إعفاءات حكومية بالملايين وملاحقة أم سيف على 180 دينارا!!

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

لم تكلف الحكومة نفسها عناء متابعة قضية الطفل البالغ من العمر سنة ونصف دون ان يتمكن ذووه من معالجته او تطعيمه في المراكز الصحية بسبب حجز المستشفى لدفتر عائلته على مبلغ 180 ديناراً،وتقيم عائلة الطفل سيف في الاغوار في ظل ظروف معيشية صعبة، ومهددة بالطرد من منزلها..

وزارة المالية رفعت قضية على أم الطفل سيف علي، تطالبها بدفع مبلغ مئة وثمانين ديناراً، وأعلنت الطوارئ في مختلف الأجهزة، فيما أقدم مسؤولون على حجز دفتر عائلة الأم، وأصبحت الشرطة والتنفيذ القضائي تطاردها، وما فتئت تهرب وتتوارى عن الانظار في لهيب شمس الأغوار،صورة الطفل سيف الحافي على ارض الأغوار، حيث غبار "دافوس" يتطاير.

ورغم خطط وزارة التخطيط للحد من جيوب الفقر في عشرات القرى، إلا أن الطفل سيف ما زال منذ سنة ونصف بلا شهادة ميلاد أو أي وثائق، وذووه يعجزون عن تطعيمه بسبب افتقاره الى اوراق ثبوتية، والملاحقة الامنية لأمه،وبينما تحرص الحكومة ووزارة المالية على عدم ضياع حقوق الخزينة ومنها الدين على أم سيف البالغ 180 دينارا، فإنها قدمت إعفاء بمليارات الدنانير لشركات ومستثمرين حتى أن السخاء الحكومي في تقديم هذه الاعفاءات أثار انتقادات مسؤولي البنك الدولي بسبب جرعات التحفيز لمواجهة الأزمة المالية العامة التي أدت إلى إعفاءات ضريبية وجمركية ضيعت على الخزينة إيرادات قدرت بنحو 500 مليون دينار.

كما أدى نظام الحوافز الاستثمارية 'السخي' في عامي 2008 -2009 إلى ضياع إيرادات بنحو 910 ملايين دينار، في المقابل نمت المتأخرات الضريبية إلى 1.7 مليار دينار في 2011، حيث أدت الإصلاحات المالية إلى تخفيضات على ضريبة الدخل في الأعوام 2009 – 2010 وبالمجمل فإن كل هذه الحوافز والإجراءات والأنظمة الحكومية السخية أضاعت على الخزينة العامة ايردات قدرت بــ3.1 مليار دينار او 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في هذه السنوات.

وبرغم كل ذلك فقد انهالت اتصالات المحسنين على "السبيل" لجبر عثرة هذه العائلة،قصة الطفل سيف كما رواها والد الطفل علي في منزلهم البائس الكائن في بلدة الكرامة بالأغوار والدموع تهطل من عينيه، انه منذ سنة ونصف طلب إسعاف الدفاع المدني، كحالة طارئة لنقل زوجته إلى مستشفى السلط الحكومي، وهناك تم تحويلها بعد الكشف عليها من قبل الأطباء إلى مستشفى آخر، وبعد إجراء عملية قيصرية لها قرر الأطباء إخراجها، "فعجزنا عن الدفع لأننا لم نكن نملك حتى أجرة المواصلات، فحجزوا دفتر العائلة وبدأت الملاحقة الامنية لزوجتي"."السبيل"