عشرات القتلى والجرحى بأعمال عنف وتوتر في الرمادي

جراءة نيوز - عربي دولي:

حذر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمس الاربعاء من ان نجاح محاولات "تمزيق العراق" سيؤدي الى "حرب لا نهاية لها"، معتبرا ان الخطر على البلاد اليوم يأتي من المنطقة "وتحدياتها الطائفية"، في حين قتل أمس 13 عراقيا وأصيب أكثر من 20 آخرين بينهم رجال شرطة، في سلسلة هجمات وقعات في مناطق عراقية عدة، وذلك في وقت يستمر التوتر في الرمادي غرب البلاد التي تشهد احتجاجات ضد رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال المالكي في مؤتمر عشائري نقلته قناة "العراقية" الحكومية: "لو حصل تمزيق للعراق، على ما نسمع من طرح، والله لا يكسبون شيئا، لا هم يكسبون ولا العرب ولا الاكراد، ولا السنة ولا الشيعة، والله ندخل حربا لا نهاية لها".
واضاف ان "تمزيق العراق لن يكون على اساس اقاليم كما يطالبون، إنما تمزيق على اساس كانتونات صغيرة وعشائر وقبائل وقوميات ومذاهب".
وذكر انه في السابق "كنا نقول النظام الحاكم، لم نقل السنة ولم نقل الشيعة (...) هذا كلام غريب عن ذوق العراقيين وتاريخهم. اذا من هؤلاء ومن الذي جاء بهم ومن يمثلون واي بوابة من خلالها دخلوا بها الينا؟".
وجدد المالكي أمس ربط ما يحدث في العراق وتصاعد التوتر الطائفي فيه مؤخرا بعد نزاع دام بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2008، بالتطورات في المنطقة، في اشارة على ما يبدو الى الاحداث في سوريا المجاورة.
وقال ان "مشكلتنا الان اصبحت اكثر تعقيدا مما كانت عليه في السابق، لذلك نحتاج الى جهد استثنائي جديد. سابقا كانت مشكلة في العراق، واليوم المشكلة في المنطقة لكنها تفرز افرازات على العراق".
وتابع: "ما عادت الطائفية واطلت براسها الا لانها كانت مصدرة الينا مرة اخرى"، مشددا على ان "الخطر على العراق اليوم هو خطر المنطقة وما تعيشه من تحديات كلها على خلفيات طائفية".
وفي وقت بدأت تعود الى مسامع العراقيين اسماء ميليشيات وجماعات مسلحة، قال المالكي انه "لولا حرصي على دماء العراقيين (...) وعدم فتح جراحات تتركها الحروب، والله لا يشكلون شيئا في مواجهة الدولة". وفي شأن متصل، قتل 13 عراقيا وأصيب أكثر من 20 آخرين بينهم رجال شرطة، في سلسلة هجمات وقعات في مناطق عراقية عدة، وذلك في وقت يستمر التوتر في الرمادي غرب البلاد التي تشهد احتجاجات ضد رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقالت الشرطة العراقية إن سيارة انفجرت في حي الحسينية الذي تقطنه أغلبية شيعية عند أطراف العاصمة بغداد؛ ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة 12 شخصا من بينهم 4 من رجال الشرطة كانوا في نقطة تفتيش قريبة.
وفي حادثين منفصلين قتل 4 من عناصر الشرطة في انفجار عبوة ناسفة في بيجي شمالي تكريت، في حين استهدف هجوم مسلح دورية للجيش العراقي في منطقة شويرتان في مدينة الكرمة، دون معرفة الخسائر.
وفي مدينة الكرمة شمالي الفلوجة، قتل 5 أشخاص وأصيب آخرون في هجوم انتحاري استهدف تجمعا لعناصر من الصحوة في أثناء تسلمهم رواتبهم الشهرية.
في غضون ذلك، حصل تمرد اللواء السادس عشر من الفرقة الرابعة المتمركزة في قضاء طوز خرماتو بالقرب من سليمان بيك. ورفض اللواء تنفيذ أوامر قيادة الجيش بتسليم مواقعه إلى اللواء السادس والثلاثين من الفرقة التاسعة القادم من بغداد، وذلك بعد اعتراض أهالي المنطقة على "ممارسات" عناصر اللواء.
وكان العراق شهد تصاعدا في أعمال العنف خلال الأسابيع الأخيرة، إذ قتل ما لا يقل عن 26 شخصا، وأصيب العشرات في انفجار 5 سيارات مفخخة الاثنين في أسواق شعبية وأماكن عامة في عدة محافظات عراقية. كما تشهد محافظة الأنبار موجة احتجاجات متزايدة، تصاعدت في الأيام الأخيرة لتسفر عن اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن.