لقاء الملك بالمتقاعدين العسكريين
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) صدق الله العظيم
لا بد وان يكون الديوان الملكي والقوات المسلحة الأردنية الآن بصدد متابعة تنامي ردود الفعل الملفتة المؤيد لدعوة المتقاعدين العسكريين أثناء لقائهم بجلالة الملك في عجلون لنشر صواريخ باتريوت على الحدود الأردنية، وما لقيته هذه الدعوة من اهتمام كبير ،خاصة وقد عبر المتقاعدون عن موقفهم الرافض للتواجد الأمريكي على الأرض الأردنية ، وعن ثقتهم بقدرة القوات المسلحة على امتلاك هذا النوع من الأسلحة الدفاعية المتطورة ،واستخدامه حين الضرورة دون الحاجة لتدخلات عسكرية خارجية ،انسجاما مع حرص الأردن بقيادة جلالته على حل النزاعات السائدة بالطرق السلمية، وحاجته من وجهة نظرهم إلى قوة إضافية تكون بأيدي قواتنا المسلحة .
التقت آراء المتقاعدين واتحدت على أن نشر هذا النوع من الصواريخ بات هدف وطني وضرورة ملحة لحماية الأمن الأردني ،لان كل منصة إطلاق تحتوي على رادار قادر على كشف مدى الصواريخ يصل إلى 100 كيلومتر، وإمكانه كشف أي صاروخ معتد ،كما يحدد الرادار سرعة الصاروخ ومساره ،وتحديد إذا ما كان الصاروخ معتديا أو صديقا من خلال نظام تشفير بين الأسلحة الصديقة،ويستخدم نظام الرادار المزود لصواريخ الباتريوت على تقنيات حديثة تمكن هذا النظام من تتبع مسار 100 صاروخ معتد ،والتحكم في مسار 9 صواريخ باتريوت في نفس اللحظة.
لاح الخطر واستشعره المتقاعدون العسكريون قبل غيرهم من المواطنين ،وجلالة القائد الأعلى رحب الذراع ومضطلع في الشؤون العسكرية وبأمر الحروب ،ولقاءه المتكرر بالمتقاعدين العسكريين يعكس حكمة جلالته في الاستماع لأرائهم السديدة ،والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم المتجمعة التي اكتسبوها خلال خدمتهم العسكرية ،ومن عملهم في القطاعين العام والخاص بعد التقاعد ، وهو يتلقى مقترحاتهم بأذان صاغية .
القناعة بقدرة المتقاعدين على تقدير حاجة الأردن لهذه المنظومة من الصواريخ، وفي معرفتهم بإمكانية توفيرها، وأملهم بالاستجابة الملكية للدعوة، كانت أسباب رئيسية لهذا الحجم الكبير من الدعم والتأييد ،وإذا أستجيبت دعوتهم وطلب الأردن من الولايات المتحدة نشر بطاريات صواريخ "باتريوت" على أراضيه.
فلن يكون ذلك أول مرة، فقد استجابت الولايات المتحدة لمطالب شبيهة فيما سبق ومرت العملية دون معارضة داخلية ، واعتبرت الدعوة مقبولة لعدم توفر وسائل دفاع أردنية قادرة على مواجهة محتملة في الصراعات الكبرى المحيطة التي تجري في المنطقة ،والتي لن يتمكن الأردن من مواجهة مخاطرها بإمكانياته العسكرية الحالية .
ولا يضيره في ظروف استثنائية كهذه طلب المساعدة من الحلفاء من اجل مصلحته الوطنية العليا ،فالشعوب التي تسقط هذه الأيام لن تنهض مرة أخرى والأمثلة كثيرة في الجوار. بإجماع رائع ضم الكثيرون صوتهم إلى صوت المتقاعدين ،ويبدو ان ما طاف في رؤوسهم يطوف في رؤوس كل الأردنيين حسب ما تم رصده عبر وسائل الإعلام المختلفة ،لان أمن الوطن فوق كل اعتبار ومسؤولية وطنية تتطلب الدفاع عن أردننا بكل الوسائل التي تحقق حماية سمائه وأرضه وشعبة ،وان تطلب نشر أي أسلحة تزيد أسباب المنعة والقوة والاستقرار على الحدود ولسان حالهم يقول ما قاله لقيط الأيادي في تحذير قومه.
أبـلـغ إيـاداً وخـلل فـي سـراتهم أنـي أرى الرأي، إن لم أُعص، قد نصعا يـا لـهف نـفسي، إن كـانت أموركم شـتى، وأحـكم أمـر الـناس فاجتمعا أمــا تـخـافون قـوماً لا أبـا لـكم أمـسوا إلـيكم كـأمثال الـدبا سـرعا فـي كـل يـوم يـسنون الـحراب لكم لا يـهـجعون، إذا مـا غـافل هـجعا وأنـتم تـحرثون الأرض عـن سـفه فــي كـل مـعتمل تـبغون مـزدرعا وتـلـبسون ثـيـاب الأمـن ضـافيةً لا تـفزعون، وهـذا الـليث قـد جمعا مـا لـي أراكـم نـياماً فـي بـلهنية وقـد تـرون شـهاب الحرب قد سطعا فـاقنوا جـيادكم، واحـموا ذمـاركم، واستشعروا الصبر، لا تستشعروا الجزعا صـونوا جـيادكم، واجـلوا سـيوفكم، وحــددوا لـلقسي الـنبل والـشرعا واشـروا تـلادكم
مـن حـرز أنفسكم وحــرز أهـلـيكم، لا تـهلكوا هـلعا لا تـثـمروا الـمـال لـلاعداء إنـهم إن يـظـهروا، يـحتووكم والـتلادمعا هـيـهات لا مـال مـن زرع ولا إبـل يـرجـى لـغـابركم إن أنـفكم جـدعا مــاذا يــرد عـلـيكم عـز أولـكم إن ضــاع آخــره، أو ذلّ واتـضعا يـا قـوم لا تـأمنوا، إن كـنتم غـيراً عـلى نـسائكم، كـسرى ومـا جـمعا هــو الـجلاء الـذي يـجتث أصـلكم
فـمن رأى مـثل ذا رأيـاً ومـن سمعا وقــلـدوا أمـركـم، لـلـه دركــم رحـب الـذراع بـأمر الحرب مضطلعا لا مـترفا إن رخـاء الـعيش سـاعده ولا إذا عــض مـكروه بـه خـشعا مـشـرد الـنـوم، تـعـنيه أمـوركم يــروم مـنها إلـى الاعـداء مـطلعا مـا انـفك يـحلب هـذا الدهر أشطره يـكـون مـتـبعاً طــوراً ومـتـبعا ولـيـس يـشـغله مــال يـثـمره عـنـكم ولا ولـد يـبغي لـه الـرفعا لـقد بـذلت لـكم نـصحي بـلا دخـل فـاستيقظوا إن خـير الـعلم مـا نفعا هــذا كـتابي إلـيكم، والـنذير لـكم لـمن رأى رأيـه مـنكم ومـن سـمعا .
fayez.shbikat@yahoo.com