ماذا ينقمون من معالي د.محمد نوح القضاة
ماذا ينقمون من معالي د.محمد نوح القضاة تحدث في مجتمعاتنا كثير من المشاكل والأزمات بسبب (سوء الفهم) المرتكز على خلفيات سابقة أو الناتج عن سوء نية أو سوء ظن أو غير ذلك، وهذا بدوره يزيد التفكك في المجتمع ويزرع الأحقاد ويدعو إلى المزيد من الفرقة والتشرذم. وقد ينشأ سوءُ الفهم من غير الكلام, كأنْ يقع خطأ في فهم واقعة, أو موقف ما؛ فيحمله مَنْ يراه على غير محمله الحقيقي.
وفيما ترشد إليه الآية:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين)[الحجرات:6] وفي سبب نزولها ما يؤكد هذا المعنى, ويشرح مَضارَّه..., وقد (اختلفت القراء في قراءة قوله : { فتبينوا } فقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة ( فتثبتوا ) بالثاء , وذكر أنها في مصحف عبد الله منقوطة بالثاء .
وقرأ ذلك بعض القراء فتبينوا بالباء , بمعنى : أمهلوا حتى تعرفوا صحته , لا تعجلوا بقبوله , وكذلك معنى ( فتثبتوا ). والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى , فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب ).تفسيرالقرطبي.
ومن هذه الوقائع التي أُسيءَ فهمها زيارة معالي وزير الأوقاف الدكتور محمد نوح القضاة للعراق الشقيق والتقائه ببعض الشيعة هناك على (هامش) ورقة عمل تقدم بها معاليه لمؤتمر يعني بالتقارب بين المذاهب الإسلامية وزيارته لبعض المراقد التي يقدسها الشيعة إضافة لزيارته لمسجد الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله وما رافق تلك الزيارة من أعمال ومشاركات. العجيب في الأمر أنّ الكثيرين شنّوا هجوماً كاسحاً !!!
على هذه الزيارة معتبرين أنها تطبيع !!! مع الشيعة وفتح لما يسمى بالسياحة الدينية للشيعة إلى الأردن !!! وكلٌّ ذهب يفسر الزيارة وفق (هواه) وفي حدود علمه ووفق تصوره!!! فالحكم على الشيء فرعٌ من تصوره كما هو مقرر عند الفقهاء.
فهم قد تصوروا هذه الزيارة وطبعوها على أسوأ الإحتمالات وأفظع النتائج والمآلات فكتبوا (وما كتبوا)!!! وحكموا (وما حكموا)!!! مما أحدث بلبلة بين الناس وتجاذبات وتهمٍ وإلباس عبر مواقع الشبكة العنكبوتية بين مؤيدٍ ومعارض.
ووزارة الأوقاف كانت قد أصدرت بياناً شافياً كافياً حول حيثيات هذه الزيارة، ومعالي الوزير كان أيضاً قد تحدث حول زيارته تلك عبر إحدى المحطات الفضائية المحلية وأزال (الإلتباس) وأوضح الهدف والمقصد من الزيارة لعامة (الناس) بما يقطع دابر كل متصوّرٍ صاحب هوى!!!
من (الأساس). معالي الوزير وهو إبن الإسلام (السنّي) وابن الدعوة (الحكيمة) قد أفصح عن نيته وعن غرضه من هذه الزيارة وأن لها ما لها من أهداف وأغراض تعود بالنفع على الوطن والمواطن كالمطالبة بإخراج المساجين الأردنيين من سجون العراق وفتح باب التصدير للسلع الأردنية وفتح باب العمل للعمالة الأردنية وغير ذلك من (المصالح العامة) التي بيّنها معاليه.
وقد روي في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّا لنضحك في وجوه قومٍ وقلوبنا تلعنهم) وقول أبي الدرداء رضي الله عنه (والله إنا لنبش في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم )، ومعالي الوزير قد قابلهم من هذا المنطلق لأن (المصلحة العامّة) تتطلب ذلك ولا يعني من مصافحتهم وزيارتهم أنه قد تبنى منهجهم أو رضي عن مسلكهم فلا بدّ أن يجاملهم (آنيّاً) وأن يسايرهم (سياسياً) حتى في طلباتهم ليتحصل على مراده ومطلبه ثم بعد ذلك (لكل حادثٍ حديث) وهذه هي السياسة والفطنة في التعامل مع حالةٍ كهذه.
والنبي صلى الله عليه وسلم عندما استأذن عليه رجل فقالوا له فلان بالباب فقال ائذنوا له بئس أخو العشيرة وعندما دخل رحّب به وبسط له ردائه وأجلسه عليه فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها يا رسول الله، قلت ما قلت ثم ألنت له في القول؟ فقال: أي عائشة، إن شر الناس منزلة عند الله من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه.رواه البخاري ومسلم.
فالمداراة للفاجر (اتقاء شره) طريقة نبوية يلجأ إليها العقلاء وأرباب الفقه والفهم. ثم النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات) ومعالي الوزير قد أفصح عن نيته من هذه الزيارة وأنها ليست كما صوّرها (البعض) من أنها فتح لأبواب البلد أمام التشيع!!! و..و..وغير ذلك من التفسيرات التي صدرت من (البعض) هداهم الله فلماذا لا يُعذر الرجل في نيته وهو قد أفصح عنها بلسانه ؟
يقول الفاروق عمر رضي الله عنه: (لا تظننّ بكلمةٍ خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً) لماذا لم يحمل هؤلاء المنتقدون هذه الزيارة على محمل الخير بدل أن يحملوها على محمل الشر والسوء والظنّ خصوصاً أنّ الزائر معالي الدكتور لديه من الفهم والعلم والدراية ما (يحفظ) به دينه ودين الناس من أي خطر أو تلوث لا قدّر الله وليس (مثله) بحاجة لمن يعرّفه بخطر المد الشيعي على المنطقة ولا بمذاهب الشيعة المختلفة فهو الشيخ إبن الشيخ والعلَم إبن العلَم وابن المؤسسة الدينية السُنّية بل هو رأس المؤسسة الدينية في وزارة الأوقاف.
أقول: فلنتقِ الله في بعضنا ولنبتعد عن سوء الظنّ فإنّ سوء الظنّ أكذب الحديث. د. الشيخ أمجد يوسف المستريحي