الامم المتحدة : العراق يتجه نحو المجهول
جراءة نيوز - عربي دولي:
استهدفت سلسلة هجمات اربعة مساجد سنية في بغداد امس ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل، في وقت تواصلت اعمال العنف ضد قوات الامن التي دخلت ناحية سيطر عليها مسلحون ليومين.
وقال مصدر في وزارة الداخلية ان «اربعة مصلين قتلوا واصيب 36 بجروح بانفجار عبوة ناسفة داخل جامع الكبيسي في منطقة الشرطة الرابعة في غرب بغداد». واضاف مصدر وزارة الداخلية ان «ستة مصلين اصيبوا بجروح بانفجار عبوة ناسفة عند جامع الشهيد يوسف في منطقة الشعب في شمال شرق بغداد»، كما اصيب خمسة اشخاص لدى خروج المصلين من جامع مالك الاشتر في المنطقة ذاتها. كما اعلن المصدر عن اصابة ثلاثة مصلين بانفجار عبوة ناسفة عند جامع الرزاق في ناحية الراشدية الواقعة الى الشمال الشرقي من بغداد.
وجاءت الهجمات امس على المساجد في وقت كان المتوقع ان تخرج تظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء من مساجد في بغداد على خلفية عملية اقتحام اعتصام سني معارض في الحويجة (55 كلم غرب كركوك) الثلاثاء قتل فيه 50 متظاهرا.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصلت اعمال العنف المرتبطة بحادثة الحويجة والتي قتل فيها منذ الثلاثاء 195 شخصا واصيب اكثر من 300 بجروح في هجمات معظمها استهدفت قوات الامن في انحاء عدة من البلاد، وفقا لحصيلة تعدها وكالة فرانس برس.
واعلن ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي امس عن مقتل سبعة مسلحين في ثلاث هجمات استهدفت فجرا مناطق متفرقة الى الجنوب من كركوك ( شمال بغداد).
وكانت مصادر امنية وطبية افادت عن مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة الاتحادية واصابة ثمانية اخرين بجروح في اشتباكات مع مسلحين في الفلوجة (غرب بغداد) الخميس. كما قتل جندي واصيب اثنان من الشرطة في هجوم مسلح على نقطة تفتيش مشتركة في قرية الشيخ حمد في الشرقاط (290 كلم شمال غرب بغداد)، وقتل مدني واصيب اثنان بجروح في هجوم استهدف نقطة تفتيش للشرطة في سامراء (110 كلم شمال بغداد).
في هذا الوقت، بدات القوات العراقية دخول ناحية سليمان بيك (شمال بغداد) التي سيطر عليها مسلحون الاربعاء اثر معارك شرسة مع الجيش، وذلك بعد انسحاب المسلحين منها اثر وساطة.
وقال قائمقام قضاء الطوز شلال عبدول بابان ان «انسحاب المسلحين جاء بجهود العشائر ومحافظ صلاح الدين (احمد عبد الله عبد ) الذين تمكنوا من اخماد الفتنة». واشار المسؤول العراقي الى احتمال وجود سيارات ومنازل مفخخة في المنطقة «لذا يستدعي هذا الامر جهدا عسكريا خاصا قبل الانتشار في الناحية» الواقعة على طريق رئيسي بين بغداد واقليم كردستان. واعلن عبدول عن اصابة ستة اشخاص بجروح اثر قيام مروحية تابعة للجيش فجر امس باطلاق نار على منزل اشتبه بوجود مسلحين على سطحه داخل سليمان بيك.
وفي الرمادي (غرب بغداد)، اعلن خطيب الجمعة في ساحة الاعتصام المعارض لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي والمتواصل بالتزامن مع اعتصامات اخرى منذ نهاية العام الماضي، الشيخ حامد الكبيسي، عن تشكيل «جيش العزة والكرامة». وقال مطالبا المصلين ان يبايعوا «جيش العزة والكرامة في الانبار الذي يتبنى الدفاع عن اهل السنة والجماعة في العراق»، حسبما قال، ورد عليه الاف المتظاهرين «الله اكبر.. نبايع نبايع».
واوضح «لقد انضمت الى هذا الجيش جميع الفصائل المسلحة والاتحادية التي شاركت ولم تشارك في المصالحة الوطنية» التي نظمتها الحكومة. ودعا العشائر الى تقديم 100 متطوع من كل عشيرة لتشكيل هذا الجيش، مطالبا كذلك عناصر الجيش المنحل من ابناء محافظة الانبار للانضمام الى هذه الجماعة و»تدريب الشباب على الاسلحة وطرق القتال». وهتفت حشود المتظاهرين «الله اكبر .. حيا الله جيش العزة والكرامة».
من جانبه، حذرت المرجعية الشيعية في العراق برئاسة علي السيستاني امس من جر العراق إلى مزالق خطيرة. وقال أحمد الصافي معتمد المرجعية، أمام آلاف من المصلين في صحن الإمام الحسين بمدينة كربلاء ، «لابد من اجتماع الكلمة والرأي الصائب من أجل عدم انجرار البلاد إلى مزالق خطيرة وعلى البرلمان العراقي أن يتحمل مسؤوليته كونه ممثلا للشعب في حل المشاكل التي تواجه البلاد».
وفي هذا الاطار،أعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم امس أن وفدا من البرلمان العراقي وصل الى مدينة كركوك لتقصي الحقائق ومتابعة تداعيات الأحداث في مدينة الحويجة .
من جهته، اعتبر ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر امس ان البلاد تقف عند مفترق طرق وتتجه نحو المجهول ما لم تتخذ اجراءات «حاسمة وفورية» لوقف انتشار العنف. وقال كوبلر في بيان شديد اللهجة ان البلاد «تقف عند مفترق الطرق» و»تتجه نحو المجهول ما لم تتخذ اجراءات حاسمة وفورية وفعالة لوقف دوامة العنف من الانتشار بشكل اوسع». واضاف «ادعو جميع الزعماء الدينيين والسياسيين للاحتكام الى ضمائرهم واستخدام الحكمة فلا يدعوا الغضب ينتصر على السلام»، معتبرا ان قادة البلاد يتحملون مسؤولية «تاريخية في تولي زمام الامور والقيام بمبادرات شجاعة كالجلوس معا».