الخامس عشر ..... والحادي والعشرين
الخامس عشر ..... والحادي والعشرين يستذكر الفلسطينيون والشراكسة يومين تاريخيين ، يشكلان حجر الزاوية في ضمير الأمتين ، إذ يرمز التاريخان الى نكبة الأمتين المتشابهة في المضمون ، وان اختلفتا في التفاصيل ، فالحادي والعشرين من أيار يشير الى ضياع شركيسيا من اهلها الشراكسة بعد صراع مع روسيا القيصرية دام منذ عام 1763 الى عام 1864 .
في تلك الحروب ، أفنيت نصف الأمة الشركسية ، ضمت أراضيهم إلى أراضي روسيا القيصرية ، وتمّ تهجير غالبية الناجين الى تركيا العثمانية ثم الى بلاد الشام ، ومنها توزع الشراكسة على خمسة واربعين بلداً في الدنيا. أما بالنسبة لفلسطين ، فقد عملت الصهيونية العالمية منذ العام 1897 بخطى حثيثة ، وبتآمر مدروس مع الدول الغربية على قضم الأرض وإقامة دولة يهودية على أرض وفي العام 1948
لم تتمكن الدول العربية التي شاركت في القتال ضد القوات الاسرائيلية المنظمة المسلحة بدرجة عالية من منع اليهود من الاحتفال بقيام دولة اسرائيل يوم الخامس عشر من أيار. إن التشابه بين المأساتين : الشركسية والفلسطينية كبير جداً وفي العديد من التفاصيل : فكلاهما تعرض للخديعة ، والعدوان من قوى اكبر منها بكثير واكثر عدة وعتاداً ، وكلاهما فقد وطنه ، وكلاهما هُجَر وشُرّد، ، و كلاهما لم ينس وطنه التاريخي ولو للحظة .
وقد وجد الشراكسة والفلسطينيون في الأردن القلب المفتوح والحضن الدافئ وكل أسباب الدعم والمَنَعة ، حتى استطاعت هذه المكونات الثلاثة ان تبني الأردن الحديث الذي يفاخر الدنيا بأنه ، رغم تشكله من مختلف المنابت والأصول ، يظل يعتز ويفاخر بأردنيته ، وبالوفاء والانتماء والتفاني الذي بذله الفلسطينيون والشراكسة في سبيل رفعة الأردن . إن الحراك السياسي الشركسي الأردني ، ممثلاً بمكتبه التنفيذي ، ليهيب في هذه الأيام المشحونة بالذكريات الأليمة للشعبين ، بأن يجعلا من هذين اليومين ، منطلقاً لتكثيف جهودهما ، وابقاء جذوة الاستذكار متقدة ، ورص الصفوف مستعينين بكل الأحرار الشرفاء في العالم ، للمضي قدماً في العمل الحثيث على استعادة الأرض ، لأن حق الشعبين واضح وضوح الشمس ، وهو حق خالد لا يموت .
الحراك السياسي الشركسي الاردني 15 / 05 / 2013