تونس: سلفيون يهاجمون مدرسة ثانوية لرفضها دخول تلميذة منقبة
جراءة نيوز -عربي دولي:
قال اساتذة ونقابيون ان اسلاميين هاجموا أمس مدرسة ثانوية في مدينة منزل بوزلفة واعتدوا على مديرها بعد منعه دخول تلميذة ترتدي نقابا في احدث توتر بين المعسكر العلماني والاسلامي في تونس.
ومنذ الثورة التي أطاحت قبل عامين بالرئيس زين العابدين بن علي ارتفع التوتر بين العلمانيين الذين سيطروا على الحكم لعقود وبين الاسلاميين الذين زاد نفوذهم في العامين الماضيين. وقال مراد بن حمودة عضو النقابة بمعهد منزل بوزلفة الثانوي ان سلفيين هاجموا المعهد وهشموا سيارة «وحاولوا قتل مدير المعهد عبد الواحد سنتاتي بسبب رفضه دخول تلميذة منقبة لقاعة الدرس». واضاف ان السلفيين ضربوا المدير بالعصي ورشقوه بالحجارة.
وقال ان المدير نقل الى المستشفى وهو يعاني من كسور في عدة اجزاء من جسمه. وقال خليفة الضيف وهو استاذ بمعهد منزل بوزلفة انه تم تعليق الدروس بالمعهد بينما هدد نقابيون باضراب عام في كل مدارس المدينة. وقالت استاذة اخرى رفضت نشر اسمها ان عشرات السلفيين تجمعوا بعد هذا الاعتداء امام المعهد مرددين خطبا وشعارات ضد العلمانيين. جاء هذا بينما يمثل عميد كلية الاداب بمنطقة منوبة في تونس الحبيب كزدغلي امام القضاء بتهمة صفع طالبة منقبة اصرت على حقها في دخول قاعة الدرس. وينفي العميد هذه التهمة. وقررت وزارة التربية أواخر العام الماضي منع المنقبات من دخول قاعات الدرس لكن القرار اثار حيفظة الاسلاميين الذين قالوا انه مصادرة لحقهم في التعليم وتعهدوا بالتصدي له ورفضه.
في سياق آخر، قضت المحكمة الابتدائية بولاية قابس، جنوب شرق تونسن أمس بتغريم رسامي «الغرافيتي» شاهين بالريش واسامة بوعجيلة بمبلغ 100 دينار (50 يورو) لكل منهما بتهمة «الكتابة على عقار على ملك الدولة بدون ترخيص» في قضيت اثارت استياء فنانين ومدافعين عن حرية التعبير.
وقضت المحكمة بعدم سماع الدعوى في بقية التهم الموجهة الى الرسامين وهي «مخالفة قانون الطوارئ» و»نشر اخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام». وينتمي اسامة بوعجيلة وشاهين بالريش الى مجموعة «زواولة» (الفقراء) الفنية المختصة في «الغرافيتي» أي رسم صور او كتابة عبارات على جدران بفضاءات عامة للتعبير عن مشاغل المجتمع وتطلعاته.
وليل الثالث من تشرين الثاني 2012 وعندما كانت مدينة قابس تعيش حظر تجوال ليليا بسبب اعمال عنف واحتجاجات اجتماعية، كتب الشابان على جدار مدرسة ثانوية عمومية بالمدينة شعارات مثل «الزوالي (الفقير) ميت حي» و»الزوالي من حقه ان يعيش» و»الشعب يريد حق الزوالي» و»البوعزيزي مات والزوالي تحت السباط (الحذاء)». وتشير هذه الشعارات الى عدم تغير اوضاع الفقراء في تونس بعد «الثورة» التي فجرها انتحار البائع المتجول محمد البوعزيزي حرقا.
وترافع أمس اكثر من 40 محاميا عن المتهمين، كما تجمع نحو 200 ناشط سياسي وحقوقي امام المحكمة للتعبير عن تضامنهم مع الرسامين. وقال شاهين بالريش «نحن مرتاحون لهذا الحكم ولن نستأنفه ونعتبر ان القاضي لم ينحز للسلطات السياسية عند النطق به، لكننا نخشى ان تستأنفه النيابة العامة».