جراءة نيوز - اخبار الاردن -
|
كثرت الاقاويل و التكهنات التي تناولت موضوع اسقاط اسرائيل لطائرة استطلاع فوق البحر المتوسط يوم الخميس الفائت 25 نيسان و التي حسب الرواية الاسرائيلية حاولت اختراق المجال الجوي 'الاسرائيلي' من جنوب لبنان و بان وحدات المراقبة لسلاح الجو الاسرائيلية رصدت الطائرة في الساعة الواحدة من بعد ظهر الخميس لدى تحليقها فوق الاراضي اللبنانية متجهة جنوباً ليتم بعدها اطلاق طائرة مقاتلة من طراز اف 16 عليها صاروخ جو-جو عليها فتسقط في البحر على بعد حوالي 6 اميال بحرية من سواحل حيفا من ارتفاع حوالي 6000 قدم.
اسرائيل عمدت الى اتهام حزب الله بارسال هذه الطائرة و تناول الاعلام الاسرائيلي الحادثة و القنوات الاسرائيلية و الاذاعات كخبر اول رغم ان التلفزيون الاسرائيلي و الاذاعة العامة الاسرائيلية تناولته بضعف الحجة و البرهان و بركاكة بالاتهام و المعالجة و التحليل و كذلك اوحت القيادة العسكرية الجوية بداية الامر عندما قالت لا نعرف من اين اتت هذه الطائرة ليتبين لاحقا انه تم اتهام حزب الله بارسالها دون دليل حاسم او تصوير للطائرة . حزب الله الذي تعودت الجبهة الداخلية الاسرائيلية من المستوطنين و السكان تصديقه قبل قيادته نفى جملة و تفصيلا الحادثة و اصدر بيانا بهذا الشأن و حول هذا الموضوع يضع احد الخبراء العسكريين الاستراتيجيين الاقليميين الموضوع ضمن الاحتمالات و الوقائع التالية : 1- حزب الله نصف قوة ردعه هي بمصداقيته فيستحيل ان ينفي انه لم يرسل طائرة ويكون وراءها على الاقل كان صمت اذا كانت رسالة صامتة اما وقد نفى فهو خارج الاحتمالات ولو احب محبوه ان يكون .هو وينفي لانه يمارس طريقة ردع خفية فهذا غير وارد لانه يسقط قوة ردعه الكبرى النابعة من مصداقيته. 2- هناك احتمال الا يكون هناك طائرة ولذلك اعلنوا عن اسقاطها في البحر ووجهوا الاتهام لحزب الله بهدف التصعيد في التوتر بلحظة توهم ان هناك مناخ استخدام السلاح الكيميائي الذي تبرعت اسرائيل بالحديث عن امتلاكها ادلة على استخدامها من الجيش السوري لدفع واشنطن الى الاحراج طالما ان اوباما صرح ان ذلك خط احمر فتحضر اسرائيل نفسها واهدافها وهي حكما الدخول على خط عملية اميركية كبرى للنيل من حزب الله . 3- ان تكون طائرة تشغلها شركات تجارية امنية غربية لحساب شركات الغاز والنفط وهذا له سوابق لمسح جيولوجي على ابواب تسلم روسيا لعقود الغاز في ساحل المتوسط كمشاغبة تجارية اضطرت اسرائيل لمنعها . 4- ان تكون سوريا في هذه اللحظة ارادت ان ترسل رسالة عن قدرتها على التحرك على عدة جبهات وهي تقاتل في الداخل السوري وهنا كان ملفتا ان يكون يوم اسرائيل الصعب الكترونيا هو يوم عيد حزب البعث في 7 نيسان كما هو ملفت ان يوم الطائرة هو يوم انسحاب القوات السورية من لبنان ...يعني احتمال ان تكون سوريا ارسلتها .. فهل هي رسالة سورية استخبارية اختير لها موعد منتقى ومتزامن مع رحلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى مناطق عبور الطائرة واضطراره لهبوط مفاجئ ؟ فتقول سوريا بجهوزيتها امام التهديدات بتغيير قواعد اللعبة ودخول اسرائيل على خط التحريض بتهمة استخدام السلاح الكيميائي ؟ الايام المقبلة قد تكشف ذيول الحادثة و ابعادها و الرسائل التي اراد المرسل ارسالها اذا ما كان هناك طائرة اصلا ؟ فان كانت اسرائيل او سوريا او طرف ثالث ، باعتبار حزب الله خرج من دائرة الاحتمال ، فان هذه الطائرة هي بالتاكيد رسالة اقليمية مفادها جهوزية المرسل لاي مواجهة مع اسرائيل لا بل جهوزية الهجوم عليها .
|