شهادة وفاة جامعية

تطالعنا الأخبار بشكل يومي تقريباً بمشاجرة جامعية هنا أو هناك يصدر عنها العديد من الضحايا آخرها كان مشاجرة جامعة الحسين للأسف،استشهاد الطالب الدهيسات الذي كان صدمةً على كلِّ أردني شريف كان الخط الأحمر الذي تم تجاوزه دون أدنى محاولة لعلاج القضية أمنياً وحكومياً أو حتى على المتسوى التربوي أو العشائري .

إن امتداد العنف الجامعي طولاً و عرضاً على مساحة أرض الوطن لن يكون إلا نقمة علينا وعلى مستقبل الأردن الأمني و التحضري وخاصةً أن هناك الكثير من الأصوات التي بدأت تتحدث عن عنفٍ ممنهج و مخطط له في الطبقة الطلابية . جامعة الحسين اليوم شيعت اربعة من أبنائها أحدهما موظف يشهد له كل من يعرفه بأخلاقه العالية وطيب قلبه ونظافة سريرته والآخر طالب لا ناقة له ولا جمل له فيما يحدث ..

هنا يجدر السؤال الأهم : هل وظيفة الأمن ان ينتظر حتى تسيل الدماء ليخمد النار أم هل هذا هو الأمن والأمان الذي يتغنى به النظام وسؤالي إلى وزير الداخلية تحديداً هل الأمن الناعم يعني الأمن الأحمر ؟؟!! عجيبةٌ تلك المتناقضات التي تدور في أروقة النظام في الأردن و الأعجب تلك الخفايا التي تختبئ في حلقات اللارجوع .

أسلحة نارية ورشاشة هي سلاح طلاب العلم في الأردن و السلاح الأبيض أصبح كالقلم أما الضرب و التكسير والحرق فهو نتاج العلم هذا هو الحال في الجامعات !! طلابٌ يعودون إلى أمهاتهم بشهادات الوفاة و آخرون يسطرون أعظم بطولاتهم في التخريب.. و الأمن ناعم ..

على كل مسؤول أن يتحمل مسؤولياته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فيما تبقى من جماليات جامعاتنا فلو أنهم تحملوها سابقاً لما وصلنا الى ما وصلنا إليه وعلى كل عاجزٍ عن وقف ذلك النزيف أن يتنحى ويترك مكانه لمن يستطيع ..

هنا لا بد أن نلقي بعضاً من أفكارنا على هذا الصراع المؤلم لنتفكر في أهدافه التي أعتقد أنها تنحصر في هدفين إثنين :. الأول ::.. أن العنف لا بدّ أن يذهب على المدى البعيد إلى فوضى عارمة في القطاع التعليمي مما يؤدي إلى إخراج جيل غير واعٍ بعيداً عن الواقع الوطني المؤلم وينحصر تفكيره في الحصول على أدنى المكتسبات ولو بالقوة التي ستقود الوطن الى الدمار على المدى البعيد 

هي اللجوء الى تشتيت ذهن الطالب ومحاولة ابعاده عن العمل الطلابي النواة الحقيقية للعمل السياسي العام ليصبح الهدف الأول في تحطيم المستقبل الإصلاحي لهذه الأمة الرحمة والغفران لشهداء العلم جميعاً ولأهلهم عظيم الصبر والسلوان .

يا طلاب جامعاتنا أتمنى عليكم أن توجهوا طاقاتكم للدفاع عن الوطن من كيد الكائدين ولا تنقادوا إلى جاهلية غوغائية ستودي بنا جميعاً إلى قاع الهاوية .