قال السفير البريطاني في عمان بيتير ميليت إن حكومة بلاده تعتزم تقديم مساعدات مالية عاجلة للمجتمعات المحلية في المحافظات التي تأثرت بتدفق اللاجئين السوريين إليها،وقال ميليت خلال لقائه مجموعة من الفاعليات الشعبية والاقتصادية والاجتماعية في غرفة صناعة إربد أدارها رئيسها رائد سماره إن بريطانيا قدمت 40 مليون دولا عبر الأمم المتحدة والمؤسسات غير الحكومية كمساعدات للاجئين السوريين في مخيم الزعتري.

وأكد أن حكومة بلاده ستزيد حجم المساعدات المالية وخصوصا أن الأزمة السورية مستمرة حتى الآن، وحجم اللاجئين إلى الأردن بتزايد مستمر، مشيرا الى انه سيصار إلى تقديم المساعدات للبلديات ومؤسسات المجتمع المحلي من اجل إنفاقها على اللاجئين السوريين،مبينا أن حكومة بلاده تحاول إيجاد حل سياسي في سورية، و لا تريد أي تدخل عسكري وترفض دعم المعارضة بالأسلحة، مؤكدا أنها لا تدعم المتطرفين بالأسلحة وتسعى إلى إيجاد توازن سياسي بين طرفي الصراع في سورية "النظام والمعارضة" قبل مؤتمر جنيف 2 لبحث تداعيات الأزمة.

وأشار إلى أن بريطانيا تدعم المدنيين وفق القانون الدولي وخصوصا أن هناك أزمة إنسانية من اجل حماية المدنيين في سورية، مؤكدا انه لغاية الآن لا يوجد أي قرار بريطاني لتقديم أي مساعدة إلى المعارضة السياسية.

وقال إن الشعب السوري وأي شعب في العالم هو من يقرر مصير بلاده، مؤكدا انه لا يوجد أي مؤامرة من قبل الغرب بتغيير أي نظام، وأن الشعب السوري هو من قرر الانتقال إلى نظام جديد كما في الدول العربية الأخرى.
وقال السفير إن قرار رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية الذي اقره الإتحاد الاوروبي هدفه إحداث توازن سياسي بين طرفي الصراع، قبل مؤتمر جنيف 2 لبحث تداعيات الأزمة.

وفي معرض رده على مداخلات الحضور المتصلة بدور الدول العظمى التاريخي في ازمات الشرق الاوسط، قال إنه لا يمكن تغيير التاريخ لكن الامور راهنا تتطلب النظر للمستقبل،وكان ممثلو الفاعليات قد طرحوا أثر الازمة السورية على المحافظة في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية طالت مناحي الحياة، لافتين الى ان المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في مخيم الزعتري تشكل نزرا يسيرا منها، لاسيما وان غالبية اللاجئين سكنوا مدن وقرى المحافظة لاعتبارات الامتدادات والعلاقات الاجتماعية بين البلدين المتجاورين.

وبينوا أن سورية في الجانب الاقتصادي كانت الرئة والمتنفس للمحافظة من خلال مستورداتها الصناعية والغذائية، الامر الذي اسهم بزيادة اسعار هذه المستوردات عن طريق معابر اخرى، وانعكس سلبا على المواطن، علاوة على ارتفاع اجور المساكن والعقارات وزيادة التنافسية للعمالة المحلية والتأثير على مداخيلها ،وكان السفير ميليت التقى محافظ إربد خالد ابو زيد بحضور رئيس بلدية اربد الكبرى غازي الكوفحي في مستهل جولته في المحافظة، واستمع منه الى شرح حول انعكاسات عملية اللجوء المتزايد من اللاجئين السوريين الى المحافظة، وضغطهم المتواصل على معظم الموارد والقطاعات.

وبين أبو زيد ان عدد اللاجئين السوريين في المحافظة والمعلن عنهم رسميا يزيد على 100 ألف لاجئ، بينما العدد الحقيقي يفوق ذلك بكثير على ارض الواقع، مشيرا الى تأثير ذلك على قطاعات الطاقة والمياه التي يعاني منها الأردن اصلا، الى جانب قطاعات التعليم والصحة والعمالة والطرق والبيئة، وانعكاساته الاجتماعية.

وأكد ابو زيد ان الاردن يتحمل اكثر من طاقته بهذا الخصوص، وهو ما يؤكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل اكبر واوسع لتمكينه من الاستمرار بهذا الدور الانساني تجاه اشقائه السوريين، ولتخفيف الاعباء التي يتعرض لها المواطنين نتيجة تداعيات تدفق اللاجئين بهذه الاعداد التي تشكل حوالي 10 % من مجموع السكان.

وتطرق ابو زيد الى الاحتياجات الفعلية للمحافظة لمواجهة هذه الاعباء في بناء مدارس ومستشفيات ومراكز صحية لاستيعاب اللاجئين، وأبنائهم وعدم التأثير على نوعية وجودة مخرجات هذه القطاعات في مجموع الخدمات التي تقدم للمواطن الأردني. وعرض رئيس البلدية للتحديات الكبيرة التي تواجه البلدية في تحمل أعباء اللجوء السوري المتزايد، لاسيما في مجالات الحفاظ على البيئة وإدامة أعمال النظافة والضغط المروري الذي يشكل تهديدا فعليا للبنية التحتية في مناطق امتياز البلدية، لاسيما في المدينة، إلى جانب بروز بعض المشاكل الاجتماعية التي تحتاج إلى معالجة ومتابعة حقيقية للحد منها، ومواجهة أخطارها على المجتمع المحلي.

بدوره، أكد ميليت تفهم بلاده للدور الكبير الذي يقوم به الأردن على الصعيد الإنساني لخدمة اللاجئين بما عرف عنه علي الدوام من فتح ابوابه لكل باحث عن الأمن والامان والحماية الكريمة، وهو ما يؤكد الحاجة الى تقديم المزيد من الدعم لمختلف القطاعات والسكان المحليين لمواجهة هذا العبء، وعدم إلحاق الأذى والأضرار بمصالحهم وبمستوى وحجم حصولهم على الخدمات الأساسية والضرورية.

وفي لواء المزار الشمالي، رعى السفير اللقاء النهائي للمرحلة الثانية من دوري المناظرات الذي ينفذه مركز الأميرة بسمة للتنمية البشرية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وبدعم من السفارة البريطانية، ويهدف إلى تفعيل لغة الحوار والمناظرة البناءة لوصول كل طرف الى حقوقه على أسس ديمقراطية.

وقال السفير إن البرنامج الذي اعطى مساحة في هذه الدورة الى فئة الاشخاص المعوقين والاقل حظا في كيفية الوصول الى حقوقهم والمطالبة بها وإقناع الآخرين بها وفق أسس منهجية وعلمية مدعومة بالحجج المنطقية كأساس لممارسات ديمقراطية تدعم المشروع الاصلاحي الذي يسير به الاردن ويعد نموذجا في المنطقة،وقال إن الحكومة البريطانية مهتمة بدعم الإصلاحات في الأردن على اكثر من صعيد، مؤكدا حرص بلاده على إدامة الأمن والاستقرار والتعايش السلمي في الأردن كواحة أمن واستقرار في المنطقة.

وأشار بحضور متصرف اللواء علي زريقات ومديرة مركز الأميرة بسمة في إربد فهمية العزام ورئيس جمعية الحنان الدكتور كفاح العمري وعدد من المسؤولين وفاعليات شعبية في اللواء، ان الاردن يعيش نهضة حقيقية وشاملة تحتاج الى الدعم، مشيرا الى ان السفارة تدرس مع حكومة بلاده تقديم مزيد من الدعم للمجتمعات المحلية لمساعدتها في بناء اقتصاداتها وتعزيز فرص التنمية فيها ودعم الفئات الاقل حظا لاسيما الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وسلم السفير ميليت كأس المركز الأول لدوري المناظرات لفريق مركز أحداث إربد الذي فاز فى اللقاء الختامي علي فريق جمعية الحنان لذوي الاحتياجات الخاصة فى دير يوسف. يشار إلى أن برنامج نوادي المناظرات سيشمل في المراحل القادمة حتى العام 2015 المدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز الوعي بأهمية الحوار كأساس للمطالبة بالحقوق العادلة والمشروعة."الغد"