اسـرائيل تسـرع الاحداث الميدانية مع غزة ومخاوف من عدوان جديد
جراءة نيوز -عربي دولي-وكالات:
واصل المستوطنون الاسرائيليون امس اعتداءاتهم في انحاء متفرقة من ريف مدينة نابلس الجنوبي بالضفة الغربية، وهاجموا بالحجارة لليوم الثالث على التوالي مركبات فلسطينية، قرب مستوطنة «يتسهار» التي قتل احد مستوطنيها طعنا بسكين.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن مستوطنين كمنوا على مفرق طرق يؤدي الى المستوطنة، وأوقعوا اضرارا بالمركبات بعد رشقها بالحجارة. وتشهد الطرقات والقرى المحيطة بالمستوطنة وفي ريف نابلس حالة امنية متوترة بسبب هجمات يشنها المستوطنون على منازل المواطنين، وعلى حقولهم التي احرق الاسرائيليون مساحات واسعة منها.
من جهة ثانية، اعتقلت قوات إسرائيلية فجر امس 8 مواطنين فلسطينيين في عمليات دهم بمحافظات الضفة الغربية.وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الاعتقالات تمت في مناطق حارس وكفل حارس بسلفيت، وبيت ساحور ببيت لحم، وخرسا بالخليل. ولم توضح الوكالة ما إذا كان للمعتقلين أي انتماءات تنظيمية. وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات دهم بصورة شبه يومية في أنحاء الضفة الغربية لملاحقة فلسطينيين تصفهم بأنهم «مطلوبون».
في غزة، توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس شرق بلدة بين حانون شمال قطاع غزة وسط إطلاق نارمتقطع تجاه المواطنين ومنازلهم. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال قامت بالتوغل معززة بالجرافات والاليات العسكرية شرق بلدة بيت حانون، وقامت بتجريف مساحات واسعة من أراضي المواطنين المتواجدة قرب الحدود. من جهة اخرى، ومنذ ساعات مساء الاثنين الماضي عاش 1200 نسمة من سكان مضارب المالح والأغوار الشمالية معاناة صعبة، فسلطات الاحتلال أجبرتهم على الرحيل من أماكن سكناهم بحجة تنفيذ مناورة عسكرية اسرائيلية. منطقة الغورية التي تنفذ على ارضها قوات الاحتلال المناورة العسكرية، اعلنها الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة كما انه اغلق كافة الحواجز العسكرية الثابتة «الحمرا وتياسير» المؤدية الى الاغوار الشمالية ووضع 6000 مواطن في سجن كبير.
وخلال التجوال الذي دام لخمس ساعات تبين ان الشوارع فارغة من السيارات الفلسطينية إلا من بعض الدوريات العسكرية وارتال من الدبابات المنتشرة.
يقول عارف ضراغمه رئيس مجلس المالح والمضارب البدوية ان تدريبات الاحتلال دمرت وأحرقت مئات الدونمات من المراعي والمزروعات البعلية في كافة قرى وخرب المالح ووادي بزيق والرأس الاحمر، فقوات الاحتلال التي استخدمت عتادا عسكريا ثقيلا اطلقت بضع قذائف حية من الدبابات والطائرات ادت الى احتراق مئات الدونمات.
الى ذلك، وبعد مضي أكثر من أسبوع على سقوط صواريخ على مدينة ايلات على خليج العقبة، ما زالت المنظومتان الأمنية والعسكرية في إسرائيل منشغلتين فيها، مع خشية بأن تكون مقدمة لصواريخ أخرى، خاصة وأنها المرة السابعة في السنوات الثلاث الأخيرة التي تتعرض فيها المدينة للقصف، في ظل ما يتوافر من معلومات استخبارية مفادها تواجد 5-6 منظمات للجهاد العالمي بسيناء مرتبطة بنظيراتها في غزة، ويحاولون طوال الوقت تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية. لذلك فان قوات الاحتلال الاسرائيلي تقوم بتسريع الاحداث الميدانية على حدودها مع قطاع غزة، الامر الذي يدفع بالمراقبين الى توقع اندلاع شرارة حرب جديدة على القطاع، في ظل ما أعلنه عدد من جنرالاته عن استعدادات عسكرية لعملية جديدة، من خلال تجهيز جنودهم، وتحسين مستواهم التدريبي، وتعديل وتجديد الخطط المختلفة، وتدريب وتجهيز العتاد المطلوب، ليكونوا على أهبة الاستعداد للعمل في غزة بوتيرة «أقوى من الماضي، وأشد قسوة».
علماً بأن أحاديث الجنرالات في الأروقة المغلقة، مرتبطة بتقديراتهم التي تشير إلى أن قوة ردع الجيش إثر عملية «عمود السحاب» بدأت بالتراجع، بالتزامن مع محاولة عدد من المنظمات الفلسطينية تنفيذ عمليات ضد الجيش، في الوقت الذي تحاول حركة حماس السيطرة على الوضع، ومنع تدهور خطير في المنطقة، رغم تغاضيها أحياناً عن بعض نشاطاتها. وتأتي هذه التهديدات، وقرع طبول الحرب ضد غزة، في ظل «تآكل» ترتيبات وقف إطلاق النار، واستمرار حماس في فحص مدى صبر إسرائيل، لا سيما في ضوء خشية الجهات العسكرية من محاولتها التقليل من الردع الذي أنتجته الحرب الأخيرة.