50 قتيلا باقتحام الجيش اعتصاما لـ «السنة» في كركوك
جراءة نيوز - عربي دولي:
قتل 50 شخصا واصيب 150 واعتقل 75 اخرين خلال عملية اقتحام دموية نفذها الجيش العراقي ضد ساحة اعتصام المحتجين في قضاء الحويجة بكركوك شمالي العراق ، وذلك قبل ان يقتل 13 مسلحا بنيران الجيش بعدما شنوا هجمات انتقامية ضد مواقع تابعة له شمال العراق.
وقالت مصادر امنية ان الجيش العراقي اطلق النار على المعتصمين في الساحة ما ادى الى مقتل حوالي 50 شخصا وإصابة حوالي 150 اخرين بجراح، فيما اعلنت العشائر عقب هذا الحادث عصيانا مدنيا.
وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددتها وزارة الدفاع للمتظاهرين لتسليم المسؤولين عن مقتل جندي الجمعة الماضي عند حاجز قريب من ساحة الاعتصام.
وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان إن القوات العراقية المشتركة تمكنت من الدخول إلى ساحة الاعتصام لغرض التفتيش وإلقاء القبض على المطلوبين وإن اشتباكا حدث مع هذه العناصر المسلحة ما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين وجرح تسعة ، كما قتل 20 من المسلحين وجرى إلقاء القبض على 75 منهم. وأضاف البيان أنه تم «العثورعلى عدد كبير من الأسلحة في هذه الساحة منها0 بندقية وخمس رشاشات متوسطة و16 رمانة يدوية وعدد كبير من الآلات الجارحة والسيوف والخناجر والسكاكين».
وقال الفريق الأول الركن علي غيدان قائد القوات البرية العراقية في تصريح صحفي إن «القوات المسلحة العراقية دخلت في عملية تفاوض مع العديد من الوفود العشائرية والبرلمانية لإعطائها فرصة الدخول لساحة التظاهر». وأضاف أن «القوات العراقية دخلت ساحة الاعتصام بعد مغادرة المتظاهرين السلميين منها وفوجئت بإطلاق نار كثيف عليها من قبل المسلحين المتواجدين عليها مما اضطر القوات العراقية إلى الرد» ، مشددا على أن «ساحة المتظاهرين الآن تخضع لسيطرة القوات العراقية وأزيلت منها جميع خيم الاعتصام التي كانت تأوي عناصر مسلحة».
غير ان المنسق العام لمعتصمي الحويجة عبد الملك الجبوري قال «لا نملك في الساحة الا اربعة اسلحة رشاشة لحمايتها ولا يوجد اي مطلوب للقوات الحكومية بيننا». ولفت الى ان «القوات التي اقتحمت المكان احرقت الخيام واطلقت النار بشكل عشوائي» على المتظاهرين الذين غادروا
ساحة الاعتصام اثر الاشتباكات. وقال طالب كان يشارك في المظاهرات «عندما داهمت القوات الخاصة الميدان لم نكن مستعدين ولم تكن معنا اسلحة لقد سحقوا بعضنا بمركباتهم».
وعلى الاثر، أعلنت الحكومة العراقية تشكيل لجنة لتقصي الحقائق نائب رئيس الوزراء صالح المطلق وعضوية نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي.
في توالي لردود الافعال، انتقد رئيس مجلس محافظة كركوك حسن تروهان استخدم القوات الحكومية لـ«القوة المفرطة»، مؤكدا «ما جرى اليوم يجعلنا نطالب الامم المتحدة بالتدخل لان الوضع خطير جدا بالنظر لخصوصية كركوك ووضعنا لا يحتمل ازمات اخرى».
كما راى رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي (سني) ان «قيام الجيش باطلاق النار على ابناء الشعب العراقي من الذين اعتصموا سلميا في ساحات مكشوفة مطالبين بحقوق مشروعة هو امر مرفوض قطعا وجرم مشهود».
من جانبه ، أدان النائب عن القائمة العراقية في البرلمان العراقي وليد المحمدي عملية الاقتحام واعتبرها «مجزرة»، مطالبا الكتل السياسية بـ»اتخاذ موقف جدي وصارم من الحكومة».
