«الصحة العالمية» تحذر من زيادة خطر الأوبئة في سورية ودول الجوار
جراءة نيوز -عربي دولي:
عبَّرت منظمة الصحة العالمية عن بالغ قلقها إزاء تزايد حالات الأمراض السارية داخل سوريا وبين النازحين السوريّين في الدول المجاورة، وحذَّرت من أن عدم وجود تدابير الوقاية والمكافحة ستترتَّب عليه أخطار محتملة لتفشي الأمراض.
وقال المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في بيان اصدره أمس وحصلت وكالة الانباء الاردنية (بترا) على نسخة منه «تعطل النظام الصحي في سوريا بشدة على مدى العامين الماضيين، وأصبحت 35 بالمئة على الأقل من المستشفيات العامة في البلاد خارج الخدمة، وفي بعض المحافظات، واضطر ما يصل إلى 70 بالمئة من القوى العاملة الصحية إلى ترك مواقع عملهم، ما أدَّى إلى نقص حاد في العاملين الصحيين المؤهلين، وعدم توافر خدمات الرعاية الصحية للمحتاجين لها».
وقال مدير إدارة الأمراض السارية في المكتب الإقليمي للمنظمة د. جواد محجور في البيان «ان كل عوامل الخطر التي تعزّز انتقال الأمراض السارية في حالات الطوارئ موجودة في الأزمة الراهنة في سوريا والدول المجاورة لها».
واشار الى ان المنظمة تلقت منذ العام 2012 تقارير عن زيادة حالات الليشمانيا الجلدية (مرض يصاب به الإنسان عن طريق لدغات ذبابة الرمل )في سوريا، وهو متوطّن بشدة في أجزاء من البلاد، بخاصةً في حلب بيد انه نظراً لحركة النزوح الداخلية ومحدودية فرص حصول المرضى على الرعاية الصحية، فقد أُبلغَت المنظمة عن وقوع عدد متزايد من الحالات بين النازحين داخلياً في محافظة طرطوس، اذ لم يكن المرض موجوداً هناك من قبل.
وقال البيان «انه مع عبور آلاف السوريين الحدود في كل يوم، تنتقل الأمراض التي كانت تنتشر داخل سوريا إلى الدول المجاورة اذ تم الإبلاغ عن حدوث داء الليشمانيات الجلدي والحصبة والسل بين النازحين السوريين في الأردن، ولبنان، والعراق وتركيا».
إلى ذلك، واصلت أعداد اللاجئين السوريين الى المملكة ارتفاعها حيث سجلت الاجهزة المعنية دخول 756 لاجئا سوريا يوم امس بينهم ستة جرحى أصيبوا في أثناء اجتيازهم الشيك بأعيرة نارية وشظايا وتم نقلهم إلى المستشفيات الحكومية في المفرق والرمثا لتلقي الإسعافات والعلاجات اللازمة، بحسب الناطق الاعلامي باسم شؤون اللاجئين السوريين انمار الحمود.
واضاف الحمود في حديثه لـ»الدستور» ان ادارة المخيمات قامت بنقل جميع اللاجئين الجدد الى مخيم الزعتري في محافظة المفرق لافتا إلى أن عددهم في المخيم تجاوز 160 ألف لاجئ. وأشار إلى أنه تم تكفيل 71 لاجئا سوريا حيث سمح لهم مغادرة المخيم وفقا للنظام المطبق في منح الكفالات، فيما سمح بعودة 236 لاجئا سوريا طواعا إلى بلادهم بعد تعبئة نماذج العودة للوطن المتبعة في مثل هذه الحالات.
وقال ان عدد اللاجئين السوريين في مختلف محافظات المملكة تجاوز 541 الفا، والذين عبروا إلى أراضي المملكة منهم منذ بداية العام الحالي زاد على 190 ألفا، مشيرا الى ان مخيم مريجب الفهود يضم 2918 لاجئا.
في السياق، افتتح مفوض الاتحاد الاوروبي للتوسعة وسياسة الجوار الاوروبية ستيفان فولي بحضور امين عام وزارة التربية والتعليم سطام عواد والممثل المقيم لليونيسيف بعمان دومينيك هايد المدرسة الثانية بمخيم اللاجئين السوريين بالزعتري والممولة من قبل المفوضية الاوروبية من خلال اليونيسيف والمتوقع ان تستوعب تلك المدرسة 6000 طالب وطالبة.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بالمخيم اشاد فولي بالاردن لاستضافتة اعداد كبيرة جدا من اللاجئين السوريين على اراضيه .
واضاف ان الاتحاد الاوروبي سيستمر في توفير الدعم للتخفيف من تاثير الازمة لافتا ان الاتحاد الاوروبي قام بتحديد الاحتياجات واعداد حزمة جديدة من المساعدات لتقديمها قريبا وتقدر بمبلغ 50 مليون يورو وستساعد الاردن على التعامل مع اثار تدفق اللاجئين السوريين وسيكون مبلغ 25 مليون يورو منها متاحا على الفور وسيشمل جزءا كبيرا كدعم مباشر للحكومة الاردنية لقطاع التعليم مشيرا انة وقع اتفاقية جديدة مع اليونيسيف لضمان حصول الاطفال اللاجئين السوريين المستضعفين الذين يعيشون في مخيمات في الاردن والمجتمعات المضيفة على التعليم.
واوضح فولي ان الاتحاد الاوروبي ساهم في برنامج اليونيسيف من قبل بمبلغ 10 مليون يورو وان الاتفاقية التي وقعت امس بمبلغ 5,5 مليون يورو هي اضافة للمساهمة القائمة ما يرفع الدعم الذي قدمة الاتحاد الاوروبي لبرنامج اليونيسيف التعليمي الطارئ للسوريين الى 15,5 مليون يورو.
والتقى فولي بالمخيم اردنيين وسوريين مشاركين ببرنامج اليونسكو الذي تبلغ قيمتة 4,3 مليون يورو بتمويل من الاتحاد الاوروبي الخاص بتدريب المعلمين وتعليم الشباب غير الرسمي وغير النظامي والتوجية من بين امور اخرى في المخيمات وفي المجتمعات المضيفة . والتقى فولي عددا من الطلبة الدارسين بالمدرسة وشاركهم جانبا من المحاضرات التدريسية.