أوبئة سوريا تهدد الأردن
جراءة نيوز - اخبار الاردن :
عبَّرت منظمة الصحة العالمية عن بالغ قلقها إزاء تزايد حالات الأمراض السارية داخل سوريا وبين النازحين السوريِّين في الدول المجاورة، وحذَّرت من أن عدم وجود تدابير الوقاية والمكافحة سيترتَّب عليه أخطار محتملة لتفشي الأمراض.
ويتواجد في الأردن أكثر من نصف مليون نازح سوري، موزعين على المخيمات التي اقيمت لهم في أماكن مخصصة، إضافة إلى وجود بعضهم في المدن الأردنية.
وتم الكشف عن إصابات كثيرة بين السوريين في الاردن، مثل الحصبة، والسل، والإيدز، وسط نقص كبير في الأدوية، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا للأردن.
وقال المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في بيان اصدره الثلاثاء إن 'تعطل النظام الصحي في سوريا بشدة على مدى العامين الماضيين، وأصبحت 35 بالمئة على الأقل من المستشفيات العامة في البلاد خارج الخدمة، وفي بعض المحافظات، واضطر ما يصل إلى 70 بالمئة من القوى العاملة الصحية إلى ترك مواقع عملهم، ما أدَّى إلى نقص حاد في العاملين الصحيين المؤهلين، وعدم توفر خدمات الرعاية الصحية للمحتاجين لها'.
وانتقل نحو25ر4 مليون نازح سوري داخلي إلى مناطق أقل توتراً، وهم يعيشون في الغالب في أماكن مكدسة وظروف غير صحية، وفق البيان، الذي لفت الى انه تعطَّلت خدمات توفير مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي، والى ان هناك تحدِّيات في تنفيذ حملات التطعيم وبرامج مكافحة النواقل، ومع تدهور الوضع الصحي واستمرار درجات الحرارة في الارتفاع، يزداد خطر وقوع الأوبئة.
وقال مدير إدارة الأمراض السارية في المكتب الإقليمي للمنظمة الدكتور جواد محجور في البيان 'ان كل عوامل الخطر التي تعزِّز انتقال الأمراض السارية في حالات الطوارئ موجودة في الأزمة الراهنة في سوريا والدول المجاورة لها'.
واضاف محجور 'نحن نتوقَّع عدداً من المخاطر الصحية العمومية من الأمراض المنقولة عن طريق المياه، وتحديداً التهاب الكبد والتيفوئيد والكوليرا والزُّحار، ونظراً لحجم حركة السكان داخل سوريا وعبر الحدود، جنباً إلى جنب مع تدهور الظروف الصحية البيئية، فإن تفشِّي الأمراض بات أمراً لا مفر منه'.
ولفت البيان الى عودة ظهور حالات جديدة من الأمراض التي يمكن توقيها باللقاحات مثل الحصبة في سوريا، نظراً لتراجع التغطية الوطنية بالتطعيم الى 45 بالمئة عام 2013 مقارنة مع نسبة95 بالمئة عام 2010 .
وذكر ان عدد حالات الحصبة المؤكَّدة مختبريا في سوريا في الربع الأول من عام 2013، بلغ 139 حالة، مقارنةً بعدم وجود حالات في عامي 2010 و2011، مثلما اتَّضح أن 71بالمئة من هذه الحالات لم يتم تطعيمها وأعيقت الحملات الوطنية لتلقيح الأطفال دون سن 5 سنوات بسبب صعوبة الوصول للأطفال والمخاطر الأمنية، ما أدَّى إلى ارتفاع أعداد الأطفال غير المطعَّمين في مناطق يتعذُّر الوصول إليها.
واشار الى ان المنظمة تلقت منذ عام 2012 تقارير عن زيادة حالات الليشمانيا الجلدية(مرض يصاب به الإنسان عن طريق لدغات ذبابة الرمل )في سوريا، وهو متوطِّن بشدة في أجزاء من البلاد، وخاصةً في حلب بيد انه نظراً لحركة النزوح الداخلية ومحدودية فرص حصول المرضى على الرعاية الصحية، فقد أُبْلِغَتْ المنظمة عن وقوع عدد متزايد من الحالات بين النازحين داخلياً في محافظة طرطوس، اذ لم يكن المرض موجوداً هناك من قبل. وقال البيان 'انه مع عبور آلاف السوريين الحدود في كل يوم، تنتقل الأمراض التي كانت تنتشر داخل سوريا إلى الدول المجاورة اذ تم الإبلاغ عن حدوث داء الليشمانيات الجلدي والحصبة والسل بين النازحين السوريين في الأردن، ولبنان، والعراق وتركيا'.
ولفت الدكتور محجور في هذا الصدد الى 'إن الأردن سبق وأن أبلغ عن عدم وجود حالات الحصبة لديه لمدة 3 سنوات، وكان يخطط لإعلانه رسميا خالياً من الحصبة وسيتدهور الوضع إذا لم يتم توسيع نطاق تدابير الوقاية والمكافحة في وقت قريب'.