واحتجاجا على العملية ، قدم وزيران عراقيان استقالتهما من الحكومة . وقال مسؤول حكومي رافضا الكشف عن اسمه ان وزير التربية محمد علي تميم المتحدر من قضاء الحويجة ( غرب كركوك) حيث كان يقام الاعتصام «استقال من منصبه اثر اقتحام قوات الجيش ساحة الاعتصام». واكد ان «الاستقالة نهائية ولا رجعة عنها». من جهته، اعلن رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي استقالة وزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي الذي ينتمي الى كتلته النيابية، علما ان السامرائي يقاطع منذ فترة جلسات الحكومة وقد جرى تعيين وزير مكانه بشكل مؤقت.
وهذه ثالث استقالة لوزير سني من حكومة نوري المالكي منذ بدء التظاهرات والاعتصامات المناهضة له في كانون الاول.
وبعد ساعات قليلة من الهجوم على ساحة الاعتصام،، قتل 13 مسلحا خلال هجومين ضد مواقع عسكرية شنوها انتقاما للمتظاهرين، حيث قتل ستة منهم في ناحية الرشاد (جنوب كركوك) وسبعة في ناحية الرياض (غرب كركوك)، وفقا لمصادرعسكرية. واكد ضابط برتبة عميد في الفرقة
12 للجيش المنتشرة غرب كركوك، مقتل المسلحين ال13 اثناء محاولتهم السيطرة على نقطتي التفتيش.
وفي تطور لاحق، قتل ستة جنود عراقيين على ايدي متظاهرين مسلحين قرب مركز اعتصام مناهض لرئيس الحكومة غرب بغداد، فيما اسر جندي سابع، بحسب ما افاد مصدر امني .
وقال الملازم اول في الشرطة ابراهيم فرج ان «ستة جنود قتلوا واسر سابع من قبل متظاهرين مسلحين ملثمين هاجموا مدرعتين للجيش قرب مركز الاعتصام القريب من الرمادي» (100 كلم غرب بغداد).
وفي هجوم اخر، مقتل ثمانية من القوات العراقية في اشتباكات تدور حاليا مع مسلحين في مدينة سليمان بيك التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد.
وقالت المصادرإن «مجموعات مسلحة هاجمت ناحية سليمان بيك وتم اسقاط جميع وحدات الحراسة العسكرية والامنية وحاصروا مبنى الناحية ومركز الشرطة ما أسفر في حصيلة أولية عن مقتل ثمانية من القوات العراقية «. وبحسب المصادر ، تدور حاليا عمليات تبادل لاطلاق النار مع القوات العراقية فيما تحلق مروحيات للجيش العراقي في سماء المنطقة».
على الصعيد نفسه ، قتل ضابط عراقي وأصيب اثنان أخران في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دوريتهم التابعة لشرطة حماية الانابيب النفطية في منطقة الكسك غربي الموصل .
الى ذلك، حددت الحكومة العراقية الرابع من تموز المقبل موعدا لاجراء انتخابات مجالس محافظتي الانبار ونينوى بعد ارجائها بسبب الظروف الامنية في هاتين المحافظتين.
وتشهد المحافظتان السنيتان اعتصامات متواصلة وتظاهرات في كل جمعة مناهضة للحكومة منذ اكثر من اربعة اشهر.
في المقابل، اعربت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن اعتراضها على هذا الموعد وذلك في بيان اكدت فيه اصرارها «على اجراء الانتخابات في الموعد الذي اقترحته سابقا يوم 18 ايار «.
اخيرا، كلف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نائبه لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني بتولي وزارة الخارجية مؤقتا بدلا عن هوشيار زيباري الذي منحه اجازة اجبارية، بالوكالة بدلا عن الوزير خير الله حسن بابكر الذي منح بدوره «اجازة اجبارية».
واوضح المصدر ان الاجازة التي منحها المالكي الى الوزيرين الكرديين «جاءت بسبب تغيبهما
عن جلسات الحكومة وعن وزارتيهما، وقد دخل قرار الاجازة حيز التنفيذ بدءا من 22 نيسان».
وكان الوزراء الاكراد بدأوا التغيب عن جلسات الحكومة اثر اقرار البرلمان للموازنة العامة في اذار من دون منح اقليم كردستان العراق التخصيصات المالية التي كان يطالب بها.