوم
جراءة نيوز - اخبار الاردن :
من المتوقع أن يناقش بند ما يستجد من أعمال، خلال جلسة رقابية يعقدها مجلس النواب اليوم، ما جرى من سجالات بين رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية النيابية النائب بسام المناصير والسفير السوري لدى عمان بهجت سليمان،وفيما تستبق "الدولية النيابية" اجتماع مجلس النواب، الذي يعقد جلسته عند الرابعة من مساء اليوم، وتتضمن 34 سؤالا نيابيا وردود الحكومة عليها، باجتماع لمناقشة ما جرى من سجال بين سليمان والمناصير، تعقد كتلة الوفاق اجتماعا لمناقشة هذا الموضوع أيضا.
وكان سجال لفظي بين سليمان والمناصير جرى اليومين الماضيين، على خلفية تعليق نشره الأول على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، انتقد فيه نشر صواريخ "باتريوت" على الحدود الأردنية السورية، قائلا إن لدى سورية صواريخ مضادة للباتريوت، ما اعتبر تهديدا مبطنا للأردن،هذا الكلام دفع المناصير، بصفته رئيسا لـ"الدولية النيابية"، للرد على السفير السوري، عبر تصريحات صحفية، مطالبا بـ"طرده لوقاحته".
وعاد سليمان لشن هجوم لاذع على المناصير، أطلق فيه عليه لقب "سيناتور"، وقال "حين يتسلم أمثال السيناتور المناصير مقاليد الأمور في الأردن فإنه يصبح من الوقاحة بقاء السفير السوري في عمان"،هذا السجال أدى لتدخل من قبل وزارة الخارجية، وذلك عبر رسالة أرسلها وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة للسفير سليمان، اعتبرت بمثابة إنذار نهائي وتحذير له.
واعتبرت "الخارجية" أن السفير سليمان "تجاوز كل الأعراف والممارسات الدبلوماسية، من خلال تصرفاته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة وتصريحاته المرفوضة والمدانة، ومن على الأراضي الأردنية التي يفترض أنه يمثل سياسة بلاده فيها"،وأكد جودة أن أي "تصرف قادم يصدر في هذا الإطار من قبل السفير سينتج عنه فوراً اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية، حسب الأعراف والممارسات المتبعة، بما في ذلك اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه على الأراضي الأردنية"،التوقعات، وفق ما صرح به المناصير، الذي أعد العدة لفتح الموضوع في جلسة النواب اليوم، بأن ينتقل السجال إلى اللجنة التي يرأسها المناصير.
وجهات النظر داخل اللجنة، متباينة، فمقررها النائب طلال الشريف يعتقد أن الأردن، الذي اتخذ سياسة النأي بالنفس، عما يحدث في سورية طوال عامين ونصف العام، عليه الاستمرار في هذه السياسة،وقال الشريف، لـ"الغد"، إن سياسة النأي بالنفس "لا تعني أن يتم التساهل مع كرامة الأردن، كدولة، والأردنيين كأفراد"، لافتا إلى أن اجتماع اليوم "سيناقش تصريحات سليمان من كافة جوانبها، وسيكون القرار الذي سيتم التوصل فيه مراعيا لمصالح الأردن العليا، وعلى المستويات كافة".
بدوره، دعا عضو اللجنة النائب حسن عبيدات إلى اتباع "الدبلوماسية الهادئة" لإنهاء هذا السجال، قائلا "إننا نرى أن الدبلوماسية الهادئة التي تحرص على مصالح الشعبين، هي الطريق الأنسب لحل أي إشكالات قائمة، أو تقوم مستقبلا، بين الدولتين الشقيقتين"،وقال، في تصريح صحفي أمس، إن المنطقة دخلت منذ بداية الأحداث في سورية، "منعطفا حادا عكس نفسه على الواقع، وفرض متغيرات ومستجدات على علاقات دول وشعوب المنطقة، وساهم في تأجيج الأزمة وتصاعدها، تدخل قوى خارجية وقرارات الجامعة العربية بعزل سورية وتجميد عضويتها وفرض حصار شامل على شعبها".
وأضاف "وقف الأردن موقفا متحفظا من هذه الإجراءات، وأبقى على علاقاته الدبلوماسية مع سورية، كما أبقى على حدوده المفتوحة، وظل على موقف ثابت ورؤية واضحة، برفض التدخل الخارجي، والتأكيد على الحوار بين الأطراف السورية، الذي يؤدي إلى ضمان وحدة سورية، ويحقق مصالح شعبها بكافة أطيافه ومكوناته"،وتابع "ظل الأردن على هذا الموقف الواضح برغم ما تعرض له من ضغوط، لأنه ينظر إلى مصالحه الكبيرة مع سورية أولا، فنأى بنفسه بشكل إيجابي عن مجريات الأزمة السورية، وساهم بإمكانياته بالدعوة للحل السياسي للانتقال بسورية إلى نظام سياسي يحقق طموحات ورغبات شعبها".
وأوضح عبيدات "ولكن، مع تصاعد الأحداث، وهجرة أعداد كبيرة من الشعب السوري للأردن وانعكاسات ذلك على الأردن اقتصاديا واجتماعيا، بدأ المسؤولون الأردنيون يصرحون بضرورة تحرك المجتمع الدولي لمساعدة الأردن لتحمل التبعات الاقتصادية الناجمة عن هجرة المواطنين من سورية"،وزاد "بالمقابل راحت بعض الأطراف الخارجية تضغط لتغيير الموقف الأردني من الأزمة باتجاه متصاعد لتنفيذ أجنداتها في التدخل المباشر بالأحداث والمتمثل في تسهيل وتمرير المسلحين والسلاح" على حد زعمه.
وقال إن "استقرار الأردن وتوفير أمن المواطن هو مهمة وطنية، تقع على عاتق الجميع، مسؤولين ومواطنين، وأصبح واضحا الآن أن معظم الأردنيين مهتمون ومتألمون لما يجري في سورية، ويأملون أن يبقى الموقف الرسمي منسجما مع مشاعرهم وتطلعاتهم، لأن هذه المرحلة ستنتهي بسلبياتها، ولكن سيبقى الأردن وسورية جزءا من جغرافية المنطقة، ومصير شعبيهما مشترك في السراء والضراء".
من جانبه، قال النائب المناصير ان مجلس النواب "من المؤكد سيناقش ما جرى من تصريحات وتهديدات السفير السوري في اجتماع اليوم"، لافتا الى انه من "الواجب أن يقدم السفير اعتذاره، عما بدر منه، او ان يطرد"،ودخلت كتلة الوفاق، التي ينتمي إليها المناصير، على خط السجال، حيث ستعقد اجتماعا عند الثانية عشرة من ظهر اليوم، لمناقشة هذه القضية، وفق الناطق الإعلامي باسم الكتلة النائب هايل الدعجة."الغد-جهاد المنسي"