«اوبك» تميل للابقاء على سقف الانتاج
جراءة نيوز - اخبار الاردن -عربي دولي-وكالات:
لم يبد أن الدول الاعضاء في أوبك لديها أي رغبة للدخول في جدال بشأن مستويات الانتاج وانما انصرف اهتمامها الى دراسة أثر الامدادات المتزايدة من النفط الصخري الامريكي والصراع الوشيك على اقتناص حصص في أسواق اسيا.
وليس لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول امكانية تذكر لضخ المزيد من النفط بسبب الازدهار الامريكي الذي أثار منافسة على حصص السوق في اسيا وأشعل منافسة بين السعودية والعراق أكبر منتجين للنفط داخل المنظمة.
ومن المتوقع خلال اجتماع في فيينا اليوم أن تبقي المنظمة على المستوى المستهدف للانتاج البالغ 30 مليون برميل يوميا في الاشهر الستة الاخيرة من العام الحالي.
وقال مندوب من احدى الدول الخليجية العضو في أوبك سيكون اجتماعا مباشرا يقود الى تمديد العمل بسقف الانتاج الراهن.
وأضاف ان النفط الصخري لا يشكل تهديدا فوريا أو مبعث قلق للسعودية.
ويشعر وزراء نفط أوبك كذلك بالارتياح لسعر النفط فوق مئة دولار للبرميل وهو ما يقل كثيرا عن مستوى 125 دولارا الذي دق نواقيس الخطر في كبرى الدول المستهلكة العام الماضي، غير أن وصول سعر النفط الى المئة دولار وما فوقها شجع على انتاج كميات ضخمة من النفط الصخري الامريكي في نورث داكوتا وتكساس لينافس خامات أوبك الشبيهة مثل الخامات الخفيفة المنتجة في نيجيريا والجزائر وليس الخامات الاثقل مثل الخام السعودي.
ويرى منتجو الخليج ان أوبك ستظل قادرة على ضخ 30 مليون برميل يوميا على الاقل بشرط أن ينمو النفط الصخري الامريكي بمعدل معتدل.
وقال مصدر خليجي من أوبك النفط الصخري لا يشكل تهديدا لكنه يغير أسلوب حركة النفط والي اين يذهب، ستكون هناك منافسة أكبر في اسيا، وشعرت نيجيريا والجزائر بالفعل بأثر ازدهار النفط الامريكي فخسرتا أرضا في سوقهما الاكثر ازدهارا واضطرتا لتغيير اتجاه الصادرات الى اسيا.
وفي منافسة مع السعودية يسعى العراق الذي تزداد صادراته بسرعة لاقتناص حصة أكبر من السوق الاسيوية، كما تتطلع دولة الامارات العربية المتحدة التي تعمل على زيادة طاقتها الانتاجية الى اسيا لكنها هونت من احتمالات الدخول في صراع مع المنتجين الاخرين.
وقال وزير الطاقة الاماراتي سهيل بن محمد المزروعي لا أرى أن المنافسة في اسيا يمكن أن تؤدي الى اضطراب في الاسعار، وبفضل ابتكارات تكنولوجية جديدة أضحت الولايات المتحدة على الطريق لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم بحلول في عام 2017.
ولا يثير ذلك قلق الرياض خاصة فيما يتعلق بوضع السياسة الانتاجية للنصف الثاني من 2013، ولا تبدي المملكة التي تملك أكبر طاقة انتاجية فائضة في أوبك أي بادرة استعداد لضخ المزيد من النفط من أجل خفض الاسعار بحيث يصبح الانتاج الجديد في امريكا غير مجد اقتصاديا.
ومع نهاية العام الماضي سجلت الولايات المتحدة أكبر زيادة سنوية في انتاجها النفطي منذ بدء ضخ النفط لاول مرة في ستينات القرن قبل الماضي، وجاءت الزيادة البالغة 850 ألف برميل يوميا أكثر من انتاج كل من قطر والاكوادور اصغر منتجين في أوبك.
وتشهد أوبك -التي تجاهلت النفط الصخري العام الماضي باعتباره لا يشكل أي تهديد- انقساما في الاراء هذا العام بشأنه. ففي حين رحب على النعيمي وزير النفط السعودي به قال نظيره النيجيري ديزاني اليسون مادوكي انه سيكون له أثر كبير.
ويشعر البعض داخل اوبك بالقلق من أن يؤدي تباطوء النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع الانتاج الامريكي من النفط الصخري الى دفع أسعار النفط للانخفاض، لكن المنظمة التي تضخ ثلث النفط العالمي ليست معروفة بوضع خطط للطواريء.
ويقول مندوبو أوبك حاليا ان هذا الاجتماع لن يشهد اختيار أمين عام جديد -وهو أمر متعثر بسبب المنافسة بين المرشحين من ايران والعراق والسعودية- وانه سيقتصر على الموافقة على معايير اختيار المرشحين المتقدمين للمنصب، ومع استبعاد احتمال زيادة سقف الانتاج ستتولى السعودية أكبر منتج داخل المنظمة ادارة السوق في الاجل القصير بدعم من الامارات والكويت.