اسرائيل : لن نفاوض الفلسطينيين على أساس حدود7 196
جراءة نيوز -عربي دولي:
أبدى الفلسطينيون تباينا إزاء ما أعلنه وزراء الخارجية العرب في واشنطن بشأن تعديل مبادرة السلام العربية و المتضمن الموافقة على تبادل مساو للأراضي ضمن حل نهائي مع إسرائيل. وقالت السلطة الفلسطينية «الموقف العربي هو جزء من عملية تفاوضية سابقة مع إسرائيل ولا يضر بحل الدولتين، فيما اعتبرت فصائل معارضة لها، أنه تضمن تنازلات مجانية للحكومة الإسرائيلية».
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في بيان «ان هذا ليس بالامر الجديد» وانه يعكس «الموقف الفلسطيني الرسمي». وذكربانه «في مقابل قبول اسرائيل بشكل لا لبس فيه حل الدولتين على اساس حدود 1967، فان دولة فلسطين كدولة مستقلة يمكنها التفكير في اطار اتفاق على تعديلات طفيفة على حدودها مساوية في المساحة والنوعية في المنطقة الجغرافية ذاتها ولا تمس بالمصالح الفلسطينية».
بدوره، اكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني ان الاستعداد «لتبادل طفيف بالقيمة والمثل» للأراضي مع إسرائيل» جزء من عملية تفاوضية سابقة خلال عهد (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) أيهود أولمرت وهو لا يضر بحل الدولتين». واعتبر مجدلاني ان الموقف الفلسطيني والعربي «يتيح التقدم باتجاه حل قضايا الوضع النهائي للمفاوضات، خاصة ما يتعلق بالاستيطان والحدود والقدس «.لكنه شدد على أن «تحقيق ذلك مرهون بقبول الحكومة الإسرائيلية مبدأ حل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام 1967 وتطبيق قرارات لشرعية الدولية وأن أي حديث عن تبادل للأراضي سيكون خطوة تالية لإعلان إسرائيل التزامها بذلك وليس أمر مسبق». وأضاف أن ما طرحه الوفد العربي في واشنطن «لا يمثل عبئا أو ضغطا على الموقف الفلسطيني بل في إطار تعزيزه والتنسيق معه».
في المقابل، اعتبرت حماس الموقف العربي بأنه «إمعان في سياسة التنازلات». وقالت الحركة في بيان إنها «تعرب عن قلقها العميق إزاء تصريحات وفد المبادرة العربية للسلام في واشنطن حول قبول مبدأ تبادل الأراضي مع الاحتلال الصهيوني». وأضافت «أننا كنا نأمل من الوفد الوزاري العربي أن يطالب واشنطن بالضغط على الاحتلال لوقف الاستيطان على أراضينا المحتلة». واعتبرت حماس أن «التجربة الطويلة مع العدو الصهيوني علمتنا أن هذا العدو يبحث عن المزيد من التنازلات عن حقوقنا وثوابتنا الوطنية فالاحتلال لا يريد السلام وإنما يسعى لفرض الاستسلام على شعبنا وأمتنا وهو يحاول كسب الوقت بالحديث عن أوهام السلام لفرض سياسة الأمر الواقع».
وقال صلاح البردويل القيادي في حماس «موقفنا واضح تجاه هذا الموضوع فالحركة رفضت المبادرة ورفضت مبدأ قبول تبادل الأراضي». واضاف ان الحركة «لم ولن تعطي غطاء لاحد فيما يتعلق بمثل هذا الامر، ورفضت القبول بمحاولات فرض سياسة الامر الواقع الاسرائيلية».
واشار الى ان «هذا شرعنة للاستيطان والتهام أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة، وهذا سيعطي فرصة للاحتلال لاستغلال هذه الفترة لتكثيف وتوسيع الاستيطان وبسط سيطرته على أفضل المناطق، في وقت لم نسمع فيه عن مطالبة عربية قوية بوقفه ومواجهته ضمن هذا الموقف».
كما أعربت الجبهة الشعبية عن رفضها لموقف الوفد العربي، معتبرة إياه «إيغالا في دبلوماسية التسول والتوسل». وقالت في بيان إن «هذه الخطوة المرفوضة والمدانة مقدمة لتشريع الاستيطان الزاحف في مدينة القدس والضفة الغربية المحتلة ما يتنافى والقانون الدولي واتفاقيات جنيف». وأكدت الجبهة أن «الشعب الفلسطيني لا ينقصه من يقدم التنازلات باسمه ولم يكلف هذا الوفد للتبرع بالتنازل عن أراض فلسطينية «.
على الجانب الاسرائيلي، اكد جلعاد اردان وهو وزير الاتصالات واحد وزراء المجلس الامني المصغر بان اسرائيل ما زالت ترفض التفاوض مع الفلسطينيين على اساس حدود عام 1967 بما يعني الانسحاب الكامل من الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. وقال اردان للاذاعة العامة «لو وافقت اسرائيل الى القدوم الى طاولة المفاوضات بالقول مقدما بانها ستعقد على اساس حدود عام 1967 فلن يكون هنالك الكثير للتفاوض عليه. لا يمكننا البدء بالمحادثات ونحن موافقون مسبقا على التخلي عن كل شيء». وتابع اردان المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «امل بان لا يعتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بان اسرائيل يجب ان تتخلى عن مواقفها وتوافق نقل كافة الاراضي (الفلسطينية) التي نعتقد بان لدينا الحق في السكن فيها».
وسيتيح التعديل الذي اعلن عنه الاثنين في مبادرة السلام العربية الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية بينما سيحصل الفلسطينيون على اراض تحت السيادة الاسرائيلية حاليا كتعويض.
وفي وقت سابق امس، قال نتنياهو ان «اصل النزاع» مع الفلسطينيين ليس على الاراضي بل على وجود دولة اسرائيل «كدولة يهودية»، بحسب ما نقل عنه مسؤول حكومي. ونقل المسؤول عن نتنياهو قوله في اجتماع في وزارة الخارجية «النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني ليس على الاراضي بل على وجود دولة اسرائيل نفسها»، مشيرا الى ان «عدم رغبة الفلسطينيين بالاعتراف باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي هو اصل النزاع». واضاف «اصل النزاع ليس الاراضي، بل انه بدأ قبل عام 1967. لقد راينا عندما خرجنا من قطاع غزة (عام 2005) حيث اخلينا اخر مستوطن وعلى ماذا حصلنا؟ على صواريخ» على جنوب اسرائيل. واكد نتنياهو ايضا بانه مستعد لاستئناف المفاوضات المتعثرة «دون شروط مسبقة».
اميركيا، رحب وزير الخارجية جون كيري بالتغيير الذي ادخلته الجامعة العربية على مبادرتها للسلام في الشرق الاوسط، مشيدا بهذه «الخطوة الكبيرة جدا الى الامام». واوضح الوزير الاميركي انه «بخلاف المقترح الاصلي الذي لم يشر الا الى خطوط 1967 فقط، قالت (الدول العربية) انها مستعدة للقبول بحدود 1967 مع تعديلات تترجم في اتفاق بين الطرفين على تبادل الاراضي».