تصاعد المشاجرات بالبرلمان الاردني يهدد باقالة الحكومة او حل المجلس!!

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

تعكس العبارة التي تقدم بها رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أثناء جلسة برلمانية مساء الأحد إحساسا متجددا بالمرارة من صعوبة التعامل والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في مرحلة مضطربة سياسيا وإقليميا،النسور وبعدما قاطعة عضو البرلمان يحيى السعود ومنعه من إكمال خطاب له توجه لرئيس مجلس الأعيان سعد هايل السرور قائلا: معالي الرئيس هل أنا مذياع يتم تشغيله ووقفه متى شاء الأخوة النواب؟
لاحقا إعترض النسور بحدة: لم أبدأ كلامي بعد ولا تجوز مقاطعتي بهذه الطريقة.
 
تأثر بشكوى رئيس الحكومة البرلماني الشاب معتز أبو رمان مطالبا زميله السعود بالسكوت لإفساح الطريق أمام الحكومة حتى تقول كلمتها.. لم تعجب مداخلة أبو رمان السعود فأنتهى المشهد باعتداء الثاني على الأول مجددا،مرة أخرى يعتدي السعود الذي يعتبر أبرز المناكفين في البرلمان لحكومة النسور على زملاء له وتحصل مشاجرات تشوه صورة مؤسسة البرلمان عند الرأي العام، والأهم تثبت ما يخشاه مقربون من النسور من صعوبات في التعاون مع المجلس النيابي الحالي.
 
لاحقا إجتمع النواب في مكتب رئيسهم السرور في إطار تحديد المسؤولية في المشاجرة الأخيرة فحمل السرور النائب السعود المسؤولية ولام ابو رمان بنفس الوقت،قبل ذلك ضرب النواب بعضهم البعض عدة مرات امام الكاميرات فيما وجه ابو رمان رسالة للسرور دعاه فيها إلى التصرف وفقا للنظام الداخلي وإيقاف سلوكيات شريعة الغاب عند زميله السعود الذي يتسبب بإثارة استياء الرأي العام بسبب كثرة تحرشاته الاستعراضية علنا.
 
وقبل ذلك طلب السرور نفسه من عضو آخر في البرلمان مغادرة الجلسة بعدما شتم دون مبرر زميلا له بألفاظ غير لائقة ثم رفع الجلسة،السيطرة على 150 عضوا في البرلمان يمثل كل منهم اتجاها ورأيا ولا يلتزمون بخطاب وأداء كتلوي مهمة صعبة ومعقدة حسبما فهم من السرور نفسه.
 
وعلى مستوى الحكومة يعترف مقربون من رئيس الوزراء بأن الأجواء حاليا غير صحية وجميع مشاريع الحكومة لن تعبر في إطار مثل هذه الروحية الاستفزازية بين السلطتين خصوصا وان حكومة النسور حصلت على ثقة برلمانية ضعيفة نسبيا وقابلة للتهديد.
 
النسور قال مؤخرا : انه بصدد الذهاب للبرلمان والتشاور مع الكتل في أمر تعديل وزاري وشيك لكن أركانا في البرلمان ينصحون بأن لا تحصل هذه المشاورات وسط تنامي قناعة الجميع بأن ‘التعايش’ بين الحكومة بوضعها الحالي ومجلس النواب بوضعه الحالي صعب للغاية،ثمة قسوة وغلاظة وخروج عن مألوف المعارضة ضد الحكومة داخل البرلمان، كما يؤكد وزير بارز في الحكومة.
 
بالمقابل ثمة ثلاثة أعضاء على الأقل في البرلمان يتحمسون للدفاع بغلاظة عن رئيس الوزراء وبطريقة استعراضية لخلفيات ‘جهوية’ وهؤلاء يستفزون زملاء لهم ويثيرون المزيد من الحساسيات أمام الحكومة.
النسور قال بوضوح مرتين بأن مؤسسة البرلمان اليوم ‘قوية’ وصلبة ولا يمكن تجاهلها لكنه لا يشير لإستراتيجية محددة في السياق قررتها الحكومة. 
 
والسرور أبلغ بدوره بأن الإنضباط تحت قبة البرلمان مسألة أساسية وحيوية مشيرا الى انه لن يسمح بتجاوزات لا مبرر لها يمكنها ان تشوه صورة مجلس النواب مجانا مصرا على التحوط بكل الصلاحيات التي يتيحها له النظام الداخلي لضبط الإيقاع.
 
في الأوساط السياسية والإعلامية يتفاعل الشعور العام بأن البوصلة مشتتة ومنفلتة عندما يتعلق الأمر باحتمالات استقرار العلاقة بين الحكومة ومؤسسة البرلمان، فعلى المحك قريبا ملفات وموضوعات في غاية الأهمية بينها الموازنة المالية وقانون الانتخاب ونخبة من التشريعات الإشكالية إضافة إلى تداعيات الملف السوري وقضية اللاجئين والوضع الإقليمي المتوتر في المنطقة.
 
وهذه الملفات الحساسة قياسا لما يجري اليوم تحت القبة وأمام الإعلام تدفع للاعتقاد بان العلاقة بين البرلمان الحالي وحكومة النسور ستبقى متوترة إلى حد يدفع مؤسسة القرار لاحقا لضرورة المجازفة بالتضحية إما في البرلمان أو بالحكومة وهي محطة يبدو أن الجميع متجه نحوها.القدس العربي