رئيس الوزراء ويسعد صباحك ؟؟

 لم يقدم رئيس الوزراء للأردنيين خير ولم يفرحهم يوما قط ...نريد منه أن يسعدنا بيوم واحد كيوم الطين ليذكرنا فيه عندما نغضب فنستحي منه ونعتذر .

غاضب المعتد بن عباد ملك اشبيلية زوجته فأقسمت أنها لم تر منه خيرا قط ...فقال لها :- ولا يوم الطين ؟....فاستحيت واعتذرت. سبحان الله ...لا تتوقف جراءة الرئيس ولا يتلعثم لسانه أو يصيبه الخرس إلا عندما تفتح سيرة كبار الفاسدين ممن جففوا مياه وجوهنا وجعلوا سادتنا يركعون متسولين على أبواب بني قريظة .

ظهوره على شاشة التلفزيون الأردني في برنامج يسعد صباحك يوم الجمعة ،أزال ما تبقى من قناعة بشخصيته كرئيس، وليته لم يظهر،كان طوال اللقاء مبتسما ... على ايش ؟...ما حدا عارف ......ام على زيادة أعداد الحرائر الأردنيات المترددات على الحاويات للبحث فيها عن لقمة عيش؟.

لم يتطرق صاحب الجوع الأكبر إلى رموز الفساد ،وتحدث بإسهاب عن كيف سيصب علينا سوط عذاب من جديد ،وخاض في كل ما يتصل بقراره المرتقب برفع أسعار الكهرباء ،وتجنب عن قصد الإشارة ولو باختصار إلى أسباب خسائر خزينة الدولة الناجمة عن ارتفاع فاتورة الكهرباء ودور الخاصة من كبار الفاسدين المباشر وغير المباشر بالتسبب بتلك الخسارة ،وبات واضحا أن حال من يطلب من الحكومة استعادة المال المنهوب كحال من يطلب الدبس من النمس.

في المقابلة هرب الرئيس إلى موضوع آخر لا يهمنا كثيرا ...فعلاء الدين بالنسبة لوجوه الحكم المسلطة علينا كأخيه .

وعلى أية حال لم يكن حديثة مقنعا ...قال إن الوقت أدركه قبل أن يتمكن من إشراك النواب بالحكومة الوليدة، وينوي إجراء تعديل سريع الآن ، مضيفا انه سيعمل على تأهيل الأمناء العامين لإدارة وزاراتهم عوضا عن الوزراء الذين سوف يكونوا مجرد ديكور مستقبلا ، ولن يلتفت إلى المناطقية والخبرة او التخصص في تشكيلة الحكومة البرلمانية القادمة

ووفقا لرؤيته تلك فقد يعين حسين ألمجالي وزيرا للمالية وأميه طوقان وزيرا للداخلية ،وقد لا يجد في اربد او الطفيلة من هو مؤهل لاستلام أية حقيبة وزارية ، مستندا بعدم أهمية تخصص الوزراء فيما يخص عمل وزاراتهم إلى التجربة الأميركية ،وغاب عن ذهنه ان النظام السياسي الأمريكي يقوم على مبدأ فصل السلطات حتى تكبح كل سلطة السلطة الأخرى ...

فإذا كانت الحكومة هي التي تشرع وهي التي تنفذ فمن يراقب تصرفاتها إذن ؟....هل تستهزئ بنا يا دولة الرئيس ...؟؟!!.

قيل إن زوجة المعتمد بن عباد رأت النساء يمشين يوما في الطين فاشتهت المشي فيه ..فأمر المعتمد فسحقت الطيوب وذرت في ساحة القصر حتى عمته ،ثم نصبت الغرابيل وصب فيها ما الورد على الطيوب، وعجنت بالأيدي حتى صارت كالطين ،وخاضته مع جواريها وكان يوما مشهودا .

ينوي دولته قذفنا بعيدا وإعادتنا إلى العصر ألديناصوري بالفعل ،ويخطط للانقلاب على أسس اختيار وطبيعة عمل الوزراء، ويقسم الناس أنهم لم يروا من الرئيس إصلاحا فعليا قط ، فالإصلاح في الربيع الأردني مرهون بالقبض أولا على كبار الفاسدين ولصوص المال العام ،ولن يثق الشارع بالحكومة ،ولن يستمع إليها احد إلا إذا عجنت الفساد بالقانون، وسحقت الفاسدين في ساحة العدالة ،فذلك بالنسبة للأردنيين سيكون يوم مشهود سيشعرنا بالحياء عندما نغضب من الرئيس فنعتذر تماما كيوم الطين .fayez.shbikat@yahoo.com